عانى "عباس" الصبي الذي يبلغ من العمر (14) عاما كثيرا من فقدان بصره الذي احال حياته الى ظلام، وزادت معاناته بالعمى لانه ابكم ولا ينطق، وتعبت عائلته الفقيرة من مراجعات الاطباء واجراء التحاليل والفحوصات والانفاق الذي لا طاقة لها عليه، وجمعت ماعندها واستدانت امولا اخرى لتجري له عملية سحب الماء الابيض لكنها فشلت ولم يبصر "عباس" النور، وتطلب اجراء عملية اخرى اصعب منها واكثر تكاليف فاوصدت الابواب بوجههم، الا باب الرحمة حيث طرقوا باب المرجعية الدينية العليا الرؤوفة بالناس، وتوجهوا الى باب الحسين (عليه السلام) ليجدوا الخير كله فيه، فعاد الامل الى اهل "عباس" مع عودة البصر الى احدى عينيه، ليعود الى منطقته في مشروع المسيب بـ"جبله" معافى.
ولدي يبلغ من العمر اربعة عشر عاما وهو اعمى واخرس وعنده تخلف بالرأس وضعف بصره رويدا رويدا ثم فقده نهائيا لكنه اخرس منذ طفولته هكذا يصف "قاسم مكي" والد الطفل "عباس" حالته لوكالة نون الخبرية ويستمر بالقول اننا "ورغم ضيق حالنا المعيشي راجعنا الكثير من الاطباء واجرينا الفحوصات والتحاليل واجرينا له عملية سحب الماء الابيض من عينيه لكنها باءت بالفشل، ثم تأزمت حالته ونزل في عينيه الماء الاسود، وضاقت بنا السبل وازادات معاناته وآلامنا ونحن نراه يعيش في ظلمة وعزله، فعلمت من الناس ان في العتبة الحسينية المقدسة باب للرحمة ومساعدة الفقراء وبالفعل جئت به الى المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي يجلس يوميا بعد الصلاة ليساعد الملهوفين ويقضي حاجات المحتاجين من الفقراء والمتعففين".
واطلع الشيخ عبد المهدي الكربلائي على حالته ووجه امرا فوريا لمنسقي الحالات الانسانية في العتبة المقدسة ينص على اجراء العملية بسرعة ومجانا وبعد تشخيص حالته من قبل الملاكات الطبية مستشفى الإمام زين العابدين (عليه السلام) التعليمي وكشف عليه وشخصت حالته المرضية واجرى عمليتين جراحيتين الاولى في مطلع شهر آب من العام الجاري والثانية في نهاية شهر ايلول، ونجحت العملية الجراحية للعين اليسرى واصبح الآن يرى بها "عباس" والعملية الثالثة ستعاد مرة اخرى لتثبيت الشبكية وتحملت العتبة الحسينية المقدسة تكاليف اجراء العمليات الجراحية وكانت الرعاية والعناية كبيرة جدا في المستشفى من قبل الملاكات الطبية والتمريضية، وكذلك من قبل منسقي الحالات الانسانية الذين بذلوا معنا جهودا كبيرة، وستجرى له عملية رابعة لرفع السليكون من عينه اليسرى مجانا ايضا ومثلما كان اعمى وصار بصيرا اتمنى من الله وببركات الامام الحسين (عليه السلام) ان يتشافى من علته وينطق لسانه".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)