نصب بيت شعر في الطريق العام بمدينة كربلاء المقدسة وامتلئت ثناياه بالمقتنيات العربية البدوية، فبين سجاد ورواق ودلال ومساند وفناجين واواني وصواني اثرية وغيرها الكثير، يقف شباب يرتدون الزي العربي والعقال المقصب الذي يرتديه الامراء يخدمون المشاية، وهم يرمزون الى ان كل الامراء في الموكب خدام صغار، وما موجود بالموكب فيه ايحاءات كثيرة ورسائل عدة يبعثها اصحابه تهدف الى اثبات ان الإمام الحسين عليه السلام هو سيد الكرم وسيد السادة وان الكل يخدمه.
البداية
يشرح علي رحيم المحمداوي، لوكالة نون الخبرية، صاحب موكب ومضيف قطيع الكفين عليه السلام بداية التكوين بقوله: "في بداية عملنا في المواكب كانت البداية صغيرة وقليلة، وكانت في محافظتنا البصرة في منطقة العالية المسماة (كربلاء الصغيرة) في ايام شهر محرم الحرام، ونقدم وجبات كثيرة وخدمات كثيرة لكن الوجبة الرئيسة هي القهوة العربية التي حباني الله ان اتقن صنعها بانواع مختلفة بالرغم من اني وعائلتي لا نعمل في صنع القهوة لكنها كرامة من الحسين ومن خلال عملي في المواكب منذ العام 2006 جعلتني اتقنها، وكنا نطبخ الهريسة في الشارع العام بالرغم من مضايقات جلاوزة النظام السابق للرجال والنساء الذين يقيمون العزاء الحسيني".
بيت الشعر
ويتابع المحمداوي، "اخذنا اسم الموكب من كرم اهل البيت فالحسن عليه السلام هو سيد الكرم والحسين اعطى كل شيء والعباس عليه السلام اعطى كفوفه وروحه ولدينا غاية من نصب بيت الشعر العربي وتقديم القهوة العربية وارتداء الزي العربي والعقال المقصب، لنقول ان الكرم والشجاعة والفضل كله يعود للحسين وان الامير كناية عن لبس العقال المقصب هو خادم للحسين عليه السلام والفقير كذلك يخدم الحسين، ونصبنا اول الامر موكبنا على الطريق الرابط بين مدينتي النجف الاشرف وكربلاء المقدسة في العام 2006 وكنا نمتلك بيت شعر طوله خمسة وعشرون مترا مربعا، ثم تطورت الخدمة حتى انفصلنا واصبحنا موكبين، احدهما في كربلاء المقدسة وبذلت جهود مضنية للوصول الى هذا البيت البدوي العربي بدعم ذاتي وعمل يدوي للكثير من الاكسسوارات الموجودة فيه، وحاليا اقوم بتدريب الخدام في الموكب على كيفية شراء الموجودات التراثية واسعارها وامكنة تواجدها".
20 مليون دينار
ويكمل حديثه عن كيفية توفير كل تلك الاكسسوارات بالقول "الخيمة تبرع بها احد الاشخاص ونصبناها على الفور والرواق اشتريناه من السوق في البصرة وهو مستورد من سوريا وسعر المتر سبعة الاف دينار وطوله اربعين مترا، اما الفرش للارضية فسعر المتر بثلاثة الاف وبمجموع ستة وستون مترا، والمساند او (الجداد او التجوات) فقمت بصناعتها بنفسي بعد شراء موادها الاولية من السوق المحلي وتصل تكلفة المسند الواحد الى 35 الف دينار ونصبنا 50 مسندا في الموكب، واما الوسائد فشراء الغلاف بثلاثة الاف وداخلها اما شراء او تبرع من المحبين للحسين ولدينا 60 وسادة، والسجاد تتراوح اسعاره من 25 ــ 85 الف دينار ولدينا خمسون سجادة، اما الصناديق فصنعتها بيدي والهاونات من 150 ـ 200 الف دينار والمحامل والصندوق السيسم وجلود الخرفان صنعتها بيدي، وباقي الاكسسوارات مثل الصواني والابريق والجاون والدلال والمبخرة والمسخنة والسلبجة وغيرها فتم شرائها من اسواق مختلفة، وبالمجمل بلغت اسعارها اكثر من عشرين مليون دينار".
القهوة والطعام
جواد كاظم ماضي احد العاملين في الموكب يبين، لوكالة نون الخبرية، ان "الخدمات كثيرة واولها القهوة العربية التي تقدم على مدار اليوم يوميا ولدينا ملاك متخصص منهم اشخاص يدقون الهاون واخرون يخمرونها وغيرهم يحمصوها وتطحن القهوة (الحب الاخضر) وتبرش وتدق بالهاون وتوضع بالقمقم لتطبخ وتوزع على الدلال الصغيرة لتوزع على المشاية، ولدينا وجبات عمل حيث يعمل عشرون خادما على القهوة خمسة منهم على الهاون وواحد على المبراش وواحد يحمص وثلاثة على التخمير والتوزيع ستة خدام، ويستمر الموكب 22 يوما بالخدمة نقدم خلالها تقريبا 100 كيلوغرام من القهوة يحتسيها الاف الزائرين، كما نقدم ثلاث وجبات يوميا تعدها نسائنا ومعها ايضا وجبات خفيفة ووجبة عشاء وفاكهة وحلويات تقدم في المضيف بشقيه الرجالي والنسائي، ويقصد الموكب عشرات الاف سنويا ويجلس الزوار العراقيين والعرب والاجانب ويلتقطون الصور ويستمتعون بالمعروضات، ويخدم في الموكب تقريبا خمسة وعشرون خادما، وبعد نهاية الزيارة نجتمع بعد مدة لتقييم انواع الخدمة المقدمة وكيفية تطويرها من جميع الجوانب التي تخدم الزائرين".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- وسط دمار مدينة النبطية :مساعدات العتبة الحسينية الطبية والغذائية تصل مستشفى نبيه بري الحكومي(فيديو)
- شملت الاطفال والنساء : وفد العتبة الحسينية في سوريا يوزع وجبة ثانية من الملابس الشتوية على العائلات اللبنانية