- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رياضتنا العراقية الى اين ؟؟!!
حجم النص
بقلم / مسلم الركابي يبدو ان قدر الرياضة العراقية دوما ان تكون هي الضحية ,وهذه المرة يتم اغتيال الرياضة العراقية بعملية سطو وسط النهار ,فقد اثبتت الايام والسنوات والعقود التي عشناها اننا نتعامل مع حكومات تنظر للرياضة للاسف (نظرة دونية) وربما تعتبرها نوع من انواع الترف الفكري او هي مجرد قتل اوقات فراغ او هي مجرد فرق تفوز او تخسر وينتهي الامر ان وجود هذه النظرة السطحية للرياضة من قبل الحكومات المتعاقبة على العراق جعلت الرياضة العراقية تعيش على الهامش فمتى ما كانت الرياضة مصدر كسب سياسي لهذا السياسي او ذاك نشاهد اهتمام ودعم للرياضة وهذا الامر يتقنه السياسيون العراقيون بامتياز كبير وهذه سمة يمتاز بها السياسي العراقي ومشاهد الاحداث قبل كل انتخابات تؤيد ما نقوله بالصوت والصورة!!! ولذلك بقيت الرياضة العراقية رهينة مزاج هذا السياسي او ذاك ,ونحن هنا لا نتجنى على احد ,فقد فوجئنا نحن معشر الرياضيين في العراق بالقرار الحكومي والقاضي بدمج وزارة الشباب بوزارة الثقافة وفق سياسة الاصلاح والتغيير والتي تريد ان تطبقها الحكومة اليوم في عراقنا الجديد بعد خراب مالطا كما يقولون ,ولا نجافي الحقيقة حينما نقول اننا جميعا مع مبدأ الاصلاح والتغيير ولا نبالغ حينما نقول ان شريحة الشباب الرياضيين هم اكثر شرائح المجتمع تحمسا واندفاعا ورغبة للتغيير والاصلاح وساحات التظاهر والاعتصام تشهد بذلك ,فالرياضيون كبقية شرائح المجتمع العراقي كانت تواقة للاصلاح والتغيير خاصة بعد ان ضرب الفساد المالي والاداري والاخلاقي اطنابه في المشهد الرياضي العراقي بمختلف مؤسساته الرياضية حيث كان للاعلام الرياضي الصوت المدوي والعالي في كشف الفساد والمفسدين والمتلاعبين والسارقين والطارئين والذين عاثوا فسادا في الرياضة العراقية ,وحينما تمت تسمية عبد الحسين عبطان وزيرا للشباب والرياضة بعد ثمان سنوات عجاف عاشتها الرياضة العراقية على يد جاسم محمد جعفر تنفس الرياضيون العراقيون الصعداء انهم امام شخصية ميدانية محبة للرياضة العراقية تعمل بكل تفاني واخلاص بعيدا عن لعلعة السياسة هكذا تفاعل الوسط الرياضي مع عبطان واليوم وبعد اعلان دمج وزارة الشباب والرياضة مع وزارة الثقافة عادت الرياضة العراقية للمربع الاول ,فنحن لا نعرف من اشار على اصحاب القرار في الحكومة بهذه المشورة المشؤومة فكيف يتسنى لحكومة ان تهمش وزارة تضم اكبر شريحة في المجتمع وهي شريحة الشباب ؟؟؟ ترى هل تعلم مصادر القرار في الحكومة ان الشباب اليوم يمثلون ما نسبته اكثر من 60% من مجموع قطاعات الشعب العراقي ,فالذي نعرفه ان الشعوب والحكومات تهتم بشبابها وتحاول بكل الطرق ان تقدم لهم كل العون والمساعدة والدعم لانهم عماد المستقبل ,فدول العالم القريب منا والبعيد نشاهد الحكومات تسعى الى تشكيل هيئات او وزارات او مجالس معنية بالشباب والرياضة لانها تدرك اهمية الرياضة في بناء المجتمع ولنا في العراق اكثر من تجربة بهذا المجال فقد شاهد الجميع كيف ساهمت الرياضة في بناء ما خربته السياسة في عراقنا الجديد وكلنا يتذكر كيف لعب فوزنا ببطولة اسيا عام 2007 بتلاحم الشعب العراقي ووحدته بعدما عجزت كل مشاريع المصالحة الوطنية والتي تاجر بها السياسيون ,فالرياضة اليوم تبني مجتمع سليم معافى مجتمع مرتبط بوطنه محب لوطنه ملتصق بترابه فلم تعد الرياضة مجرد فوز او خسارة فريق بل هي اكبر من كل ذلك ,نحن نفهم وندرك حجم الضغوطات التي تتعرض لها الحكومة اليوم من خلال معركة الاصلاح والتغيير اجل انها معركة نتمناها جميعا بان تكون ضد الفساد والمفسدين والسراق والانتهازيين والطارئين وهذا ما يصبو له الوسط الرياضي في عراقنا الجديد ,لذلك نقول اذا كان لا بد من التغيير او الترشيق فنحن نتمنى ان يكون هناك مجلس اعلى للرياضة العراقية يضم خيرة الكفاءات الرياضية العراقية المعروفة سواء داخل العراق او خارجه والتي يشار لها بالبنان وان يكون هذا المجلس مستقلا بمعنى الكلمة بعيدا عن طمع الاحزاب والكتل السياسية والاجندات الطائفية مجلس يضم كل الكفاءات بغض النظر عن قومياتهم او مذاهبهم او توجهاتهم اناس رياضيون بمعنى الكلمة يعرفون ان الرياضة عامل بناء وليس هدم ,واذا تعذر تاسيس هكذا مجلس فنحن مع تشكيل هيئة للشباب والرياضة مستقلة ايضا وترتبط هذه الهيئة او المجلس باعلى سلطة تنفيذية في البلد وهي مجلس الوزراء من اجل ان يكون اصحاب القرار على تماس مباشر مع هموم ومشاكل الرياضة وبالتالي المساهمة في حلها ان تشكيل هذه الهيئة او تاسيس المجلس الاعلى للرياضة العراقية نعتقد هو حل مناسب للخروج من ازمة الرياضة العراقية والتي اغتيلت على حين غرة ,ترى هل تسمع الحكومة صوت الرياضيين العراقيين هذه المرة ام انها كعادتها تضع في احدى اذانها طين وفي الاخرى عجين ؟؟؟؟!!! وكان الله والعراق من وراء القصد مسلم الركابي M_alrekabby@yahoo,com
أقرأ ايضاً
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- حماية الاموال العراقية قبل الانهيار
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر