- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
النهضة الحسينية مدرسة المصلحين
إن فلسفة المدرسة الحسينية، ما هي في الحقيقة إلا استمرار لمدرسة الأنبياء، لأن جوهر رسالة الأنبياء هو انتشال الإنسان من حالته البهيمية إلى حالته الآدمية، وهكذا كانت رسالة عاشوراء...
فالنبوة قد ختمت بمحمد صلى الله عليه وآله، فجاءت المدرسة الحسينية بمثابة البديل الدائم لمصدر الوحي والإلهام النبوي.
فالأنبياء كانوا يلتقون الوحي من ربهم، ويطلب منهم القيام والنهضة، ومع انقطاع الوحي، كان لابد من مصدر آخر ملهم للنهضات والثورات البشرية، وهكذا كانت المدرسة الحسينية هي الملهمة الدائمة لرجال التاريخ العظام، ورجال الإصلاح، الذين تتطلبهم الحاجات البشرية.
يقول (هربرت سبنسر): إن أرقى ما يأمل الوصول إليه الرجال الصالحون، هو المشاركة في صناعة الإنسان الآدمي، أي الإشراك في خلق جيل صالح، بينما مدرسة الإمام الحسين عليه السلام ليست فقط مدرسة تنبذ المذنبين ولا يمكن لها أن تكون من صانعيهم، بل إنها لا تكتفي بكونها تسعى لخلق جيل صالح، فهي مدرسة لتخريج المصلحين على مر الدهور.
وإن إحياء الذكرى في كل عام، إنما يستهدف من وراءه تخليدا لتلك المدرسة النبوية، بل تخليدا لمدارس الأنبياء جميعا من آدم حتى الخاتم، فإنها مدارس الوحي الإلهي لسانها واحد وهدفها واحد وهي تقف على خط طولي واحد، جسدها سيد الشهداء بنهضته الخالدة وكان بحق وريثهم في مكارم الأخلاق وكل ما من شأنه أن يحفظ كرامة الإنسان وآدميته وعلو مقامه في الدنيا والآخرة.
أقرأ ايضاً
- تكامل ادوار النهضة الحسينية
- النوايا الحسنة للعتبة الحسينية المقدسة
- الرسالة المحمدية تتألق في القضية الحسينية