لقد برهنت التجارب العالمية الحديثة أن أكثر الاستثمارات فاعلية وأهمية في حياة الامم وتقدم المجتمعات والشعوب ونموها وتطورها، هي التي تعنى بالتعليم بمختلف مستوياته الأولية والعليا والبحث العلمي . ولأجل أن يحقق الاستثمار بالتعليم أهدافه ينبغي أولا العناية الفائقة بانتخاب من يتصدى للمسؤولية في الجامعة والمؤسسات العلمية والتعليمة، على وفق معايير علمية وادارية رصينة. ذلك أن تحمل المسؤلية في الصروح العلمية أمر مقدس له خصوصية، لمكانة المنتسبين اليها من : العلماء وطلبة العلم ، فالعلماء ورثة الانبياء، وطلبة العلم يحفهم الله بملائكته، وكلا يرفع الله درجات.
ان التصدي للمسؤلية في الجامعة ومؤسساتها العلمية ، أمر ليس سهلا ، ولا سيما المسؤولون الذين انتخبوا انتخابا عندما كان التصدي للمسؤولية في الجامعات عبر الانتخابات. وقضوا مدة طويلة ومنها السنوات الاستثنائية التي مر بها البلد وما زالوا .
اتخذت المنظمة العراقية لأساتذة الجامعات والكفاءات المستقلة، ذلك معيارا واضحا ودليلا ناصعا لنجاح المسؤول ، واختبارا دقيقا لكفاءته وأدائه الاداري والعلمي . فأقامت حفلا تكريميا لمن تصدى للمسؤلية في جامعة بغداد مدة أطول، وبذل جهودا مخلصة في أدائة وعمله العلمي والاداري، وتحقيقا لأهدافه المنظمة التي أسست من أجلها ومنها تكريم المتميزين من أساتذة الجامعة. وعرفانا بجهودهم المتميزة. فشمل التكريم على ضوء المعيار المذكور نخبة من علماء الجامعة الذين تميزوا بالأداء الناجح وحسبهم المدة الأطول التي قضوها في التصدي للمسؤولية من غيراشكالات كبيرة .
على رأسهم السيد رئيس جامعة بغداد الاستاذ موسى جواد الموسوي الذي تميز بالحكمة وسعة الصدر في ادارة الجامعة والدفع بها قدما والنهوض بها والحفاظ على سمعتها العلمية الرصينة بامكانات محدودة لا ترقى الى الامكانات المتاحة للجامعات العالمية وبظروف استثنائية ولا سيما التدخلات السياسية والحزبية والمصالح الشخصية والفئوية في الجامعة. ، فضلا عن رصانته العلمية وحبه لوطنه واخلاصه وتفانيه في عمله ونزاهته وعدالته .
ان تكريم السيد رئيس جامعة بغداد الاستاذ موسى جواد الموسوي ونخبة من علماء الجامعة، يعد تكريما لجامعة بغداد. الجامعة الأم التي يفخر بها العراق والتي ولدت في أحضانها جميع الجامعات العراقية من خلال رفدها بالكفاءات والخبرات العلمية والبحثية الرصينة.
وهي الآن تقف بين كبريات الجامعات العالمية برصانتها العلمية وسمعتها العريقة وكفاية أساتذتها وخريجيها .
أقرأ ايضاً
- اغتيال الكاظمي بين التصديق ونتائج التحقيق ؟!
- أهل الثرثرة ودورهم في التصدي للهجمة الداعشية
- ليلى في كلية بغداد الجامعة