بقلم: الشيخ محمود الحلي الخفاجي

الحث على زيارة سيد الشهداء عليه السلام
لو تتبعنا الروايات الشريفة الواردة عن النبي (صلى الله عليه واله) واهل بيته المعصومين عليهم السلام لوجدنا أن هناك منجما من هذه الأحاديث والروايات التي تحث على زيارة الحسين عليه السلام خصوصا وهي من الوفرة الواضحة في التشجيع والندب ودفع المؤمنين لممارسة هذه الزيارة ، وحينها سيصاب الانسان بالانبهار والدهشة حينما يرى هذه الوفرة من الروايات الشريفة التي تدعو المؤمنين لزيارة الحسين عليه السلام ٠

يقول العقاد في كتابه ابو الشهداء (حرم يزوره المسلمون للعبرة والذكرى، ويزوره غير المسلمين للنظر والمشاهدة، ولكنها لو أعطيت حقها من التنويه والتخليد لحق لها ان تصبح رمزا لكل ادمي يعرف لبني نوعه نصيبا من القداسة وحظا من الفضيلة ، لأننا لا نذكر بقعة من بقاع هذه الارض يقترن اسمها بجملة من الفضائل والمناقب اسمى وألزم لنوع الإنسان من تلك التي اقترنت بأسم كربلاء بعد مصرع الحسين فيها)٠
اذن نرى ان هناك زخما من روايات أهل البيت عليهم السلام قد منحوها لممارسة زيارة الحسين عليه السلام دعما وندبا وتخطيطا لها ومزاولة لها من قبلهم (عليهم السلام) فعلا من حيث مباشرتهم لها بأنفسهم من خلال انتدابهم (عليهم السلام) اشخاصا عنهم لأداء الزيارة عنهم٠
كل هذا كي يقوم الائمة (عليهم السلام) بتاسيس نمط وممارسة مألوفة وذات طبيعة واضحة في ذهنية الفرد الشيعي وتصبح جزءا من مكونات حياتهم هي ثقافة الزيارة٠
ويشكل هذا العمل النوعي من قبل الأئمة (عليهم السلام) احد معالم الحفاظ على الكيان الشيعي وابقائه في نفوس المؤمنين واعتبار الزيارة حينئذ ثابتا من ثوابت هذا الكيان ذات قداسة لايمكن الحياد عنها مهما كانت خطورة الامر التي يواجهها الفرد الشيعي، وهذا ما نلحظه من خلال الرؤية النافذة بالبصيرة والوعي الى أمرين:

الاول: كثافة هذه الروايات الشريفة
ثانيا: دلالات مفردات النصوص الروائية الخاصة بزيارة الحسين(عليه السلام)

فالنصوص الروائية بعضها اشارت الى ان قبر الحسين عليه السلام هو مطاف الملائكة وتعاهدهم عند قبره ،وقدعبرت هذه الروايات بهذا التعبير( ففوج يهبط وفوج يصعد)، وكذلك ان قبره (عليه السلام) هو محل زيارة الانبياء والرسل له (عليه السلام)، وان الله تعالى ينظر بعين الرحمة يوم عرفة قبل ان ينظر الى الحجيج بعرفة،وكذلك الدعاء لزوار الحسين عليه السلام كما في دعاء الإمام الصادق عليه السلام في الرواية التي يرويها احد أصحابه في الدعاء لهم ، وكذلك الروايات الشريفة التي عبرت عن زيارة الحسين عليه السلام بأنها فرض وعهد على كل مؤمن ومؤمنة ، اضافة الى عطاء الله عزوجل في يوم القيامة من الميزات الخاصة بهم في عرصات القيامة وماينالونه من الحظوة والدرجات الرفيعة عند الله تعالى وما يحصلون عليه من الثواب الجزيل والحسنات والمغفرة لهم ، وكذلك ما ينالونه من التعويض المادي والمعنوي والبر كات الكثيرة المتأتية من زيارة الشهداء( ككثرة المال، زيادة العمر، دفع ميتة السوء)٠
وغيرها الكثير من الروايات حتى اضحت مت اعظم الشعائر الدينية التي يحصل بها القرب الالهي واصبحت شعارا للتشيع، بل ان زيارته (عليه السلام) جعلها أهل البيت عليهم السلام معيارا للتشيع٠