ينشغل الفضاء السياسي والشعبي العراقي بصورة جدية هذه الأيام باحتمالات توسيع إسرائيل دائرة حربها، لتشمل أهدافاً كثيرة في عموم البلاد، رداً على الهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة، رغم رسائل بغداد للمجتمع الدولي لإيقاف السلوكيات العدائية لإسرائيل.
إذ أكد رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، اليوم الأحد، أن البرلمان حدد يوم غدٍ الاثنين موعداً لعقد جلسة طارئة لمناقشة التهديدات الصهيونية.
ومن المقرر أن تعقد جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث التهديدات الإسرائيلية ضد العراق، وذلك بناء على طلب دولة العراق وتأييد عدد من الدول العربية.
وقال المشهداني، إنه "لا صوت يعلو فوق صوت الوطن، وقد حانت هذه اللحظة، فوسط تهديدات الكيان الصهيوني الغاصب، تعالت الأصوات، حكومياً، وبرلمانياً، وسياسياً، وشعبياً، رافضة بشدَّةٍ أيَّ تلويحاتٍ باستهداف أيِّ شبرٍ من أرض الوطن، وبعد التحرّكات الحكوميَّة داخلياً وخارجياً، جاء الدور على ممثل الشعب، البرلمان الذي قرَّر بحث هذه التهديدات".
وأضاف أن "مجلس النواب حدَّد يوم غدٍ الاثنين موعداً لعقد جلسة لمناقشة التهديدات الصهيونيَّة"، مُرجِّحاً أنْ "يكون جزءٌ من الجلسة علنياً والآخر سرياً"، مبينا أن "مجلس النوّاب الممثل للشعب لا يقبل بالاعتداء على سيادة العراق بأي شكلٍ من الأشكال، وسنتخذ كل الإجراءات والخطوات ضمن المسارات القانونية والدبلوماسية وندعم الحكومة خصوصاً بهذا الاتجاه".
واشار إلى أن "البرلمان سيستخدم كل الإمكانيات في فتح حوارات وقنوات تواصل مع الدول المؤثرة لتجنيب العراق أيَّ اعتداءٍ أو المساس بأمنه"، وفقاً للصحيفة الرسمية.
وكان سبهان الملا جياد، مستشار الشؤون السياسية لرئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، أكد أمس السبت، عدم وجود أي دليل على انطلاق عمليات الفصائل المسلحة من الأراضي العراقية تجاه إسرائيل.
ووجّهت وزارة الخارجية العراقية، أمس السبت، رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، رداً على تهديدات اسرائيل بالاعتداء على العراق.
وحذر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الخميس الماضي، من مساعي إسرائيل بتوسعة الصراع بالمنطقة، قائلا: "يمثل أهم مكامن الخطر لتهديد أمن العراق واستقراره، مبينا أن مجلس الوزراء وفر متطلبات صيانة الحدود وتأمينها خصوصا في ظل الظروف الأمنية المعقدة إقليميا وتداعيات الصراع في المنطقة".
وتثير تحركات الفصائل المسلحة قلق المسؤولين العراقيين، الذين يعجزون عن إيقاف أنشطتها، إذ تعلن بشكل شبه يومي عن مهاجمة أهداف في تل أبيب بالطائرات المسيرة.
ووسط هذه المخاوف العراقية تقدمت بغداد بطلب لعقد جلسة طارئة لمجلس الجامعة العربية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية.
يشار إلى أن وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، رفع في 18 تشرين الثاني الجاري، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي طالب فيها باتخاذ إجراءات فورية بشأن نشاط الفصائل العراقية، التي تستخدم أراضيها لمهاجمة إسرائيل، وحمل فيها الحكومة العراقية مسؤولة كل ما يحدث على أراضيها وأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، لحماية نفسها ومواطنيها.
وخلال الفترة الماضية، استهدفت فصائل "المقاومة العراقية" أهدافا إسرائيلية أبرزها ميناء إيلات والجولان، بالعديد من الصواريخ والطائرات المسيرة، وتبنت هذه العمليات بشكل علني، مهددة برفع مستوى عملياتها في حال استهدفتها إسرائيل، وشمول المصالح الأمريكية أيضا بالرد.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية، الإثنين الماضي، إن إسرائيل رصدت 65 هجوما عليها بمسيرات قادمة من العراق منذ بداية تشرين الثاني الحالي، وأنها تستعد للتعامل مع التهديد الناشئ بعد الارتفاع الحاد في عدد الهجمات من ست هجمات بطائرات مسيرة في آب الماضي، إلى 31 هجوما في أيلول الماضي، ثم 90 هجوما في تشرين الأول الماضي.
ولوّح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنامين نتنياهو، بخارطة العراق في كلمته الأخيرة بمجلس الأمن الدولي، واضعا إيها ضمن الدول التي يجب استهدافها إلى جانب إيران ولبنان.
في الأثناء، كشف مصدر مسؤول، عن "مطالب أمريكية للحكومة العراقية بضرورة منع الفصائل المسلحة من استخدام أراضيها لضرب أهداف إسرائيلية، تجنبا لأي فعل عسكري إسرائيلي".
وأشار المصدر، إلى أن "واشنطن أبلغت بغداد، بجدية التهديد الإسرائيلي، بسبب استخدام الأراضي العراقية من قبل الفصائل، وأنها استنفدت كل وسائل الضغط على إسرائيل لمنع ضرب العراق"، حسبما ذكرته صحيفة العالم الجديد.
وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية، قد كشفت عن تصعيد قادم نحو العراق، قد يبدأ بضرب البنية التحتية والمنشآت، ثم الانتقال إلى عمليات اغتيال مركزة تطال شخصيات في الفصائل المسلحة.
وكان وزير الخارجية، فؤاد حسين، قد أكد بأن العراق يواصل تحركاته السياسية والدبلوماسية لمنع استغلال ارضه وأجوائه في التصعيد بين إسرائيل وإيران.
وأوضح في لقاء متلفز، أن المصلحة العليا للعراق تستوجب من جميع الأطراف في الداخل إبعاده عن أجواء التصعيد، وهناك وعود تلقاها السوداني من قادة الفصائل العراقية بعدم التصعيد، نافيا "وجود أي تحركات بخصوص ضربة إيرانية لإسرائيل من داخل العراق"، كما تحدث حسين، عن ضغط كبير تمارسه واشنطن لمنع إسرائيل من ضرب العراق، لكن هذا الدعم الأمريكي لن يستمر اذا لم تكن هناك حالة هدوء في الداخل العراقي.
يشار إلى أن العراق تقدم في تشرين الأول الماضي، بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل بسبب انتهاكها المجال الجوي العراقي لضرب مواقع داخل إيران، بعد أن اتهمت الأخيرة تل أبيب باستهدافها من الأجواء العراقية.
يذكر أن السوداني، أكد في 24 تشرين الأول الماضي، على أن قرار الحرب والسلم بيد السلطات الرسمية في البلاد، وحذر جهات وأطرافا من الخروج عن السياقات الدستورية، وأكد أن هذا القرار "تقرره الدولة بمؤسساتها الدستورية، وكل من يخرج عن ذلك سيكون بمواجهة الدولة التي تستند إلى قوة الدستور والقانون في تنفيذ واجباتها ومهامّها".
وتتواصل الحرب الصهيونية على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الاول 2023 ما أسفر عن استشهاد 44,176 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104,473 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
أقرأ ايضاً
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي
- البرلمان يستأنف جلساته الاثنين المقبل.. إجماع على تمرير قانونين وخلاف حول ثالث
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت