وقال سلام الزوبعي في حديث لـ\"السومرية نيوز\"، إن \"القائمة العراقية فشلت ولم تقدم أي شيء ملموس خلال محاولاتها التي بدأتها منذ شهرين في تشكيل تحالفات مع الكتل البرلمانية الفائزة، بل وأصبحت فرصتها في تشكيل الحكومة ضعيفة ومتلاشية، لاسيما مع قرار المحكمة الاتحادية التي قضت بأن الكتلة الأكبر برلمانيا لها الحق في تشكيل الحكومة\"، معتبراً أن \"فوز العراقية في الانتخابات لم يكن فوزاً بل تقدما بمقعدين، الأمر الذي أعطاها الحق في تشكيل الحكومة وليس فرض مرشح لرئاسة الوزراء\".
وأضاف الزوبعي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الأمنية في حكومة المالكي قبل أن يستقيل من منصبه في صيف2007 مع وزراء جبهة التوافق الخمسة، أن \"القائمة العراقية ومرشحها أياد علاوي لم تكن نقطة جذب للآخرين، لاسيما مع استقطابها الرموز السنية واستبعادها الشيعية من خلال مرشحيها في الانتخابات\"، مبيناً \"كنا نتمنى من العراقية أن ترشح شيعياً في الانبار أو نينوى أو صلاح الدين، لكن هذا الأمر لم يحدث، وبذلك فإن العراقية تعتبر قائمة بغالبية سنية\".
وأوضح الزوبعي الذي يرأس تكتل أبناء الرافدين المنضوي ضمن العراقية، أن \"الأمر بالنسبة لرئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي والذي تعتبر فرصته بعدم تولي رئاسة الوزراء متناظرة مع فرصة رئيس العراقية إياد علاوي\"، معتبراً أن \"تشكيل الحكومة سيكون من نصيب مرشح تسوية يقدمه التحالف الوطني الذي يجمع دولة القانون مع الائتلاف الوطني، إضافة إلى أن فرصة هذا المرشح ستزداد بالفوز في حال حصل على دعم الائتلاف الوطني\".
وأكد الزوبعي أن \"مراهنة المالكي على ولاية أخرى تعتبر مغامرة خاسرة، لأن الشعب العراقي غير مستعد للمغامرة لأربع سنوات قادمة مع حكومة لم تحقق له الأمن والسيادة والخدمات\"، مضيفاً أن \"كل من يقول إن الأمن تحقق في العراق هو واهم؛ والدليل على ذلك العنف الذي ضرب زيارة الكاظمية في بغداد قبل أيام الذي أودى بأكثر من 450 شخصاً بين شهيد وجريح\".
وبين الزوبعي أن \"من يتحدث عن وجود الأمن في البلاد يستحي من ذكر رقم ضحايا زيارة الكاظمية، الذي يأتي بالرغم من الجهد الكبير الذي تقدمه الداخلية والدفاع للتصدي للإرهاب وقتل واعتقال قيادات القاعدة، لكن مع ذلك فإن الأمن ما زال هشا وما زالت العبوات اللاصقة تتصيد بالمسؤولين\".
مؤتمر السبت سيكشف أسرار تأخر تشكيل الحكومة
ولفت القيادي في القائمة العراقية سلام الزوبعي إلى ان عرقلة تشكيل الحكومة وراؤه أسباب وأشخاص غير معلنة، ملوحا بأنه سيعقد مؤتمراً صحافيا يوم غد السبت ببغداد \"لكشف أسرار وأسباب تأخر تشكيل الحكومة الأشخاص الذين يقفون وارء الأزمة لتقديمهم إلى العدالة\".
وأكد الزوبعي أنه \"سيقوم بتقديم مبادرة تساهم في تسريع تشكيل الحكومة\"، مبيناً بهذا الصدد أن مبادرته هذه (التي لم يكشف عن تفاصيلها) \"عُرضت على كل الشركاء السياسيين الذين بدورهم أيدوا تطبيقها وعلى رأسهم الكرد، بعدما فشل المفاوضون السياسيون إلى الآن بالخروج بنتيجة لتشكيل الحكومة\" بحسب قوله.
وحمل الزوبعي الحكومة الحالية \"المسؤولية عن الكثير من الأخطاء لأنها بقيت مرهونة في مشروع سياسي غير ناضج، والذي بدوره خلف أزمة في العراق\"، بحسب قوله، ولفت إلى أن \"هناك كثيراً من السياسيين لا يريد أن يكون في المنظومة السياسية، بل أن يكون رمزا سياسيا، ويصرف الملايين من اجل الوصول للبرلمان، ثم يصرف الدماء للخروج منه البرلمان، وهذا أمر ملفت للانتباه\".
وأوضح الزوبعي أن \"الرموز السياسية كانت تحشد الطاقات من اجل الدخول للبرلمان، والآن تخلق أزمة من اجل الخروج منه، لأن الدخول في الحكومة هو الخروج من البرلمان، فهناك خلط في الأوراق والديمقراطية، وعلى العراقيين أن يعرفوا أن هناك ثلاثة مسارات في العمل السياسي، وهو عمل سياسي في المنظومة السياسية، وعمل برلماني تشريعي وعمل حكومة تنفيذي\"، مؤكداً أن \"الشعب العراقي أصبح أكثر وعيا ونضجا، ونحن متفاؤلون بمشروع وطني ناضج سيخرج في الفترة المقبلة\".
وتشهد الساحة السياسية بالعراق أزمة دستورية حاليا، بسبب خرق المهلة التي حددها الدستور بعد فشل البرلمان بانتخاب رئيسه ونائبيه ورئيس للجمهورية، وتأجيل جلسته، ما حدا برئيس الجمهورية المنتهية ولايته إلى الطلب من القضاء العراقي إبداء الرأي في دستورية المرحلة المقبلة، ورد مجلس القضاء الأعلى بالسماح لرئيس الجمهورية بالاستمرار بصلاحياته لحين انتخاب رئيس آخر، مع الاعتراف بالخرق الدستوري الذي وقع.
أقرأ ايضاً
- التنفيذ تم فجرا.. العراق يعدم "11 مدانا بالإرهاب"
- الإعلام والاتصالات تعلن مباشرة "شركة عالمية" بتدقيق إيرادات شركات الهاتف النقال
- إتفاق سياسي على إنتخاب رئيس جديد للبرلمان الأربعاء المقبل.. فهل ستحل الأزمة؟