- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
القضية الحسينية... مطمح المرجعية وملاذ الأمة
حجم النص
بقلم:حسن الهاشمي
ونحن نعيش فرحة ولادة الأقمار الشعبانية نستعرض ما وردَ عن الإمامِ الحسينِ بنِ عليٍّ (عليه السلام): (يا أَيُّهَا النّاسُ نافِسُوا فِي الْمَكارِمِ، وَسارِعُوا فِي الْمَغانِمِ... وَاعْلَمُوا أَنَّ حَوائِجَ النّاسِ إِلَيْكُمْ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَلَيْكُمْ، فَلا تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَحُورَ نِقَماً).
الى ذلك المعنى أشار ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي: "الى ان الشعب العراقي في استجابته لنداء المرجعية بإغاثة المنكوبين بانه ما يزال وفيا للقضية الحسينية ولقادته نواب الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف" جاء ذلك في كلمته التي افتتح بها مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي السادس الذي انطلقت فعالياته الجمعة الثالث من شهر شعبان الموافق 24 شباط/ فبراير 2023، تحت شعار (الإمام الحسين عليه السلام في ضمير الشعوب) تيمنا بذكرى ولادة الاقمار المحمدية.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي: "ان من نعم الله علينا ولطفه ان جعل لنا ائمة يهدون بأمره ويرشدون الأمة الى هديها وصلاحها وصار لهم نوب فقهاء عدول يؤمن من خلالهم بقاء وديمومة الرسالة المحمدية والمبادئ الحسينية".
واضاف: "لقد شاهدنا وعشنا ببصيرتنا ووجداننا كيف ان هذه المرجعية الدينية وعلى رأسها سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني التي ارسى دعائمها ووضع اسسها الالهية الائمة الاطهار عليهم السلام تجلت فيها ومن خلال بياناتها وتوجيهاتها وارشاداتها ما حفظ الروح الحسينية وابقى الضمير الانساني فاعلا حيا في نفوس المؤمنين والمواطنين تجاه قضيتهم في بعدها الديني والوطني".
وتابع: "لا نريد الخوض في المصاديق الحقيقية بذلك ولكن على نحو الاجمال نذكر فتوى الدفاع الكفائي التي ابرزت روح التضحية والفداء والايثار بأسمى مراتبها واعظم مصاديقها، ثم الدفاع عن حقوق المستضعفين من الشعوب الاسلامية وغيرهم ابتداء بالدفاع والنصرة للشعب الفلسطيني في محنته ومعاناته مع الكيان الصهيوني الغاصب، او حث المجتمع الاسلامي والدولي على الوقوف مع الشعب الافغاني والشعوب المستضعفة في تجاوز المحن والابتلاءات التي يتعرض لها، واخرها دعم واغاثة المنكوبين في حوادث الزلازل الاخيرة في تركيا وسوريا".
ولفت: "لقد اثبت الشعب العراقي في استجابته لنداء الاستغاثة الاخير انه ما يزال وفيا للقضية الحسينية ولقادته من نواب الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف".
واكد في ختام كلمته: "لابد هنا من العمل على ادامة روح الولاء والطاعة والمحبة والتعظيم لموقع المرجعية الدينية التي تمثل امتدادا حيا وفاعلا لخط الامامة والمسيرة الحسينية".
عمل الإمام الحسن العسكري على تأصيل مرجعية الفقهاء العدول، ووجوب الرجوع إليهم في معرفة مسائل الشريعة، وأخذ الموقف الشرعي تجاه القضايا الحادثة، وكان الإمام يوجه أتباعه وشيعته إلى مراجعة الفقهاء وتقليدهم، وأخذ معالم الدين وأحكامه منهم، حيث جاء عنه الحديث المشهور: (من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه). فالإنسان ولكي تنتظم حياته لابد له من حاكم برا كان أم فاجرا، والامام العسكري هنا يدلنا على ان اطاعة أولي الأمر المذكورة في القرآن: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) تتمثل بالفقهاء العدول دون غيرهم من حكام الظلم والفجور.
فالعلاقة وطيدة بين القضية الحسينية والمرجعية الرشيدة منذ زمن الغيبة الكبرى الى الظهور المبارك للحجة المنتظر، وتتجلى تلك العلاقة في الدفاع عن الشعوب المستضعفة، ومد يد العون والمساندة لكل أمة مظلومة أو منكوبة أو ملهوفة، فالمنافسة في المكارم، والمسارعة في الخيرات هي لا غيرها المجلبة للنعم الإلهية والمبعدة عن النقم الإلهية، هذا ما عملت عليه المرجعية الرشيدة وأوصت الآخرين بانتهاج سبل الخير اذا ما أرادت الفلاح في الدارين، وانها في الوقت نفسه حذّرت من انتهاج سبل الشر والايغال في الملذات والتيه في الأنانية، فهي لا محالة مسلكة الى المخاطر والمهالك، وكفى بمصير الجبابرة من مواعظ ومحاظر.
أقرأ ايضاً
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- المرجعية الدينية.. مشاريع رائدة وطموحات واعدة
- مقابلات المرجعية الدينية الشريفة...رسائل اجتماعية بالغة الحكمة