حياتنا كلها دروس وعبر ومحن تختبر الانسان في الدنيا وتعطيه النتيجة في الاخرة والمختصر المفيد الدنيا ورقة اسئلة امتحانية تصرفاتنا واقوالنا هي الاجابة عليها وتصحيحها يوم القيامة فالناجح طريقه معروف والخاسر الى جهنم .
كثيرا ما نحتاج الى خدمات الاخرين مثلما مهنتنا هي تقديم خدمة للاخرين هذا هو التعايش في الحياة ولكنني بصدد امر غريب على المجتمع العراقي تفشى مع الحصار الذي تعرض له العراق في حكم الطاغية وازداد بعد سقوط صنم الطاغية .
عندما اذهب الى السوق واتبضع ما احتاجه من بضاعة فاستعين بالحمّال لكي يحمل لي بضاعتي الى المكان الذي اريد وعندما استأجر الحمّال فحالما ينظر الى البضاعة وبعد المكان يفكر بالمبلغ الذي سيطلبه وقد نتفق او لا نتفق اذن التفكير بالأتعاب قبل التفكير بسلامة الوصول وقد يكون له الحق في ذلك ، الامر ذاته ينطبق على عمال البناء عندما نستأجر العامل فانه يفكر بأتعابه قبل التفكير بحجم العمل وسلامته .
للاسف الشديد نرى ان الطبيب اليوم هو بعينه الحمّال وعامل البناء ومنظّف المجاري فحالما يعرض عليه المريض يفكر بالمبلغ الذي سيطلبه واذا لم يدفع له المريض يتركه من غير علاج او الدخول في مفاوضات العلاج اذا كانت في المستشفى الاهلي اوالحكومي ، هذا مع العلم ان جناب الطبيب يؤدي القسم في الكلية على ان مهنته انسانية بحتة وليست تجارية وانه لا يبخس اي جهد لاي مريض وان لا يمتنع من معالجة المرضى تحت اي ظرف كان وفي اي وقت كان .
الكارثة انه يفكر بأتعابه ولا يفكر بسلامة المريض والانكى من ذلك ان المريض لا يستطيع التعامل مع الطبيب بان يتسامح معه في السعر كما يتعامل مع بائع الطماطة والرقي .
اليوم لو تحدثنا الى المرضى في اي مستشفى فاننا سنسمع قصص هي الوجه الاخر للسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة ابطالها تنظيم القاعدة قسم الاطباء .
اخر عملية تجارية ابتكرها الاطباء هو اخذ نصف المبلغ من المريض الذي يجري العملية في المستشفى الحكومي اذا ما تعذر عليه جمع المبلغ كاملا واجراء العملية في المستشفى الخصوصي تبع الطبيب ، طبعا عملية اخذ نصف المبلغ تتم في الظلام ومن غير شاهد والدفع مقدما .
اما مسالة التشخيص غير الصحيح لمرض المريض واعطائه دواء ليس هو المطلوب فحدث ولا حرج ولي عدة شواهد على هذه الحالة ولاننا غايتنا تنبيه الاطباء الذين تدنى خلق البعض منهم وليس كلهم او لأقل الأغلب منهم والأقل تجده النزيه والذي يعمل ويضع مخافة الله عز وجل بين عينيه بل البعض منهم خصص جزء من وقته وماله للمرضى الفقراء.