تشير بعض الإحصاءات إلى أن نسبة الإصابة بالسرطان في العراق قد فاقت الستين ألف إصابة وهو رقم مخيف وبينما تشير بعض التقارير إلى أن الإصابة بالسرطان ناجمة عن آثار الحروب وما استخدم فيها من أسلحة، يذهب معنيون إلى أن التدخين سبب لا يمكن تجاهله عند البحث عن أسباب الإصابة بالسرطان، مع ملاحظة أن عددا كبيرا من العراقيين يدخنون بإفراط.
ويصف الدكتور عصام سلطان عيسى التدخين بأنه آفة العصر، ويقول إن \"التدخين يقتل سنويا من الناس أعدادا تفوق تلك التي تقتل في الحروب وحوادث الطرق\".
وتزداد أعداد المدخنين باستمرار مع انجذاب الشباب والمراهقين نحو السجائر، حتى أصبح من الطبيعي رؤية الكثير من هؤلاء وهم يتعاطون التدخين، ويبدو أن الإجراءات الحكومة وغير الحكومية للحد من إقبال المراهقين على تعاطي الدخان لا تذكر، ويقول أحد الصبية إنه \"يرى العديد من التلاميذ يدخنون السجائر دون أن تكون هناك إجراءات رادعة تقوم بها المدرسة\".
دائما ما يؤكد المدخنون أنهم لا يستطيعون مقاومة إغراء السجائر بعد أن أدمنوها، ويقول المدخن علاء جعفر إنه \"يبدأ يومه مدخنا ويختمه كذلك\"، مشيرا إلى أنه يستهلك أكثر من 60 سيجارة في اليوم، وينفق الكثير شهريا من أجل شراء السجائر.
وبينما يعتقد المدخنون أن ليس بإمكانهم الانتهاء من هذه العادة المميتة، يمكن للزوجات أن يلعبن دورا في مساعدة الرجال للإقلاع عن التدخين، وتقول هبة ناصح إنها \"دفعت خطيبها للامتناع عن التدخين بعد أن طلبت منه ذلك\"، وهي ترى أن \"الزوجة يمكن أن تحمي أسرتها من خطر التدخين، نظرا لتاثيراته السلبية على الاطفال، ويمكن للزوج ان يتفهم ذلك إذا ما أدرك الآثار الخطيرة على صحة اطفاله\"..
تحذر التوصيات الطبية من أن مجالسة المدخنين تلحق أضرارا بغير المدخنين ربما تفوق تلك الأضرار التي تلحق بالمدخن نفسه، وانطلاقا من ذلك فإن أفراد الأسرة وخصوصا من الأطفال يكونون عرضة للإصابة بأمراض قد تكون مزمنة إذا كان بعض أفراد الأسرة ممن يدخنون السجائر، وتقول إحدى النساء إن\" ابنها الصغير يعاني من التهاب القصبات\"، وتعزو ذلك إلى كون والده من المدخنين.
لم يقف تفنن شركات صناعة السجائر التي يسميها البعض بشركات صناعة الموت عند حدود، فدائما تأتي بما يمكن أن يلفت انتباه المراهقين الذين ينصب اهتمام هذه الشركات عليهم، وأضحت الأركيلة أو النركيلة ترافق الشباب في أمسياتهم التي يقضونها عادة في الساحات أو عند بعضهم. ويحذر مدير شعبة تعزيز الصحة في دائرة صحة كربلاء الدكتور عصام سلطان عيسى من\" خطر الأركيلة فهي تفوق في خطورتها السجائر العادية\".
ومع كل المخاطر التي تتسبب بها السجائر ما تزال الأسواق العراقية بشكل عام واسواق كربلاء مليئة بأصناف وألوان منها، ولا يوجد أي رد فعل دفاعي يقوم به المجتمع ضد هذه الظاهرة التي تجتاحه مع ما تسببه من مخاطر كبيرة.
تقرير /مصطفی عبد الواحد
وكالات
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- تبعد (165) كيلومتر عن دمشق: يد السيستاني الرحيمة تغيث اللبنانيين في حمص السورية(فيديو)
- ما هي خفايا العقد رقم "1" مسؤول تربوي بكربلاء : شركات حكومية هدمت المدارس وتسلمت اموال عقودها وتركتها