اعلنت العتبة الحسينية عن تحقيق حزمة من المنجزات الطبية والعلمية في عمل قسم المختبرات في هيئة الصحة والتعليم الطبي التابعة لها، حيث تمكنت خلال العام الماضي من اجراء اكثر من مليوني فحص مختبري خلال العام الماضي، بينما حصلت على شهاد "الآيزو" من جهاز التقييس والسيطرة النوعية لتصبح المصدر الرئيس لتقييم ومعايرة المختبرات الاخرى، وادخلت لاول مرة الى العراق مجموعة من الاجهزة والتقنيات الحديثة الفريدة من نوعها.

جودة وتكاليف

وقال رئيس قسم المختبرات في الهيئة الدكتور " محمد غانم" في حديث لوكالة نون الخبرية ان" القسم يسعى لادخال الخدمات النوعية المكونة من شقين تختص بالجودة والنوعية العالية، والكلفة المالية، لان المريض الذي تستهدفه العتبة الحسينية المقدسة بمؤسساتها الطبية هو معلوم تماما انه غير قادرعلى تحمل دفع تكاليف باهضة لخدمات عالية الجودة، وحققت مختبراتنا ارقام عالية جدا من ناحية المنجز، ومنها في مختبرات مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام التي انجزت ما يقرب من (500) الف فحص خلال العام الماضي (2024)، لاسيما انها تسعى لتكون اصل المختبرات المعنية بفحوصات الاورام التي دخلت الى عوالم علاجية جديدة منها عالم العلاج الهادف، والعلاج المشخصن، وعالم ادخال الذكاء الاصطناعي في التشخيص وغيرها، وكذلك الهيئة الاخرى مثل مستشفى المجتبى (عليه السلام) لامراض الدم وزراعة نخاع العظم، ومؤسسة الثقلين لعلاج الاورام في البصرة التي افتتحت منتصف العام الماضي وتمكنت من انجاز (50) الف فحص مختبري بينها فحوصات عالية الجودة والدقة ".

مختبرات فريدة

واضاف اننا" اخذنا على عاتقنا ادخال التقنيات الحديثة ضمن القطاع المختبري، وهي رحلة بدأت منذ افتتاح مؤسسة وارث في العام (2021) حتى يومنا الحالي، وعلى سبيل المثال ان هناك فحوصات لا تجري في العراق الا في مؤسسة وارث ومنها الفحوصات الجينية المعقدة التي نكاد نكون الوحيدين الذين نقدمها في العراق، وفي عام (2024) انجزنا حوالي (3500) فحص خاص ونوعي يجرى فقط في مختبراتنا تصل تكاليفها الى مليار دينار عراقي وشمل حوالي (70 ــ 80) بالمئة منها بالاعفاء او التخفيض بكلفة مدفوعة من قبل العتبة الحسينية المقدسة، وايضا فحوصات التطابق النسيجي المهمة لمرضى زارعة نخاع العظم، والكلى، وغيرها، وهي تجرى في مختبرات مدينة الطب مع مختبراتنا لاننا الجهة غير الحكومية الوحيدة التي تجريها، وكذلك الفحوصات الجينية الخاصة بالاورام السرطانية المهمة لخطوات التشخيص واعطاء العلاج ومتابعة المريض، كما انجزت مختبراتنا دورها الخاص بتهيئة مرضى زراعة نخاع العظم من الغير وخاصة الطفل "منتظر اياد" التي كانت عمليته هي الاولى من نوعها في العراق، ولغاية ايام قليلة اجرينا له الفحوصات التي لا تجرى حصرا الى في مختبراتنا لمتابعة حالته المرضية واستجابته لزراعة نخاع العظم، وكذلك انجزنا فحوصات خاصة بـ "التشوهات الكرموسومية" ويكاد تكون مختبراتنا هي الفريدة التي تجري مثل تلك الفحوصات لمرضى الاورام واللوكيميا والمصابين بمشاكل الدم وامراضها السرطانية".

فحوصات نوعية

واشار الى ان " المختبرات تتوفر فيها جميع مقومات الريادة والحداثة والتطور مثل الملاكات المهنية الخبيرة والاجهزة والمعدات ومنها امتلاكها لنسخة الجيل الجديد من جهاز فحص التسلسلات الجينية والذي يعتبر من احدث الاجهزة التي دخلت الى العراق، كما نمتلك تقنيات حديثة هي الاولى من نوعها الخاصة بالعراق المؤتمته بشكل كامل، ونستعد لاستقبال وفد من مملكة السويد لتنصيب جهاز جديد للمرة الاولى في الشرق الاوسط تبرعا من الشركة المجهزة الى مختبرات مؤسسة وارث، وهو جهاز يعنى بفحوصات سرطانات الرئة والقولون وغيرها، كما غطت مختبراتنا جميع الفحوصات الواردة اليها خلال مبادرات العلاج المجانية التي اطلقتها العتبة الحسينية خلال العام الماضي (2024)، وكانت تكاليفها تتجاوز (4) مليار دينار عراقي، وبلغت اجمالي الفحوصات المختبرية التي اجريت في العام الماضي اكثر من (2) مليون فحص مختبري، والاهم منها هو اجراء (3500) فحص نوعي وعالي الجودة والدقة في العام الماضي لا تقل اجور كل فحص عن (400) دولار اميركي".

التشخيص عن بعد

وتابع بالقول " لم نتوقف عند هذه المنجزات بل سعينا الى توفير مشاريع رائدة بسبب الدعم الكبير المقدم لنا من قبل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ورئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي، وتتعلق بالالتحاق بالركب العالمي وما يجري في العالم، وكان لنا اجتماعين خلال الاسبوعين الماضيين في فرنسا وانكلترا، ولدينا تعاون قريب مع فرق اميركية وبريطانيا لغرض تطوير التقنيات المختبرية، وواحدة من اهمها والتي تدخل لاول مرة في العراق ودول المنطقة وهي تقنية " التشخيص عن بعد" ومنها ستنطلق عملية الاستشارة عن بعد، ومنها نستطيع التواصل مع اطباء عالميين من اميركا وانكلترا للتباحث عن عينة نسيجية لمريض من مرضنا في مؤسسة وارث عن طريق جهاز "السنكر الرقمي" الذي يتم من خلاله اخذ صور عالية الجودة للشرائح النسيجية الخاصة بالمريض وارسالها عبر الانترنت وللمرة الاولى نتواصل مع الاطباء العالميين الحاصلين على التخصص الدقيق في النسيج المرضي غير الموجود مثل تخصصات الزرع النسيجي لامراض الجملة العصبية او امراض الانسجة الرخوة في المنطقة بالتزامن بنفس الوقت مع طبيب عراقي مختص وتفحص من الطرفين بوقت واحد ويصدر بها تقريرين ومن الاستشارة وتلاقح افكار الطبيبين نصل الى نتائج دقيقة جدا وتشخيص عالي الجودة لاول مرة في العراق"، مشيرا الى " التواصل مع اطباء عراقيين مغتربين ابدوا كامل استعدادهم لخدمة بلدهم عن بعد وبعضهم ابدى استعداده للعمل معنا مجانا".

المجهر الالكتروني

وبين غانم ان" العتبة الحسينية مقبلة وللمرة الاولى في العراق وتاريخ الطب فيه على ادخال "المجهر الالكتروني" الى الخدمة لفحص العينات النسيجية الخاصة بالكلى وامراضها والتطبيقات الاخرى، وهو مجهر قادر على ان يفحص بمقدار مليون مرة من المجهر الاعتيادي، ويمكنه اعطاء صور دقيقة على مستوى الذرة الواحدة بل حتى الفايروسات يمكن اكتشافها، وهو جهاز غير متوفر بالعراق كونه عالي الكلفة ولا توجد الخبرات التي يمكنها العمل عليه، وسرنا بطريق متوازي في امتلاك هذه الاجهزة الحديثة وتوفير القدرات العاملة عليها، ومن المؤمل نصبه وتدشينه في الربع الاول من العام الجاري، كما حققت مختبرات الهيئة انجازا جديدا بحصولها لاول مرة في العراق على شهادة "الآيزو" بمقدار "144" مؤشر ولاوسع طيف من الفحوصات المختبرية، وهو يعطي موثوقية عالية للمختبر ونتائجه، ويصبح المصدر الرئيس لتقييم ومعايرة المختبرات الاخرى وتم اعتماده في جهاز التقييس والسيطرة النوعية بعد ان جاء وفد من الجهاز واشرف على عملية التقييم ومنح الشهادة، لان المعمول به في علم المختبرات ان المختبر الذي يطلق نتيجة فحص اما يكون حاصل على شهادة اعتمادية او نتيجته تعايير مع مختبر حاصل على شهادة اعتمادية".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة