تعد شعيرة الردّات الحسينية إحدى الشعائر والطقوس التي تؤديها مواكب الأطراف والأصناف الكربلائية خلال أيام الخمسة الثانية من شهر محرم الحرام في كربلاء المقدسة استذكارا ليوم استشهاد سبط النبي الإمام الحسين (عليه السلام). وقد أصبحت الردات كما هو الحال مع باقي الشعائر الحسينية شاغلاً للأكاديميين والباحثين وأصحاب الدراسات العليا فجعلوا منها عناويناً لأطروحاتهم. وجاءت أطروحة الباحث سامي الهيّال الموسومة بـ(الأداء التجاوبي في الردّات الحسينية) لتكون أول مبادرة لأكاديميي الدراسات العليا بشهادة أساتذة جلسة المناقشة، والذين أكدوا إنها الأطروحة الأولى في مادتها وموضوعها وما حازته من درجة تقدير جيد جدا عالٍ كان مستحقا لها..
وقال رئيس قسم الفنون الموسيقية في كلية الفنون الجميلة الدكتور صالح أحمد الفهداوي ورئيس جلسة المناقشةفي تصريح لموقع نون\" إن رسالة الباحث سامي هيال رائدة وفريدة في طرحها وموضعها مشيرا ومن خلال مناقشته لرسالة الهيال إنها تطلبت منه جهدا كبيرا لعملية التحليل الموسيقي لتصوير المظاهر العاشورائية للردات الحسينية التي تشكل مفردة من مفردات التاريخ العراقي عبر الزمن\"
وبيّن الفهداوي\" الى نتائج الدراسة التي توصل إليها الباحث تشير الى علاقة الشعائر الدينية بالدنيوية من زاوية العناصر الموسيقية وأوجه المقاربات على مستوى الموسيقى والإيقاع واللحن إنما يتجاوز ذلك الى مستوى الهارموني\"
[img]pictures/2010/05_10/more1274009883_1.jpg[/img][br]
ودعا الفهداوي طلبة الدراسات العليا والباحثون عموما في المجتمع العراقي للاستلهام من جميع المظاهر (الأثنوموزوكولوجية) والفلكلورية السائدة في المجتمع العراقي الثر عبر الطقوس والتراتيل وتوظيفها بجهد علمي رائد وعلى وجه الخصوص الشعائر الدينية..
من جانبه قال الأستاذ هيثم شعوبي عضو لجنة مناقشة الرسالة لمراسل موقع نون \" تمت مناقشة رسالة الباحث سامي هيّال في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، وقد كان موضوع الرسالة من البحوث الرائدة في هذا المجال حيث يسلط الضوء على جزء من التراث الإسلامي بوصفه ثروة حية لا زالت مستمرة في مدينة كربلاء، وهذا فن بحد ذاته قائم على الشجن واستثارة الجماهير وسردها لواقعة الطف بجزئياتها ومجرياتها..
المشرف على البحث الأستاذ المتمرس طارق حسون قال لموقع نون \"جاءت أطروحة الهيال لمحاكاة الرادات الحسينية في مواكب المحلات الشعبية والقديمة في مدينة كربلاء لمحرم 1430 حيث أقام الباحث دراسة أكاديمية على هذا التراث الشعبي المستمر بعلمية وموضوعية وخرج بنتائج من الجانب الإيقاعي المرتبط بالنصوص (الردات الحسينية) والجانب اللحني المرتبط بجميع الخزين الفني والموسيقي المرتبط بالتراث الشعبي الكربلائي\"
فيما قال الإعلامي علي الحلو \" لنا في التاريخ شواهد وعبر كثيرة ومن أهمها واقعة الطف الخالدة بدم الإمام الحسين (عليه السلام) ومن هذه الشاهدة الحية والخالدة تنهال العبر بوفرة لتكون خير مثال لثوار ورموز العالم من سياسيين واجتماعيين ضد الجبروت والطغيان\"..
وتابع الحلو، \" إن مدى ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ينعكس إيجابيا وبصورة كبيرة على واقع الفنون المسرحية من موسيقى وأداء وتمثيل ومن فرص كثيرة كانت تأخذ من شخصية الإمام الشهيد (سلام الله عليه) منارا يقتدى به\"..
مؤكدا إن المسرح له الدور الريادي والتجريبي الكبير في بحث قضية الإمام الحسين (عليه السلام) ومن هذا المسرح الحي والمستمر كشعيرة يتقلد بها أتباع أهل البيت (عليهم السلام) جاء سامي هيّال الباحث والأكاديمي ليتخذ من أداء الردة الحسينية موضوعا لدراسته، تطلب ذلك منه أن يعش في حواري ومناطق مدينة كربلاء المقدسة مستعينا بذوي الشأن بمن عاصروا ملا حمزة الزغير والشاعر كاظم المنظور الكربلائي وغيرهما في مجال الردة الحسينية فكانت ثمار تلك المناقشة بواقع جيد جدا مما جعل من الهيال فردا يطرق هذا اللون من التجارب بعمق وجعل منه بحثا أوليا يستفاد به ..
الباحث سامي هيال ذكر لمراسل موقع نون \"إن موضوع رسالته لم يطرق من قبل، وإن أطروحتِه بشهادة أساتذة جلسة المناقشة هي السابقة الأولى، مبينا سبب اختياره لموضوع الرسالة لأجل تسليط لضوء على الردات الحسينية من الجانب الفني والسبب من ذلك لغفلة الباحثين وأصحاب الدراسات بهذا الشأن هذا من جانب وجانب آخر هو افتقار كلية الفنون الجميلة..
مثنيا على مؤازرة النخبة المختصة ممن يديرون المراسيم العاشورائية في مدينة كربلاء أمثال قسم المواكب والهيئات الحسينية في العتبة العباسية المقدسة والرادود محمد حمزة الكربلائي والشاعر عزيز الگلگاوي والحاج أحمد دلاوي والحاج حسن الصباغ والأستاذ علي المنظور\"
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- موكب شباب النواب في الكاظمية.. اكثر من (61) عاما من الخدمة واحياء الشعائر
- اقدم من اقام الشعائر في الكاظمية.. موكب طرف الشيوخ عمره (166) عاما (صور)
- مشروع اطلقته العتبة الحسينية.. "الميزان" خدمات طبية في المنازل شعاره "المستشفى صارت يمك"