تباينت عناوينهم ووظائفهم وازيائهم وتوحدت قلوبهم في حب الحسين سيد الشهداء، يجمعهم هدف واحد هو رضا الله ونيل الشفاعة بالخدمة الحسينية، لكل منهم قصته منذ سنوات تتكرر، انهم عشاق الحسين.
الزي الابيض
وقف ضابط اعلام مديرية مرور محافظة ذي قار المقدم مؤيد حميد علي يوزع العصائر والماء على المشاء وهو يرتدي الزي الرسمي لرجال المرور بلونيه الازرق والابيض، وتهافتت ايدي المشاية على تناول ما يوزعه لانه حالة استثنائية بين من يوزع في المواكب الباقية.
يقول حميد في حديث لوكالة نون الخبرية، ان "الواجبات المناطقة بالاجهزة الامنية تختلف عن باقي الواجبات للجهات الحكومية الاخرى، وعمل رجل المرور هو تنظيم المرور بشكل عام لكنه في مثل هذه الضروف عمله المحافظة على ارواح الموطنين من الارهاب والجرائم وسلامة وامن المواطن، وبشكل عام ينتظر منتسبوا المرور تلك الايام بفارغ الصبر، لتقديم الخدمة لزوار الامام الحسين عليه السلام، ويشعرون بالفخر والاعتزاز وهم يقدمون الخدمة بعد انتهاء واجباتهم الرسمية اليومية خلال مرور المشاية من طرق المحافظة نحو محافظة المثنى، ويشاركون المواكب في تقديم الخدمة الحسينية، لينالوا الحسنيين اداء الواجبات الامنية والتنظيمية وخدمة زوار ابي عبد الله الحسين".
ويتابع بالقول، "نوزع الطعام والشراب للزائرين وكذلك نوزع جواريب للرجال والنساء وكفوف للنساء وكل ذلك من مبالغ نجمعها بيننا من رواتبنا الشهرية، وتغبطنا الفرحة ونحن نرى المشاية تقبل علينا وهم يرونا بزي المرور، ونبغي من ذلك امران الاول هو اثبات ان كل الشرائح والاطياف والقوميات والوظائف تشارك في العزاء الحسيني بمختلف انواعه، والثاني لتوطيد العلاقات بين المواطن ورجل المرور "، مبينا انه "منذ تخرج من كلية الشرطة برتبة ملازم ثاني عام 2006 الى ان اصبح الآن برتبة مقدم لم يتخلى عن الخدمة بالزي الرسمي لرجل المرور لان خدمة الإمام الحسين عليه السلام تشرف كل المهن اذا شاركت بها، وهذا الامر لا يختص به فقط بل العشرات من زملائه يفعلون نفس الشيء، لان الحسين عليه السلام للانساية وللطفل والمرأة والبيت والعشيرة والقومية والامم والعالم بأسره، وهو هدف سامي يجب ان نحتذي به للتآلف والتراحم والمودة ونكون يدا واحدة فيما بيننا لنبعد الوباء والارهاب والشر عن بلدنا الحبيب عراق الحسين".
طالب حوزوي
من بين حشود السائرين يرى الناظر الشيخ سالم بدر الحسيناوي الطالب الحوزوي يقف بزيه المعروف وهو يوزع انواع المواد على المشاية، يعلل ذلك بقوله لوكالة نون الخبرية، ان "قضية زيارة الحسين في اربعينيته تعطل العناوين فلا توجد فيها طائفية او قبلية او عشائرية بل ترتدي الناس السواد وشعائرهم الحسين عليه السلام فقط، لذلك قد نلجأ في الدراسة الحوزوية او الاكاديمية الى اتباع اتجاه محددا وفي قضية الحسين عليه السلام كلها تتعطل وترفع راية واحدة فقط هي راية الحسين، مبينا ان " مشاركته في السير الى كربلاء المقدسة من ذي قار بدأت منذ العام 2003 وكذلك الخدمة في المواكب"، مستدركا " وما تعلمته من قضية الحسين عليه السلام انها تربي ابنائنا بشكل لا نستطيع مجاراته فبين ليلة وضحاها يتحول اطفالنا الى خدام يسارعون بالخدمة ويرفضون الراحة دون توجيه او ضغط عليهم".
ضرير وموكب
على كتف النهر في قضاء الخضر بسط الضرير حسين نعمه عودة (59 عام) فراش موكبه بين الماء والخضراء، فيقبل عليه المشاية بكثافة لان الاجواء جميلة جدا، ويسرد قصة موكبه بالقول "انه رأى في منامه السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام تحمل طابوقة من اثار دار مهدم ومتروك وتعطيها لصديقه، فعرف ان هذا المكان فيه شيء لله، وفاتحنا اصحاب البستان فوافقوا فنصبنا موكب ام السبطين ومنها انطلقنا الى تهيأت الارض التي كانت تحتاج الى سبيس وتعديل بالشفل، ونصبنا الخيمة وباشرت نسائنا بالطبخ في البيت ونوزعه على الزوار، مشيرا الى انه "لا يملك الاموال لانه يعيش على راتب الرعاية الاجتماعية ولكن الله في اسراره يبعث الطعام من جهات عدة بين مشاركة ودعم ونذر، فكنا نطعم الرجال على الشارع في العراء وندخل النساء الى الخيمة ويخدم في الموكب اولادي الثلاثة وبناتي وزوجات ابنائي وعدد من الاقارب والجيران وعددنا بحدود عشرون خادما، ونقدم الفطور من صلاة الفجر الى العاشرة صباحا والغداء من الظهر الى العصر ونوزع العصائر واللبن والتمر والفاكهة بعد العصر ثم العشاء، فضلا عن استضافة العشرات من الزوار والزائرات في بيتي وبيت اخي ولمدة ثمانية ايام ونستقبل اكثر من الفي زائر سنويا".
قاسم الحلفي - ذي قار ـ المثنى
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- القائم بالاعمال السفارة العراقية في سوريا: جوازات مرور وسمات دخول واقامات قدمها العراق الى مواطنيه وضيوفه
- عمرها يتجاوز (500) عام :مهنة "رواف الملابس" اندثر سوقها في بغداد وتسير نحو الانقراض (مصور)