حجم النص
استضاف برنامج (من العراق) الذي بثته قناة العربية الفضائية مساء امس الجمعة صادق حسين الركابي مدير المركز العالمي للدراسات التنموية ومقره العاصمة البريطانية لندن .
واجرت معه حوارا بشان اصدار المركز تقرير يصف فيه العراق بـ "الخاسر الاكبر في حال اغلاق ايران لمضيق هرمز".
وسلط الركابي من العاصمة البريطانية لندن خلال اللقاء الاضواء على مستقبل المنطقة في حال اغلاق مضيق هرمز من قبل ايران وتأثيراته على الاقتصاد العراقي ودول الخليج نتيجة توقف صادرات النفط الى باقي انحاء العالم.
ونقلت القناة في تقريرها الذي استندت فيه على تقرير المركز العالمي للدراسات التنموية في لندن وبينت ان" الاضرار التي تصيب العراق في حال اغلاق مضيق هرمز تبدأ بالنفط وتصل الى ارتفاع معدلات البطالة مرورا بفقدان السكر والارز".
واوضحت في تقريرها " لن نأتي بجديد حين نصف اعتزام ايران، او تلويحَها بإغلاق مضيق هرمز سيشكل كارثة لن يُستثنى أحد من أضرارها".
واشارت الى ان "الجديد هو ما جاء في تقرير للمركز العالمي للدراسات التنموية في لندن، ان العراق سيكون اكبرالخاسرين اذا ما نفذت ايران تهديدها".
واضافت ان "خسارة العراق، او خساراته بتعبير أدق، ستتجاوز تصدير النفط الى اضعاف العملة وزيادة معدلات البطالة وفقدان سلع عيشٍ اساسية مثل الارز والسكر والقمح، اما السلع الاخرى فيُتوقع ان تتضاعف اسعارُها".
وتابعت القناة ان "التقرير ذكر ايضا إن الجمود الذي تعيشه الحركة السياسية العراقية سيصعّب الحلول ويزيد تأثيرَ الاغلاق على العراق".
وفي رده على سؤال وجهته له ميسون نوهيض مقدمة برنامج من العراق من خلال شاشة قناة العربية الساعة السابعة والنصف مساء امس الجمعة، بشان المعطيات التي رصدها تقرير المركز العالمي للدراسات التنموية ووصفه "العراق الدولة الاكثر خسارة في حال اغلاق مضيق هرمز".
قال الركابي: ان "التقرير تطرق الى ثلاثة محاور اولها الجغرافي حيث تطرق الى منافذ العراق على الخليج العربي وتركيا وسوريا والاردن والسعودية ، اما المحور الثاني فتطرق للجانب الاقتصادي وامكانية تصدير العراق وما هي الخسائر التي سيتكبدها،اما المحور الثالث فتطرق للجانب السياسي وتحالفات الحكومة العراقية وخياراتها في تصدير نفطها في حال اغلاق مضيق هرمز"،حسب قوله.
واضف الخبير الاقتصادي ان "المعطيات التي رصدها التقرير وجدت ان العراق لا يمتلك الا الخليج او شط العرب وخط جيهان التركي الذي يصدر من خلاله 400 الف - 450 الف برميل يوميا، وبذلك يخسر العراق 80% من ايراداته المالية التي تصب في موازنة الدولة العراقية ،ناهيك عن الواردات العراقية من القمح و الرز والسكر وحليب الاطفال وايضا المشتقات النفطية بالرغم من ان العراق بلد نفطي لكنه يستورد غالبية مشتقاته النفطية من الخارج لذلك فان التقرير قرع ناقوس الخطر"،حسب قوله.
وعن التاثيرات الانية او طويلة الامد التي قد تصيب حياة المواطن العراقي في حال اغلاق المضيق،قال الركابي ان" العراق يستورد اكثر من 70% من حاجاته الغذائية اليومية عبر شط العرب ، وفي حال الاستمرار بغلق المضيق لفترة اطول سيؤثر ذلك على المواطن العراقي البسيط ".
وبين ان" البضائع ستتوقف عن الدخول الى البلد مما سيؤدي الى ارتفاع الاسعار، ولان المواطن العراقي يعتمد على مفردات البطاقة التموينة المستوردة من الخارج لسد احتياجاته الغذائية ،وسيكون عليه الانتظار لفترات اطول للحصول على قوت يومه ومشتقاته النفطية ،وبذلك ستكون ايران قد خنقت العراق على الرغم من انه الحليف الاول لها بالمنطقة"،حسب تعبيره.
وفي رده على تساؤل عن رصد جهات عراقية رسمية او تداول اغلاق المضيق داخل الحكومة قال الركابي: "يبدو ان هناك تعتيما رسميا من قبل الحكومة العراقية عن الاثار السلبية الناتجة عن اغلاق ايران لمظيق هرمز وذلك نفهمه لاعتبارات سياسية ، بالرغم من الضجيج الاعلامي داخل العراق ومن قبل خبراء في الاقتصاد وحتى داخل وزارة النفط وتحذيرهم من عواقب اغلاق المضيق لانه سيؤثر على العراق ووارداته وعلى الحكومة العراقية نفسها"،حسب قوله.
واعرب الركابي عن اعتقاده "بان تشهد الايام القليلة المقبلة تحركا حكوميا عراقيا من خلال سماعه بتوجه رئيس الوزراء نوري المالكي الى ايران لفتح هذا الموضوع معها"،مستدركا بالقول "لكن الحكومة العراقية تحاول التقليل من اثاره لاعتبارات سياسية"،حسب تعبيره.
وفي رده على تساؤل بشان وضع ايران للحكومة العراقية في صورة الوضع الراهن او اغلاق المضيق قال الركابي انه" وعلى العكس تماما من ذلك فان ما شهده السوق العراقية مؤخرا كان يصب بمصلحة ايران فقط ، على الرغم من ان ايران تذكر انها حليفة للعراق لكنها تقوم الان بسحب العملة الصعبة من الاسواق العراقية ويعترض تجارها على سداد الصكوك الا بالعملة الايرانية (التومان) على الرغم من انخفاض قدرته وانه ليس عملة دولية ،وهذا ادى الى ازمة في احتياطي البنك المركزي العراقي ، واللجنة الاقتصادية في البرلمان طالبت البنك المركزي بايقاف سحب العملة الصعبة من الاسواق العراقية لان ذلك يعتبر تهريبا لها"،مبينا ان" ايران لا تفكر الا بنفسها ومصالحها"،حسب تعبيره.
ودعا الركابي بصفته خبير اقتصادي الحكومة العراقية "للبحث عن حلول" ،مبينا ان "الكويت تبحث الان عن خزانات عائمة في بحر العرب وتبحث عن محاولات تصدير اخر"،اما "العراق نجده غارقا في صراعات سياسية تحكم تطوره الاقتصادي"،حسب قوله .
وتابع: "على الحكومة التفكير بجدية من خلال تنويع مصادر الاقتصاد والتعامل مع العمق العربي بحوار اكبر من خلال الانفتاح على السعودية وقطر والخليج اكثر من الانفتاح على ايران وان لا نضع كل البيض في سلة واحدة ،لان العراق يعتبر دولة عربية واقتصادية بالمركز الاول وقادر على ان يقود المنطقة ،لا ان يكون تبعا لدولة اخرى لا تفكر الا بنفسها"،حسب تعبيره.
أقرأ ايضاً
- مقتل جندي من التحالف الدولي في العراق
- أعلى حصيلة منذ عقود.. الجيش الإسرائيلي يعلن ارتفاع حالات الانتحار بين جنوده
- الأنواء: حالة جوية ممطرة من نهار الأحد إلى مساء الثلاثاء المقبلين