وصف رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الأزمة الراهنة التي تعترض طريق العملية السياسية في العراق بأنها أكبر أزمة في العراق منذ عام 2003 ، وأضاف بارزاني: قبل وبعد ذلك الحين توصلنا إلى جملة من المبادئ والأسس ومنها على سبيل المثال أن العراق يجب أن يحكم بالشراكة ،والعراق يجب أن يكون ديمقراطيا فيدراليا.
جاء ذلك في الاجتماع الذي عقده رئيس الإقليم في صلاح الدين مع ممثلي الدول العربية والإسلامية والأجنبية المعتمدين لدى إقليم كردستان.
ورحب الرئيس بارزاني بالحضور وباركهم بالعام الجديد، متمنياً أن يكون عام الخير والسعادة لعموم الإنسانية، واصفاً وجود هذا العدد من الممثليات الدولية في إقليم كردستان دلالة إيجابية، وأضاف أن وجود هذه الممثليات في الإقليم زاد من آمال شعب كردستان.
وبخصوص الوضع في الإقليم والعراق والمنطقة، سلط الرئيس بارزاني الضوء على آخر التطورات في الإقليم، مشيراً إلى الجهود الرامية إلى التشكيلة الجديدة لحكومة الإقليم. وأعلن إن المشاورات جارية مع جميع الأطراف ومن ضمنها المعارضة، وأضاف أن الأبواب مفتوحة أمام المعارضة إذا ما رغبت في المشاركة في التشكيلة الجديدة، وفي حال عدم الرغبة في المشاركة فباستطاعتها لعب دورها كمعارضة في البرلمان وفق الأطر القانونية. وأضاف " نحن لا ننكر وجود نواقص وسلبيات لدينا ولكن مع ذلك فإن النظام في إقليم كردستان هو نظام ديمقراطي وهناك انتخابات كل أربع سنوات، وهذه الانتخابات تجري تحت رقابتكم ومشاركة المنظمات والمراقبين الدوليين، وأنا كنت أول من دعا عام 1991 إلى إجراء انتخابات ديمقراطية، ومنذ ذلك الحين بات هذا الإجراء عرفا متبعا في الإقليم، وفي عام 2013 سيشهد الإقليم انتخابات جديدة، ونتمنى من الآن إبداء الرأي والملاحظات لتعزيز النهج الديمقراطي في الإقليم. وأضاف بارزاني ، نحن سعداء باستتباب وضعنا الأمني، وعلاقاتنا الاجتماعية قوية جداً، صحيح هناك اختلاف في الرأي بين الحين والآخر ولكن لنا موقف وخطاب موحد تجاه القضايا المصيرية والقومية، لنا أمل كبير بالمستقبل وهناك آفاق مستقبل زاهر أمامنا.
أما في ما يخص الوضع في العراق، أشار الرئيس بارزاني إلى الأزمة الراهنة التي اعترضت العملية السياسية في العراق والتي وصفها بأكبر أزمة في العراق منذ عام 2003 ، فقبل وبعد ذلك الحين توصلنا إلى جملة من المبادئ والأسس ،ومنها على سبيل المثال أن العراق يجب أن يحكم بالشراكة والعراق يجب أن يكون ديمقراطيا فيدراليا ونظام الحكم الآن بني على عدد من الأسس مثل الشراكة الحقيقية والالتزام ببنود الدستور والتوازن في المؤسسات وحل المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل.
وأكد قائلا ، نحن ككرد حاولنا لعب دور الوسيط لإيجاد الحلول لجميع المشاكل، ولكن عدم الالتزام بتلك الأسس الآنفة الذكر من قبل الآخرين، لا يلزمنا الاستمرار في مواقفنا السابقة. الآن ننتظر عقد اجتماع موسع يرمي إلى إيجاد الحلول للعقد والمشاكل وأن نسعى إلى أن يكون هدفنا الرئيسي هو "الاعتراف بالآخر"، لأن الأزمة الحالية في الأساس " أزمة فقدان الثقة" ، كما ثمن عالياً قرار تراجع القائمة العراقية عن مقاطعة جلسات مجلس النواب ووصفها بخطوة إيجابية، متمنياً أن تكون هذه الخطوة نقطة انطلاق لفتح صفحة جديدة من العلاقات وأن تسهم في إنجاح الاجتماع المنتظر.
وفي ما يخص الوضع الإقليمي، أكد الرئيس بارزاني حدوث تغييرات كبيرة وقال ،نحن في إقليم كردستان نحترم أي قرار تتبناه شعوب هذه الدول، متمنياً لتلك الدول التي حدثت فيها تغييرات مستقبلا واعدا، وفي ما يخص أوضاع الكرد في سوريا قال بارزاني ، إن ما يهمنا هو حدوث تغيير لأوضاع كرد سوريا والاعتراف بحقوقهم المشروعة كمكون ثان في هذا البلد، كما أشار إلى مؤتمر الجالية الكردية السورية في الخارج المنعقد في أربيل، وقال ،إن الهدف من هذا المؤتمر هو توحيد خطاب القوى الكردية في سوريا وتوحيد قيادتها، وهم قرروا ذلك ونحن بدورنا ندعم قراراتهم.
من جانبه، أعرب القنصل العام الفرنسي وعميد السلك البدلوماسي في الإقليم الدكتور فريديريك تيسو عن شكره للرئيس بارزاني نيابة عن القناصل والممثلين في الاجتماع، وأشاد بالازدهار الذي يشهده الإقليم في الجانب الاقتصادي وتقدم النشاطات خلال العام المنصرم. وفي سياق النشاطات الدبلوماسية في الإقليم أشاد نائب الممثل الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية والانتخابات كوركي بوستين بالتقدم الذي يشهده إقليم كردستان، مبيناً أنه سيطلب من الممثل الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة في العراق الإشارة في تقريره الفصلي في نيويورك إلى هذا التقدم. وأضاف بوستين خلال زيارة له إلى دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان ، أن الإقليم يتميز بفرق شاسع عن باقي أنحاء العراق من نواحي الأمن والاستقرار والتعايش وإعادة البناء، مؤكدا أن سياسة حكومة إقليم كردستان تتماشى مع وجهات نظر الأمم المتحدة، مبديا استعداد المنظمة الدولية لتقديم المساعدة في بناء مجتمع حضاري متقدم في الإقليم.