حملة المظلوم هي واحدة من حملات كثيرة وصلت من دولة الكويت يعتقد ان الاف العشاق الحسينين وصلوا عبرها الى كربلاء المقدسة، حيث كان من المقرر وصول اعداد مضاعفة الى المدينة لولا ضوابط الوقاية والتدابير الصحية المفروضة على المسافرين بين البلدان والتي تفرض الحجر المؤسسي، وكان من المقرر وصول 21 حملة الا ان تقليل عدد رحلات الطائرات وارتفاع اسعار التذاكر تسبب في تقليل الاعداد، ورغم هذا الا ان الحنين الجارف اتى بهم الى كربلاء الشهادة.
اجراءات قاسية
مسؤول الحملة السيد عامر الاعرجي يقول في حديث لوكالة نون الخبرية، "كنا نتمنى ان عشرات الالاف من عشاق الحسين عليه السلام ان يحضروا الى ساحة كربلاء، لكن التدابير الوقائية كان بعضها قاسيا، لاسيما الحجر المؤسسي الذي يوجب حجر المسافر لمدة اسبوع وعمل ثلاث مسحات وبعدها حجره مرة ثانية لمدة اسبوع اخر في البيت"، كما ان "اغلاق الحدود البرية كانت شبه تعجيزية على الزائر وتسبب بتحميله تكاليف مضاعفة وخفضت اعداد القادمين من دول الخليج العربيط، منوها ان "البرنامج للحملة تضمن الاستقبال من المطار والخروج بموكب من المطار الى مرقد امير المؤمنين عليه السلام وفي كل يوم مجلسي عزاء ولطم ثم منحهم ثلاث ايام حرة يتجول فيها الزائر ويشارك بالمسير الى كربلاء لتخفيف الزخم على الزائرين، لان مسير العشرات او المئات بوقت واحد يعد امرا محرجا، وفي برنامج الزيارة الاشتراك في مواكب دول الخليج الموحد وتتجمع عند التل الزينبي وتخرج مساء برجالها ونسائها، ونختار الليل لنعطي فرصة للزائرين المتلهفين من الذين يسيرون مئات الكيلومترات ويحتاجون الى خدمات كثيرة، بينما زوارنا تقدم لهم خدمات كثيرة في الفنادق، اما بعد الاربعين فتنظم زيارات الى المزارات الدينية في كربلاء وزيارات اختيارية الى العتبات الدينية في الكاظمية وسامراء".
عودة الروح
محمد الموسوي من افراد الحملة اكد، لوكالة نون الخبرية، انه "لو سمح بالزيارة للكويتيين لوصل اكثر من عشرة الاف زائر الى العراق، وقد قدمنا في هذه الحملة بحدود خمسون زائرا وزائرة، وصلنا الى مطار النجف وزرنا مرقد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام والامكنة المقدسة ثم شارك الكثير من الكويتين في المسير من مدينة النجف الاشرف نحو كربلاء الشهادة"، وعن حرمانهم في العام الماضي بسبب جائحة كورونا اكد الموسوي انه "كان حاضرا في الزيارة وارسل الى اهله واصدقائه واقربائه مقاطع فيديوية عن سير الزائرين ومن داخل مرقدي الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهم السلام وكانوا يبكون بحرقة ويصرخون يا حسين، لان سبب حرمانهم خارج عن ارادتهم وهم الذين تمسكوا باحياء الشعائر الحسينية عموما وزيارة الاربعين خصوصا في كل عام، وانقلب كل بيت حسيني كويتي الى مجلس عزاء، بالرغم من ان الكويتين يقيمون الشعائر الحسينية مثل المحاضرات ومواكب اللطميات والزنجيل والتطبير وعروس القاسم وسفرة ابن البنين"، ويذكر حادثة حصلت معه مفادها ان " والدته العلوية توفت في هذا العام 2021 واوصت بدفنها الى مقبرة وادي السلام في مدينة النجف الاشرف، وكان من الصعب ايصال الجنازة، او السماح لنا بالسفر او الدخول الى العراق، الا انه حاول بكل السبل واوصل الجنازة" مؤكدا ان "من ارضعتني حب الحسين عليه السلام لها دين في عنقي ان ادفنها عند جدها أمير المؤمنين".
نساء الكويت
فاطمة قدمت مع موكب المظلوم للسنة السادسة على التوالي، تشير الى "اننا في وضع لا نحسد عليه، فالعام الماضي حرمنا من الزيارة بسبب جائحة كورونا، وكان الحزن مركب عندنا والبكاء واللطم مع اصوات الملايات سيد الموقف لاننا نشعر بالاسى والحزن مرة على مصيبة ابي عبد الله الحسين عليه السلام واخرى على حرماننا من الزيارة، اما هذا العام فنشعر بالفرحة من جهة لان الله وقفنا لزيارة امامنا الحسين عليه السلام واخرى لانها مصيبة عودة السبايا، فنحن منذ نعومة اظفارنا عشقنا الحسين بل رضعنا حبه مع حليب امهاتنا، فكنا نحضر المآتم ونخدم في تحضير السفرة وتوزيع الطعام وانا الان ملاية واقيم العزاء في بيتي ، وتوارثتها من امي وجدتي واورتها الى بناتي، ولدينا كل عام سفرة ام البنين التي نقيمها ونشارك بالمواكب الراجلة في شوارع كربلاء والحرمين"، مبينة انها "تنقل الاحداث في الاربعينية وتنشرها على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي وكانت التفاعل معها كبير حيث اصبح الكثير يتسائل عن اي ارض تحمل مسير هذه الحشود المليونية، وقد تأثرت الكثيرة من صديقاتها بهذه الاجواء وتفهمون قصة الحسين عليه السلام واستبصر الكثير منهن".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير:عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)