حجم النص
بيّن ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في العتبة الحسينية المقدسة في 10 ربيع الأول 1433هـ الموافق 3-2-2012م إن هناك مشكلة مستعصية هي مشكلة الكهرباء، ونحن تحدثنا عن هذه المشكلة بأكثر من اتجاه وصرح أيضا المسؤولون أكثر من جهة وكشفت فيها أوراق للفساد وبُنيت ولا زالت تُبين بعض الأمور المهمة في توليد الطاقة الكهربائية لكن بالنتيجة لا زالت الخطوات تكاد تكون خطوات متواضعة.
وطالب الإخوة المعنيين أن يكون صيفنا القادم صيف مع الكهرباء، وهذه أمنية ولا اعتقد إنها أمنية شخصية أو لجهة محددة وإنما هي أمنية شعبية لعموم الشعب وتساءل هل الإخوة الأعزاء قادرون على تحقيق هذه الأمنية؟! لابد أن يكون هذا الصيف أفضل من الصيف الماضي أما بحل استراتيجي كما يقولون أو حل مؤقت يخفف عن الناس لهيب الصيف القادم .. وتمنى أن يحقق الإخوة الأعزاء أماني الشعب وهي كثيرة ولكنها ممكنة وليست بمستحيلة.
وحول الموازنة أكد إن الرقم حينما يصل إلى أكثر من 100 مليار دولار فإنه الأكبر من نوعه في تاريخ العراق مع إن هذا الرقم قد لا يلبي الاحتياجات لسعة المشاكل في البلد، لكنه أردف قائلا: ما هي الأسس الاقتصادية المعتمدة؟! في بعض الأحيان المشكلة ليست بسعة الرقم أي يمكن أن يزيد أو ينقص وإنما المشكلة بطريقة معالجة بعض المشاكل، هناك مشاكل كمشكلة الأمن الدوائي فالعراق نتيجة الوضع السابق هناك نسبة مرتفعة في قضية الأمراض وهذه النسبة مشخّصة للقريب والبعيد وهي أمراض متنوعة وهناك مشاكل صحية في هذا الجانب يرادف المشكلة الصحية مشكلة الدواء!! فالدولة إذا حاولت أن تؤمن نفسها من الدواء تسلك مجموعة من الأمور المهنية لقطع احتياجنا للدواء إلا النادر منه الذي يحتاج إلى مواصفات خاصة.
وقال سماحة السيد الصافي إن الأمن الدوائي يحتاج إلى همّة من الدولة في سبيل إنشاء مصانع للدواء وهذه المسألة لا يقف دونها حاجز فهي سياسياً ليست قضية سياسية واقتصادياً تأتي بمنافع للبلد، علما إن أهل الباطل يستغلون كل شيء من اجل الربح السريع وغير المشروع وجزء من المتاجرة هي في مسألة الدواء واحد أسباب المتاجرة هي شحة الدواء وهذا يجعل المريض بالإضافة إلى مرضه يفكر في تحصيل الدواء ويتحمل مبالغ إضافية ويصل إلى المريض بأعلى الأسعار، فالأمن الدوائي حاجة ملحّة لان شحة الدواء تسبب موت الناس والإحصائيات تؤكد إن الكثير من أسباب الوفيات هو عدم توفّر الدواء.
ولخص بحث الأمن الدوائي بقوله: إن الموازنة عندما تُطرح لابد من وجود أولويات من اجلها نخصص ميزانية خاصة حتى ترفد هذا الجانب وبالنتيجة عندما لا نرى وضوح وبمجرد تكديس أموال هنا وأموال هناك .. كل الوزارات مهمة لكن هناك أهم وهذا يستدعي من الجميع أن يقف هذه الوقفة، فالعراق سابقاً بدأ ببعض معامل الدواء الحكومية وباعتراف الجميع كان مشروعاً ناجحاً يحتاج إلى تعزيزه ومضاعفة المعامل التي توفر الدواء الجيد وتجعله في خدمة المواطن.
وطالب الإخوة في مجلس النواب مناقشة هذا الأمر المهم ليتسنى توفّر الدواء للمريض لاسيما مع غلاء الدواء الذي هو من مناشيء خارجية أو عدم حصوله اصلا ً مما يؤدي إلى وفيات كثيرة .. هذه المسألة مرهونة لنظام الدولة وعليها أن تبين سياستها بشكل جيد وواضح مع إمكانية التطبيق، لابد من الكتل السياسية أن تتنازل عن بعض الشروط حتى ترى بعض المشاريع النور وإلا قد نتمسك بنحو من الأنظمة الإدارية ونخسر المشاريع الحيوية.
وفي سياق آخر تساءل سماحته إن الأزمة السياسية في البلد إلى أين متجهة؟! هل متجهة إلى الحل أو إلى التعقيد؟! الوضع عموماً يحتاج إلى أكثر من خلية لحل الأزمة لا بالكلام فقط وإنما بالسعي الحثيث، هناك مشكلة وهي إن العراق إلى الآن لم يخرج من البند السابع وهذا يعني إن العراق لا يزال بشيء أو بآخر منقوص السيادة، والمشكلة الخارجية تحتاج إلى حل .. من يعطل هل هي دولة أجنبية؟! أين سياسة العراق الخارجية حتى تحل هذه المشكلة ؟! هل هناك جهات داخلية تعطّل ؟! لفائدة من ؟! المشكلة يجب أن تواجه بإرادة قوية وبقلوب ملتفتة وبأفكار جادة، الأزمة في العراق متجهة إلى مجهول وهذه الأزمة من يتحملها ؟!
في معرض إجابته أكد إن الساسة يمكن أن يحلّوا الأزمة السياسية ولكن يجب أن تكون خطواتهم سريعة لحلها ولا توجد أزمة لا تحتاج إلى تنازل وبالنتيجة أنا كسياسي وأنت كسياسي لابد أن تتنازل عن بعض الأشياء للخروج من هذه الأزمة، لعلنا أحوج ما نكون الآن إلى رص صفوفنا والى تكاتف السياسيين فيما بينهم والى التنازل عن المشاكل الخاصة ، واضح من خلال المشهد السياسي هناك أطراف خارجية تحرك أوراق لها في الداخل.
وتابع إن المسؤول الناجح يجب أن يكون جريئاً وواضحاً مع كل اعتزازي بالجهات الخارجية المحبّة .. والأمر لا يعنيهم بل الأمر يعنيكم انتم وهذا الكلام لا أحب أن أتطرق إليه كثيراً وإنما الحليم تكفيه الإشارة، فالعلاقات لابد أن تكون علاقات طيبة ومصالح مشتركة هذا كله جيد في حدود حفظ الجوار والمصالح المشتركة وفي حدود الرؤى والأفكار، أنت كسياسي في العراق ما هي رؤيتك الخاصة لإنقاذ البلد ؟! وما هي مشاريعك التي من اجلها صوتت الجماهير لك ؟! القرار لابد أن يكون بأيديكم وهذه المسألة إذا ملكتموها بقية الأمور ستُحل ؟!
واستدرك سماحته قائلا نعم نستعين بجهات خارجية لتطوير البلد ونستعين بخبرات لتطويره، ولكن اسمع من إخوتك واجلس مع إخوتك وحلوا مشاكلكم فيما بينكم بعيداً عن التأثيرات الخارجية، نحن نثق بكثير من الإخوة الذين يملكون عقول وطنية ويملكون حساً لخدمة البلد، أين مستقبل العراق السياسي ؟! نظام برلماني وانتخابات حرة وخروج المحتل الأجنبي ، بالنتيجة كيف ندير أمورنا ونجعل هذه الرفاهية الموعودة حقيقة نلمسها لمس يد، كيف نضرب بالمشاكل السياسية الخاصة عرض الجدار ونتوجه إلى مشاكل البلد الأساس، وهذا الذي ينتظره الشعب العراقي، لابد أن تلتفوا وتعوا إن الإنسان لابد أن يكون عنده حس وطني يحب بلده ووطنه ولا ينبطح للآخرين ويكون القرار بيده، أنت مسؤول عن العراق وتوجه إلى حل المشاكل الكبرى وهي بحاجة إلى وقفة حقيقية.
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- مكونة من (6) طبقات.. العتبة الحسينية تشيد "مختبر وارث المرجعي" لاول مرة في بغداد(فيديو)
- كشف اسرار مترو بغداد ومجسراتها.. نـائب برلماني: نفوس كربلاء مليون و(600) الف وهو رقم فيه ظلم كبير
- بسبب إسرائيل.. حبس الكويتية فجر السعيد ونقلها للسجن المركزي