- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
النوايا الحسنة للعتبة الحسينية المقدسة
بقلم:حيدرعاشور
لم تقدم العتبة الحسينية المقدسة منذ توهجها على الساحة العراقية غير السلام ولا شيء غير السلام هو ما تريده المرجعية الدينية العليا في تحركها الديني والاجتماعي وما يطلق عليه بالتحرك الدبلوماسي باتجاه السلطة السياسية وعموم الشعب اضافة الى دول العالم الصديقية وغير الصديقة. فالقيادة الحكيمة للمرجعية الدينية العليا وهي تخاطب العالم باللغة التي يفهمها لغة العقل والمنطق والاتزان، وانطلاقاً من المصلحة العليا للعراق ارضا وشعبا ووطنا شاءت حكمتها ان تكون على مسافة واحدة بين كل الكيانات والاحزاب والكتل والتجمعات الحزبية الاسلامية منها وغير الاسلامية منذ احداث 2003م ولا زالت تعمل على بناء العراق، واطفاء حرائق التنافس السلطوي التي تعمل على تاجيج نارها وتوسع نطاقها الدول الحاقدة على العراق بعد خسارة امتيازاتها من الحكومة المنحلة قبل سنة 2003م. هذه القيادة التي تاجها السيد على السيستاني(دام ظله الوارف) تعي اليوم كما في الامس، وكما في كل حين ان التخاطب المباشر وقت الازمات، والحوار اليومي، والمواجهة وجها لوجه مع الشعب والحكومة والقادة السياسيين، وقادة الدول الصديقة هي خير وسيلة لتبادل وجهات النظر والبحث في المسائل المشتركة والتوصل الى نتائج عملية تكون فيها الفائدة المرجوة والمصلحة المحققة لكل الاطراف. وقد نجحت بذلك ويشهد لها العالم أجمع حيث اصبح بيت السيد السيستاني محظ لقاءات عالمية من أجل السلام. واليوم حين نشاهد على مرى البصر وعلى ارض الحقيقة البناء الضخم للعتبات المقدسة وهي ترسم انسانيتها عبر بنى تحتية لرفع المستوى الطبي والتعليمي والاقتصادي والاجتماعي وهي تخوض معارك سلامها الانساني وسلامها الاقليمي فهي تعي مسبقا ماذا تفعل؟!. وبنواياها الحسنة صنعت سلاما.. وان مواقفها المجدة عالجت كل وضع متفجر والمنذر باوخم العواقب في البلاد. وان المستجدات التي تطرأ يوميا على المجالين السياسي والعسكري في العراق يتم معالجتها فوراً فأبطال الحشد الشعبي قوة صنعتها فتوى المرجعية الدينية لتكون ظهيراً للجيش العراقي ضد كل من يريد أن يمس بأمن العراق وارضه. والعتبة الحسينية المقدسة اذ تعي كل الامور إنها تستند في بنائها الحالي كما في بنائها السابق الى رصيد ضخم من الاحترام والتقدير اللذين منحتهما لها المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، كما منحها الشعب بكل فئاته الثقة المطلقة من خلال ما تميزت به من مواقف واضحة وصريحة مستندة الى مبادئ الخير والحق والعدل والسلام وعدم الانحياز في كل المناسبات والمواقف، وعلى مختلف المنابر، وعبر بنائها الراكز والكم الهائل من العوائل العراقية من كل محافظات العراق تجني ثمار ارزاقها من مشاريعها الدائمة في كل مكان. كما انها في ذات الوقت تحمل معها موقفا موحداً للحكومة وسياستها ومساندتها في كل ما اتخذته وتتخذه من اجراءات لحماية امن العراق والحفاظ على استقراره. وصون استقلاله وسيادته مشفوعا بموقف المرجعية الدينية العليا التي باركت وايدت العراق في سائر مساعيه وجهوده وخطواته في مواجهة التهديدات ومحاولات عصابات (داعش) التي طالت اراضيه. بهذا التوجه وبهذه الروحية وبهذه المبادئ الثابتة والواضحة والصريحة التي تعطي الوطن والمواطن الاولوية في امتلاك الانجازات ونيل المكاسب والتمتع بكل عناصر الرفاهية ورغد العيش وضمان الحاضر والاطمئنان على المستقبل حرصت العتبة الحسينية المقدسة في ارساء قواعدها واعلاء صروحها العلمية والاكاديمية والطبية والتعليمية وبذل التضحيات في سبيل بلوغ العراق من اقصاه الى اقصاه وبحدود امكاناتها المترامية المستوى الذي هي عليه من تطور وتقدم وازدهار ورقي. المواطن العراقي يستحق اليوم من العتبة المقدسة ان توفر له كل العناصر التي يحتاجها للاستمرار في عملية البذل والعطاء والتضحية. والجدير بالذكر ان المتولي الشرعي للعتبة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي اعطى الاولوية للأيتام من المواطنين وللخدمات التي تقدم لهم في كل الميادين والمجالات على شكل مشاريع للخدمات الانسانية واخرى للصحة والتعليم، هي بحد ذاتها انجاز يضاف الى سلسلة الانجازات التي حققتها العتبة الحسينية المقدسة بقيادة الشيخ الكربلائي(دام ظله)، وهي تخوض سباقا مع الزمن ومع كل الظروف التي استجدت مؤخرا على صعيد حرب اسرائيل على فلسطين التي تركت اثارها على العالم اجمع.. مع ذلك جهزت العتبة المقدسة قوافل مساعداتها لتخترق المحذور وتصل الى غزة اضافة الى فتح مستشفياتها لعلاج أطفال فلسطين. بهذه الروحية الحسينية بنت العتبة الحسينية المقدسة في عشرين سنة ما يحتاجه العراق حيث استكملت منذ سنوات بناء القاعدة الاساسية للتعليم في مختلف المجالات التخصصية، وزرعت الارض التي حققت في انتاج القمح وسواه من المنتوجات الاكتفاء الذاتي للبلاد.. وكذلك الصناعة التي انشئت من اجلها اضخم المصانع الانتاجية من حيث الكم والنوع اغنى العراق من استيراد مئات الاصناف، عدا عن مشاريع الخدمات التي شملت شبكة متكاملة من المياه الصافية والطرقات ومطار دولي تحت التنفيذ ومئات المدارس وعدد من المستشفيات المتخصصة بالأمراض المستعصية والجامعات. وقفت كل هذه الانجازات شوامخ عملاقة تدلل على عظمة وضخامة الجهد الذي بذل والطاقات التي استثمرت والقدرات التي ساهمت والامكانات التي إتجمعت وراء ارادة المرجعية الدينية العليا والعتبة الحسينية المقدسة لجعل المواطن ينال كل احتياجاته بأيسر السبل واسهلها في ظل مبادئ وعقيدة ومذهب الائمة الاطهار عليهم السلام.
أقرأ ايضاً
- تكامل ادوار النهضة الحسينية
- شط الكوفة المقدسة معلم سياحي وموقع اثري مميز
- الرسالة المحمدية تتألق في القضية الحسينية