- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
السياسة النقدية الامريكية: صراع الصقور و الحمائم | الجزء الثاني
بقلم: مظهر محمد صالح
فالبرنامج التحفيزي للرئيس ترامب بخفض الضرائب خلال العام 2018 قد حمى امريكا من الركود الاقتصادي العالمي والذي سيؤدي دوره المساند في تفعيل الطلب الفعال وإدامة الانتاج والنمو الاقتصادي.
في وقت أدت فيها الحرب التجارية (التي شنها الرئيس الامريكي بنفسه ضد الصين والاتحاد الاوروبي وامم أخرى) الى إضعاف الثقة في الاقتصاد الامريكي والتي اكدها هبوط مؤشر ستاندر أند بورز S&P500 الى اكثر من 10 بالمئة على مدى الشهرين المنصرمين في حين اخذت توقعات النمو الامريكي بالضعف والانحسار التدريجي.
كذلك اخذت معدلات العائد بين السندات القصيرة الاجل والطويلة الاجل (لعشر سنوات) بالتحول الى الانخفاض ذلك قبل بدا الركود وقد يصل الفرق بين العائدين الى الصفركما يقول المستثمرون.
وأخيراً، يلحظ ان الرئيس الامريكي مازال يراهن على انخفاض اسعار النفط في تخفيف التوتر الاقتصادي الدولي واحتمالات الركود الاقتصادي العالمي الناجم عن حروب ترامب التجارية من خلال تدوير فوائض النفط او فروقات اسعاره لمصلحة اطراف الصراع التجاري العالمي وعلى حساب عوائد مجموعة البلدان المصدرة للنفط.
ويشدد الرئيس ترامب في الوقت نفسه أن ينتبه الاحتياطي الفيدرالي الى أهمية دور انحسار اسعار النفط وتاثير ذلك في تركيب المستوى العام للاسعار ومن ثم تباطوء التضخم بسبب ركود اسواق النفط.
لذا فان اشارات الرئيس ترامب وسياساته في الحروب الاقتصادية اي الحرب التجارية (حرب التعريفات الكمركية) من جانب وادارة (حرب اسعار النفط) من جانب آخر هما ميزان التعادل في الاقتصاد العالمي بين القوى الكبرى في استيعابها لدروس الحرب التجارية التي يتحمل ثقلها البلدان المصدرة للنفط لتدفع تعويضات الحرب التجارية بالنفط الرخيص.
وعليه فقد اعطى الرئيس ترامب حق الدفاع عن كونه من تيار الحمائم doves في محاربة اسعار الفائدة مقابل سياسة جيرم باول وتيار الصقور hawkish في الاحتياطي الفيدرالي المتمسك بتصعيد معدلات الفائدة.
وهنا يحاول جيرم باول بان يكون نداً للرئيس ترامب وليس تابعاً kowtow كما يقال. فضلاً عن ان وجود البنوك المركزية هو ليس بالضرورة (كما تقول الايكونومست اللندنية مؤخراً) لتقوية او مؤازرة اوضاع اسواق الاسهم والسندات، تلك الاسواق التي تتعرض الى تقلبات ونشوات لاسباب ليس للبنك المركزي يداً فيها.
ختاماً نجد ان التوازن الصحيح امام السيد جيرم باول رئيس البنك الاحتياطي الامريكي هو ان يعتمد مبدأ او عقيدة في السياسة النقدية للولايات المتحدة هي اشبه ما بالوسطية او الاعتدال ويطلق عليها عادة بال centrist اي مبدا مسك العصى من الوسط لمعدلات الفائدة دون ان يتسبب بغلطة كلفوية جراء الاستمرار برفع معدلات الفائدة في العام 2019 معتمداً على تنبؤات مظللة في كثير من الاحيان.
لقراءة الجزء الاول:
السياسة النقدية الامريكية: صراع الصقور و الحمائم | الجزء الاول
أقرأ ايضاً
- الجنائيَّة الدوليَّة وتحديات مواجهة جرائم الكيان الصهيوني
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة
- كيف تكفي 10 دولارات احتياجات المواطن؟