حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي في رحاب الأمام الحسين(ع) سيدي ومولاي أبي عبد الله أكتب كلماتي المتواضعة والتي يرتجف فيها القلم وقلبي من الرهبة التي أقف فيها في محرابك الطاهر والشريف...فأنت أكبر واجل وأعظم أن تحيط بك كل الكلمات التي تكتب عنك...لأنك الينبوع والمنهل لكل مؤمن ولكل إنسان يؤمن بقيم العدالة والبطولة والعدل والشرف. فقد سفك دمك الشريف في ملحمة الطف الخالدة ولكن دمك كان يمثل دفق الحياة الذي غذيت به كل البشرية بهذا الدم الخالد الطاهر والشريف وليصبح دمك هو أكسير الحياة لكل الثوار والأحرار في كل العالم وكذلك لكل مسلم ومؤمن ولتكون النهضة الحسينية هي اكبر منار تهتدي بها البشرية للخلاص من كل أنواع القهر والظلم والجور ولتكون كربلاء المقدسة هي قبلة وكعبة لكل المؤمنين والثوار والأحرار ولتصبح هذه المدينة أرض من الجنة عندما قدم إليها أبو الضيم وليكون طريقها هو طريق الحياة والخلود والمسير نحو جنة الخلود والتي حار فيها كل الأعداء قبل الأصدقاء في سر هذا الخلود الأبدي للفكر الحسيني ولنهضة الحسين والتي أضحت رمز لرفض الطغيان والظلم ولتتكسر عليها كل عروش الجبابرة والديكتاتورين ولتصبح راية الحسين راية الحرية ورمز لكل مظلوم يحملها ليتزود منها القوة في مقارعة الظالمين وكل نوع من أنواع الامتهان للإنسان وظلمه ولتكون راية الحسين هي راية الإنسان التي لا بديل لها والتي يتشرف إي إنسان إن يحملها بغض النظر عن اللون والجنس والدين. ولتصبح كربلاء المدينة هذه المدينة الصغيرة تستوعب كل هذه الملايين الوافدة لزيارة ضريح أبي عبد الله (ع)الطاهر وليتزود كل المؤمنين بنفحات القوة الإيمانية لهذا الأمام الخالد ولتكون جرعات الفيض الآلهي تنبع من تحت القبة الشريفة لعطشان وغريب كربلاء ولتكون كل عبرة يسكبها زائر الحسين هي الإكسير الذي يتزود به الزائر في الرحلة الإيمانية لكل شخص ولتكون قوة ودافع لإدامة زخم الحياة للزائر تعينه على المسير على نهج الحسين ومسيرته الخالدة ولتصبح زيارة الحسين هي الطعم الجميل والحلاوة التي ما بعدها حلاوة في تلذذ المؤمن في زيارة قبر أبي الشهداء. والتي عندما أقف أمام قبرك الطاهر وتحت قبتك المقدسة تجول خواطري وتسرح بي إلى أرض الغاضرية ويسرح بي إلى خيال ارض معركة الطفوف لأرى مصارع الكرام من أهل بيتك الطيبين الطاهرين وأصحابك المنتجبين وهم يروون بدمائهم الزكية أرض كربلاء ويستأنسون بالموت كاستئناس الطفل بمحالب أمه وكانوا ليوث هادرة يحمون بأجسادهم وأرواحهم أمامهم وذراري رسول الله فكانوا نعم وخير الأصحاب وكانوا حق رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه. وأتقدم لأقبل شباكك المطهر وأرتمي إليه ليطوف خيالي إلى مصرعك الشريف وكيف أحاطوا بك الأعداء وأنت لا تقبل الضيم والخضوع إليهم فتذكرت مقولتك المشهورة(هيهات...هيهات منا الذلة) لتصبح كل شعار ثائر وحر يتقلدها في مواصلة كفاحه الجهادي وليرفع رأسك الشريف بعد مصرعك على الرمح وليمتد ذك النور الآلهي من السماء إلى الأرض وإلى رأسك ولتقرأ سورة الكهف ولتصدق الآية الشريفة التي {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}.[الكهف: 13] في معسكرك معسكر النور والهدى والذي كان معسكر فيه الملائكة متأهبين بحرابهم لقتال معسكر الظلم والطغيان من معسكر يزيد(لعنه الله)ولكن بإرادة الله سبحانه وتعالى يريد أن يرفع الله جل وعلا خامس أصحاب الكساء إلى أعلى درجات الخلد والتي لا ينالها إلا بالشهادة ولترتفع منزلتك في السماء إلى أعلى عليين ولتكون نهضة الحسين هي النهضة الخالدة على مر التاريخ والزمان. ولتلامس كل أجزاء جسدي قبرك الشريف ويطوف خيالي لتخرج يد مقطوعة الخنصر تحتضنني ولتضيف إلي شوق الحنين للقرب من ضريحك الشريف وتحت قبتك التي خصك الله فيها باستجابة الدعاء وليأتي كل ملهوف وطالب حاجة إلى قبرك وتحت قبتك يلتمس طلب الحاجة ولتكون هذه العبرة التي عند كل مؤمن هي مفتاح القبول لزيارة أبي الشهداء وغريب كربلاء والذي يقول عن نفسه{أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلاّ استعبر }وليكون الحسين هو (عبَرة وعبِرة)ولتكون عبَرتنا وبكائنا على تلك لأجساد الطاهرة التي افترشت ارض الطفوف وهي مسجاة ومحزوزة الرقاب كالأضاحي المجزورة وبدون غسل أو كفن وقد افترشوا رمضاء كربلاء ثلاثة أيام وما جرى لذراري رسول الله من سبي وسلب وهتك لحرمة هذه الذرية الطاهرة وحملهم على أقتاب الإبل وماجرى فيك هتك لحرمة نبينا الأكرم محمد(ص) وهي فواجع تبكي بها العين دماً بدل الدمع. إما عبِرتنا إن دمك الطاهر الذي سفك في كرب وبلاء واستشهادك هو بداية لنبع حياة متجدد ليكون انتصار الدم على السيف وانتصار المظلوم على الظالم ولتبقى مدرسة عاشوراء هي مدرسة خالدة تعلم فيها معاني الحياة والخلود لكل البشرية ولتكون أهم بناء قد بني في هرم الإنسانية وفي قمته والتي تبقى جذوتها وألقها يشع على مدى الزمان ومنار يهتدي كل البشرية ليصلوا إلى شاطئ وبر الأمن والأمان ولتكون كلماتك وشعارات النهضة الحسينية تهدر بصوتها لتسقط كل عروش الطواغيت والظالمين ولتصبح أرض الطفوف النبع والمنهل لكل البشرية في الدخول إلى ملكوت الله والتزود بالنفحات الآلهية وبها يتزود كل مؤمن وإنسان بنفحات النور والقوة والحياة من هذا القبس الخالد للحسين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقرأ ايضاً
- تكامل ادوار النهضة الحسينية
- النوايا الحسنة للعتبة الحسينية المقدسة
- الرسالة المحمدية تتألق في القضية الحسينية