اتخذ الابناء سيرة ابيهم، الذي كان يخدم الزائرين ويطعمهم ويسقيهم ويحيي جميع مناسبات العترة الطاهرة الحزينة والمفرحة، وكان يشارك بالتشابيه بدور (الشمر) وعلى قدر ما يبدع في هذا الدور ويلاقي تأنيبا عاطفيا كثيرا من المشاهدين، كان يحمل حبا لمحـمد وآل محـمد جعله يحمل المسؤولية من بعد لاولاده في السير على خطاه بخدمة آل محـمد بكل ما يستطيع المحب ان يقدم، انه موكب نصب قبل (55) عاما قرب الحرم الحسيني الشريف واستمر العمل فيه الى يومنا هذا.
من المخيم الى السدرة
يقول صاحب موكب ( تكية الخيام الخالية الخدمية ) حسين اموري ابن الحاج (اموري بربر) الملقب بالشمر لوكالة نون الخبرية ان " تأسيس الموكب او التكية كان في العام 1986 من قبل والدي المرحوم (اموري الشمر) وهي تابعة لطرف المخيم الذي كنا نسكن فيه وهذا الطرف كان فيه فعاليات حسينية كثيرة، وكان والدي احد اعمدة العزاء الحسيني فيها، بل ينصبها سنويا على يديه، وبعد مدة انتقل سكننا الى باب الطاق ونصب والدي الخيمة مقابل باب السدرة واسماها تكية الخيام الخالية، وكان يشارك في التشابية وكان يختص بدور الشمر المهم وهو الذي يحرق خيام سبايا الحسين (عليه السلام)، وكان يتعرض الى التأنيب وبعض الاحيان للضرب من الناس الذين تغلبهم العاطفة وينسون انه تمثيل للواقعة، وكان يتحمل كل ذلك برحابة صدر، وكانوا يوفرون الاكسسوارات من صنع الملابس عند الخياطين او التبرع بالسيوف او الدروع او بعض الامور الاخرى من قبل اشخاص الى موكبهم، وكان يساعد والدي اصدقائه واهل المنطقة مثل المرحوم (علي كبابي) الذي كان يمثل دور (عمر بن سعد)".
الابناء يكملون المسيرة
في العام (2010) توفى والدهم اموري الشمر فتحمل ابنائه (حسين وعباس) المسؤولية ونفذوا وصية والدهم بالاستمرار بالخدمة الحسينية بل ضاعفوها، وهكذا يكمل ولده الحديث بالقول " منذ كان عمري ثماني سنوات اشارك والدي بالخدمة الحسينية وكنت ارى والدي يطبخ الطعام ويوزعه على الزوار في زمن الطاغية الملعون رغم التضييق والمنع والمطاردة في باب الطاق، وشاركت في كل الشعائر التي كانت تقام، وكان يحفزنا على الخدمة الحسينية، وزدنا الخدمة الحسينية بالتعاون مع ابناء المنطقة الذين يصل عددهم الى حوالي (80) خادم حسيني، ونستمر لمدة (12 ــ 13) يوما في تقديم الخدمة والطعام في مناسبة العاشر من المحرم التي نبدأ قبلها بيومين والى نهاية المناسبة، وفي كل وفيات الائمة الاطهار نقيم الولائم ونطعم الزوار، ونقدم دائما اكلة (التمن والقيمة) وانواع اخرى من الطعام، اما في ذروة الزيارة فنقدم وجبتين رئيسية للعشاء والمياه والعصائر في ايام الصيف، والشاي والسوائل الدافئة في ايام الشتاء، ونطعم يوميا الاف زائر ونصنع عشرة قدور من التمن وقدرين من القيمة او تمن باقلاء (12) قدر، كما ننفق حوالي (18 ــ 20) مليون دينار سنويا في خدمة الامام الحسين (عليه السلام) وزواره".
طباخ متخصص
تمتاز هذه التكية او الموكب بذائقة الطعام التي لا تجارى لان طباخها هو احد افضل الطباخين في كربلاء المقدسة، حيث يصفه (حسين) بالقول " ان طعام الموكب يشهد زخما من الزوار الاجانب والعرب والعراقيين لان الطباخ المتميز ومن نوادر طباخي كربلاء (سيد منير) هو من يقوم باعداده وكثير منهم يعود لمرات لتناول طعام الموكب، ونحرص في موكبنا على اشراك الشباب بل حتى الاطفال لنعلمهم على طريق ابي عبد الله كما علمنا ابائنا، لذلك تجد كل الاعمار تخدم في هذا الموكب ليلا ونهارا، ونحن نترك اعمالنا وارزاقنا لمدة (15) يوما كما كان والدي يفعلها، ونتفرغ للخدمة الحسينية ولكن البركات من الله والامام الحسين (عليه السلام) كثيرة في الرزق والتوفيق، وفي ايام التاسع والعاشر حيث تشتد الزيارة وحضور الزائرين، نوزع انفسنا على وجبات عمل نستمر بها الى صلاة الفجر ونقدم مختلف انواع الخدمات وخاصة الماء البارد في هذا الجو الحار جدا، وهناك من المتبرعين من يرفدنا بقوالب الثلج، ونتمنى من الله ان نستمر على هذه الخدمة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير - عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- نذر نفسه لمساعدة الناس: ام " الشهيد احمد" ..ولدي توسل بالحسين لنيل الشهادة ممزقا فكان له ما اراد
- يجريها فريق طبي عالمي مكون من (24) متخصص.. قلب الطفل "ايمن" من كركوك يعالج في مستشفى زين العابدين الجراحي
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها