نفحات الماضي تشمها فيه وانت ترى الطاعن في السن والشيوخ والوجهاء يخدمون فيه، أسس عام 1278 هجرية في احد بيوت الكاظمية وخرج الاف من خدمة الامام الحسين (عليه السلام) وجميع أئمة اهل البيت، مر عليه رواديد وخطباء وشعراء بالعشرات، ويعد من اقدم مواكب مدينة الكاظمية المقدسة ومنذ ذلك الحين وهو يفتح ابوابه للزائرين من مدينة بغداد وباقي المحافظات، ويشارك في جميع المناسبات التي تحيي مصائب آل محمد وأكثرها مصيبتي ابي عبد الله الحسين وموسى بن جعفر (عليهم السلام).

تاريخ الموكب
يستعرض صاحب الموكب "الشيخ عامر عبد الأمير الزبيدي" لوكالة نون الخبرية تاريخ موكب طرف الشيوخ الذي يعد من اقدم المواكب الحسينية في مدينة الكاظمية المقدسة حيث بلغ عمر الموكب (166) عاما بالقول "منذ طفولتي وانا اخدم في الموكب في بيتنا بطرف الشيوخ وتقام فيه المجالس الحسينية والمحاضرات الدينية من بعد صلاتي المغرب والعشاء وكان يحاضر بها السيد حسين ابو الحمية المدامغة وبعدها مجلس اللطم يحييه رادود الموكب المرحوم قاسم الوائلي وشاعراه صادق كنعان وصادق الاعرجي حيث كان لكل مجلس رادود خاص وشاعر او اكثر من شاعر، وكان اصحاب المواكب يحرصون اشد الحرص على ان تكون الاموال التي تنفق على الخدمة الحسينية من الحلال واتذكر في العام 1968 وبعد الانقلاب الذي استولى فيه البعث على السلطة، كنت جالسا قرب ابي وجاءت سيارة نوع لاندكروس وفيها اشخاص من الامن فنزلوا وقدم لنا مسؤولهم كيس تمن وعبوة سمن نباتي ومبلغ مئة دينار وهو مبلغ كبير حينها وعند سؤال والدي عن هذه المواد والاموال ابلغه مسؤول الامن انها هدية الحزب والثورة فاعتذر والدي عن اخذها واخبره اننا اغنياء ولا نحتاج الى الدعم وابحث عن المحتاج لها، ثم التفت الي والدي وقال اوصيك ان لا تأخذ الاموال للموكب من اية جهة سياسية او اي شخص تعرف ان عمله غير صالح وامواله فيها شبهات الحرام".

واكمل حديثه ان "الموكب يقيم العزاء لمدة ثلاثة عشر يوما في شهر محرم الحرام في مدينة الكاظمية المقدسة، ونقيم المجالس والمحاضرات ونقدم الطعام والشراب، ثم نقيم في السابع من شهر صفر مجالس ولطميات ونوزع الطعام احياء لذكرى استشهاد الامام الحسن (عليه السلام)، ثم في التاسع من صفر نشد الرحال الى مدينة كربلاء المقدسة وكنا ننصب موكبنا في بيت الحاج زيارة في باب العلوة (حاليا اصبحت فنادق) الذي كان يوفر لنا المكان وبعد وفاته استمر ولده المرحوم رسول زيارة بمساعدتنا، ثم انتقلنا الى خان السيف الذي اصبح فندقا الان وقدمنا الخدمة فيه لسنوات، ثم ساعدنا المرحوم الحاج جواد الشمر وخصص لنا حسينية تعود لهم كانت على شكل هيكل لم يكتمل بنائها ونستمر بالخدمة في كربلاء المقدسة خلال زيارة الاربعين لمدة عشرة ايام وكنا نقدم التمن والقيمة والمشويات والمقليات واستمر عملنا لمدة عشرة سنوات في حسينية المرحوم جواد الشمر".

وكان بيتنا مجلسا دائما يوميا لعزاء الحسين (عليه السلام) هكذا يصف الزبيدي مواضبتهم على احياء الشعائر الحسينية ويستمر بالقول ان " الشعراء والرواديد يلتقون في بيتي في الساعة السادسة مساء، رغم وجود التضييق الامني علينا، وقد ربينا اجيالا بعد اجيال على الخدمة الحسينية وقد تخرج من هذا الموكب الاف الخدام، وكنا نردد دائما ردة حسينية تقول كلماتها ( ما ننسى زيارة ابو السجاد مخصوص الاربعين .. ونعود عليها ولد الاولاد وحتى ابو السنتين)، وقد ربطنا الماضي بالحاضر من خلال الرواديد ومنهم قاسم الوائلي وحيدر الانباري ومهدي علوان وصبحي الاسدي ومن الشعراء عبد الامير السعيد وعلي الموسوي، حتى العام 2003 حيث خرجنا بموكب على الشارع العام وقدمنا وما زلنا الى الان افضل انواع الخدمة الحسينية بجهود وتمويل تكافلي بين اعضاء الموكب مع تبرعات تصلنا من محبي الخدمة الحسينية".

المواكب القديمة
يتناول اطراف الحديث شقيقه علي الزبيدي و يؤرشف مواكب الكاظمية القديمة بالقول ان "المواكب القديمة لغاية عام 1978 كانت (48) موكبا حسينيا ومنها مواكب الزنجيل واخرى مواكب تطبير ومنها مواكب مجالس ولطم وغيرها تخرج في الزيارة الاربعينية فقط، وهي تمثل اطراف الكاظمية وجمهور الكاظمية من الهيئات ومهن الكاظمية، واصبحت الان (286) مواكبا حسينيا، واشهر المواكب الحسينية القديمة هي موكب طرف الشيوخ الذي مضى على تأسيسه (166) عاما ومواكب البحية والانباريين وآل ماجد وفضوة الشيخ آل ياسين وجمهور الكاظمية والجواهرية والترك وخدمة الروضة الكاظمية والخالصية والقطانة وام النومي والبوهيازع والسميلات والقهواتية والقصابين والقندرجية والشكرجية والجركجية والخبازين والحدادين والبنائية وغيرهم، وما يميز مواكب الكاظمية المقدسة هو المحبة والتعاون والتعاهد على الخدمة الخالصة لوجه الله وخاصة في كربلاء ونزولهم مرتين ليلة الزيارة الاربعينية وصباح يوم الزيارة بشكل جماعي".

قاسم الحلفي ــ بغداد