- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الشعائر الحسينية.. دلالات وأهداف ونتائج - الجزء العاشر والاخير
بقلم: الشيخ محمود الحلي الخفاجي
زيارة الاربعين وآثارها في النفوس
تعيش البشرية اليوم بعالم يمتد إلى حالة الجاهلية قبل الإسلام ،فالجاهلية هي ليست مرحلة زمنية بل هي حالة تظهر وتبرز في ازمان معينة وفق معايير لو توفرت هذه المعايير فالجاهلية تظهرمن جديد.
والقرآن الكريم يصف الإبتعاد عن الأحكام الإلهية والتمرد على حدود الله وارتكاب المعاصي هو عمل من اعمال الجاهلية،
فخروج المرأة وهي متبرجة وغير محتشمة بالحجاب الذي فرضه الإسلام عليها وصفه القران بانه من أعمال الجاهلية.
اذاً هي حالة تعرض على السلوك البشري دون لحاظ الزمن ،وعالمنا اليوم يعيش جاهلية جديدة رغم التطور العلمي الهائل وتكنولوجيا المعلومات ووسائل الإتصال الحديثة، لكن هناك تدهور في أخلاق وسلوك الإنسان ،بل أصبح الإنسان المسلم مستورد بدرجة امتياز لما ينتجه الغرب من افكار ومناهج ورؤى منحرفة في أشكال وسلوكيات وأخلاقيات متدنية ، رغم مخالفتهالأحكام الدين ،وبأسم عالم الفن والحداثة.
وانتشرت ظواهر كثيرة لاتمت للأسلام بصلة منها ظاهرة الطاعة والولاء الصنمي للوجهاء ورئيس العشيرة واعلان التبعية لهم حتى لو كانت ارائهم مخالفة للدين وأحكامه رعاية منهم للمجاملات الشخصية كي تحفظ مكانته الاجتماعية بينهم وما تفتضيه مصالحهم.
فهؤلاء يعيشون حالة الإزدواجية على حساب دينهم ،حيث نرى تطبيق عادات وتقاليد الآباء والأجداد المخالفة للشرع ولأحكامه ، فالأسلام وضع المرتكزات لبناء الإنسان، ومن هذه المرتكزات المهمة هي:
الزيارة لائمتنا المعصومين (عليهم السلام) ومنها زيارة الأربعين هي أنها تحدث تحولات نوعية في حياة وسلوكيات الزائر ،ومن هذه التحولات في نفوس الزائرين التخلي عن عادات الجاهلية.
فقد جاء في الزيارة التي نقراها في العشرين من صفر (ولم تنجسك الجاهلية بانجاسها، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها) وأن الثياب المدلهمات معناها الشي المظلم ، فيقال ليلة مدلهمة اي ليلة مظلمة، واللباس المظلم افكار واخلاق الجاهلية ،وهنا استعيرت واضيفت هذه الأخلاق والضلال التي هي ألبسة الجاهلية هي التي تفقد بصيرة الإنسان، فمن يرتديها يكون قد سلك سبل الجاهلية والضياع والضلال، وأن ميول الإنسان وتوجهاته للعشيرة بالباطل هو من ثياب الجاهلية ،وميول الإنسان للحزب الفلاني والميل له هو من تلك الثياب المدلهمة(المظلمة لبصيرة الانسان) وتقديم مصالحنا الدنيوية والشخصية على ديننا هو أيضا من ثياب الجاهلية و هو ضلال وانحراف.
اذن أحد أهداف الزيارة للأمام الحسين (عليه السلام)، هو التخلي عن ثياب الجاهلية وسلوكياتها وان نرتدي ثياب التقوى التي تأخذ بأيدينا لنيل رضا الله وتطبيق أحكام ديننا.
أقرأ ايضاً
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة