بقلم: جعفر البازي
(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).
قديما قالوا ـ إن من استطعمَ مالَ الحرامِ قسى قلبُه ونسيَ ربَّه... ولعلَّ خيرَ مصداقٍ لهذا القولِ في يومنا هذا ما نراه من تكالبٍ على حطامِ هذه الدنيا الفانيةِ من ساسةٍ اقلُّ ما يقالُ عنهم انهم (سراق محترفون)، ولربما يكونُ هذا القولُ قاسيا نوعا ما الا انه لا يمثلُ فعلا الا جزءا ضئيلا من الحقيقةِ التي باتتْ لا تخفى على احدٍ، فمن صفقاتٍ مشبوهةٍ بكل معنى الكلمةِ الى تجاوزٍ صريحٍ على المالِ العامِ وهتكٍ لكلِّ القيمِ والاعرافِ السائدةِ في أيِّ عمليةٍ سياسيةٍ، مرورا برواتبَ وامتيازاتٍ خياليةٍ تكشفُ عن مدى انحطاطِ وسفالةِ من دعا لها ومن اقرَّها ومن يتمتعُ بها، في وقتٍ يمرُّ فيه هذا البلدُ وابناؤه بأزماتٍ ماليةٍ واجتماعيةٍ وسياسيةٍ هي في الاصلِ صنيعةُ سياساتٍ مقصودةٍ او غيرِ مقصودةٍ أوصلت هذا البلدَ المنكوبَ الى حافةِ الهاويةِ، ويبقى السؤالُ الذي يدورُ في خلدِ كلِّ من يتابعُ الشأنَ العراقي منذُ تأسيسِ ما يُدعى بالنظامِ الديمقراطي الى يومِنا هذا، من أسسَ لذلك وكيف اقرَّه اناسٌ يفترضُ بهم ان يكونوا رعاةً لحلمٍ جديدٍ يحكمُ العراقَ وكيف استغنى هذا الشعبُ عن احلامِه في بناءِ عراقٍ جديدٍ لحفنةٍ من الساسة تنكّروا لكلِّ قيمِهم التي جاؤوا بها ففسدوا وافسدوا كلَّ شيءٍ ؟.