يعيبون على من يقحم نفسه في قضايا ليست من إختصاصه ،لكنهم لايعيبون في الغالب على من يجبر الآخرين على ذلك الإقحام ،ولعل كرة القدم العراقية وقصة الزعيم الخالد حسين سعيد لاعب الكرة السابق ورئيس الاتحاد الفرعي للفيفا (في بلاد الرافدين ).من القصص التي تدعو ليس لإقحام النفس وحسب إنما إرتكاب الذنوب والتخيل في الغيوب.
حسين سعيد الذي تعددت الروايات في نسبته لدولة فلسطين المنتظرة أو الى العراق الذي يأبى أن يعترف به كدولة محترمة بدليل إقامته في الخارج ضاربا بحذائه كل القيم الوطنية والتاريخية لهذا الشعب المسحوق الباحث عن الشجعان الذين يعيشون معه المحنة لا الهاربين المتنصلين وفوق ذلك متشبثين بحق ليس لهم .
حسين سعيد الذي أحببته ( حتى أحترق الحب ) كان من نجوم نادي الطلبة الرياضي بطل الدوري العراقي لكرة القدم لمرات عدة ولعل أحلاها بطولة الدوري لعام 1986 حين فاز بالدوري والكأس وكان قد صعد للتو مع الوطني الى مونديال المكسيك ولاأنسى الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته جريدة البعث الرياضي صيف ذلك العم لحسين سعيد بلباس النادي الطلابي المخطط وهو يجلس على غصن شجرة تدلت منها اغصان كتب على كل واحدة منها عنوان فوز بالدوري او الكأس او السوبر الى مسميات أخرى حتى قيل على لسان حسين: بعد شتريد؟؟.
شخصيته هادئة وهو دمث الاخلاق وقليل الكلام وثقيل الحركة وربما كانت تلك ميزة وليست عيبا مادام يسجل الاهداف ويفرح الجمهور العريض المحب.
حين أعتزل أبو علي كان اداؤه جيدا في شؤون الادارة وصار يساعد كثيرا في شؤون الأتحاد الذي يديره عدي صدام حسين الذي شعر بأن سعيد كفؤ وأهل للمهمة الصعبة خاصة مع محنة العقوبات والحصار التي أحرقت نجيل ملعب الشعب وقلوب المحبين من الرياضيين الذي رأوا بأم أعينهم إنهيار جمهورية كرة القدم العراقية بعد سنوات من المجد والأنجاز غير المسبوق على كافة الصعد وفي مختلف البطولات.
بعد العام 2003 بقي سعيد متمسكا بالمنصب الذي وجد حلاوته مع جماعة من الاشخاص الذين كان عدي يثق بهم رغم كرهه وإحتقاره لبعضهم وجرت الامور دون رضا كامل من الجميع.
يرفض حسين سعيد العودة الى الوطن الذي لايجد مايربطه به فهو يعيش بهدوء في وطنه الاردن ولايجد ماينغص عليه ويؤمن بان الدولة الجديدة ليست دولته ويعمل تحت شعار( شعرة من جلد خنزير) فهو وإن لم يؤمن بها ويحتقرها والقائمين عليها من سياسيين ووطنيين ومعارضين وقطاعات من الشعب واسعة إلا إنه يجد أن حجم المنافع التي يحصلها له ولعائلته لايمكن ان تعوض لو ترك الرئاسة ولذلك يتشبث بالمنصب حتى لو أضطر لإهانة رئيس الحكومة ووزير الدفاع في جمهورية العراق ورفض المجئ بحمايتهما وعلى طائرة الرئيس الخاصة ليشارك في أنتخابات الرابع والعشرين من تموز وهو امتياز لم يحصل عليه مواطن سواه من مواطني هذا الشعب المحتقر.
ولأنه يدعي المخاطر والأذى والتهديد فهذا دليل ضده لاله لأن الحكومة والمسؤولين عليها وعدوه بالحماية هو وأفراد (عصابته )الآخرين ليأتوا لبغداد التي تشرفه وتشرف من ورائه من المحرضين وليبق فيها لساعات حتى تكتمل لعبة الانتخابات بمباركة من الصعلوك القطري البائس بن غمام وزعيم مافيا الكرة العالمي المسخ جوزيف بلاتر. ودليل آخر ضده في إدعائه بالتهديد هو أن من يجد أنه صار مشكلة لبلده حتى لو كان هو مخلصا له فعليه أن لايعقد المشهد وأن يبعث برسالة الى الفيفا او رئيسه بلاتر ويقول له: إني امتثل لقرار الهيئه العامة وساجئ الى بغداد لاعمل مع زملائي .لكنه فرح بقرار الفيفا القاضي بنقل الانتخابات الى اربيل وصار يقول :ماباليد حيلة ،الفيفا يريد وانا اريد والعراقيون يريدون ،والفيفا يفعل مايريد متناسيا ان كل ذلك إنما بفعل التقارير الزائفة التي يبعث بها وجماعته الى بلاتر والتي تشير الى صعوبة العمل في بغداد ووجود مخاطر جسيمة متناسيا ان الشعب العراقي الذي يشرفه وجماعته كله يعيش هنا وإن الاتحادات الرياضية ومؤسسات المجتمع المدني والصحفيين كلهم أجروا إنتخاباتهم هنا في بغداد..بس حسين سعيد .على رأسه ريشة.
وأقول لحسين سعيد : عليك ان تتنحى يالاعبي الأثير لانك تحولت الى مشكلة لوطنك وصرت تأتي له بالأهانات من كلاب الفيفا والاتحاد الاسيوي المسخ .ولأنك تعطل العمل الرياضي وتحجب عن الآخرين فرص الأبداع والعطاء من الرياضيين الشجعان كرعد حمودي وفلاح حسن وشرار حيدر واحمد راضي وآخرين الذين يعملون في الداخل.
وأقول للذين يريدون إقامة الانتخابات في بغداد عليكم بذلك وطز بالفيفا لان كرامة الوطن أسمى من العقوبات ولاتسمحوا لبلاتر ولإبن همام وعملائهم ان يكونوا اوصياء على الرياضة العراقية مهما كان الثمن.
أما موضوع الحجب عن اللعب الدولي فهو امر غير ذي اهمية خاصة مع وجود فشل اصلي لكرة القدم العراقية.
وأنت ياسعيد فلقد مت في نفسي .واقول :لقد توفي اللاعب حسين سعيد.