- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
القزم ، والعراق العظيم / الحزء الأخير
بقلم: عبود مزهر الكرخي
نستكمل هذه العلاقة بين الأكراد وبالذات عائلة البارزاني والصهاينة حيث يؤكّدها أيضاً الباحث الأميركي "إدموند غريب" في كتابه «القضية الكردية في العراق»، الذي يكشف أنه «في عام 1972، كان الأكراد ينقلون معلومات شاملة عن الجيش العراقي إلى كل من الاستخبارات الإيرانية والإسرائيلية». فضلاً عن عملية تهريب اليهود العراقيين التي جرى القسم الأكبر منها في أوائل السبعينيات عبر شمال العراق إلى إيران فإسرائيل. وقائع كشف جزءاً منها محمد حسنين هيكل، الذي نقل عن عقراوي وعبيدالله برزاني (وكانا على خلاف مع مصطفى) قولهما إن «الإسرائيليين يرافقون ملا مصطفى باستمرار، ويتصلون مباشرةً باللاسلكي مع إسرائيل، ويقومون بأعمال تجسس في العراق». ويضيف هيكل: مسعود البرزاني عراب الفتنة الشيعية السنية ونهايته باتت وشيكة
بدوره، كتب الصحافي الأميركي "جاك اندرسون" أنّ «ممثلاً سرياً لإسرائيل كان يتغلغل عبر الجبال في شمال العراق شهرياً خلال هذه الفترة لتسليم مصطفى برزاني مبلغ 50$ ألف دولار من إسرائيل».(1)
وكان أول اعتراف إسرائيلي رسمي بالتعاون الإسرائيلي مع قادة أكراد العراق في 29/9/1981 عندما انهارت حركة برزاني. وقتها أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن أن «إسرائيل قدمت الدعم إلى برزاني طوال عشر سنوات من عام 1965 إلى عام 1975»، عندما اتفقت بغداد الصدامية وطهران الشاهنشاهية على الأكراد.(2)
ويقول الييف سكرتير حزب العمل الصهيوني في بداية السبعينيات انه وصل الى حاج عمران في شمال العراق على رأس وفد صهيوني وقد نظمت الزيارة بواسطة احمد الجلبي وهو عميل صهيوأمريكي وايراني طائفي صفوي مزدوج وكان ذلك عام 1972م، انه كان بانتظارنا (كما يقول الييف) بعض مساعدي البرزاني وبعد قضاء ليلة هناك اخذونا على البغال الى المقر السري للبرزاني في الجبال... ((اول و افضل من ساعدنا ساعة الشدة ـ ويقصد البغال!!))ثم قدم البرزاني خنجره الخاص هدية لي (اي الى الييف) واعطاني خنجرا اخر وناقشنا خلال اللقاء المساعدات الصهيونية للعصابات البرزانية، وقد قال البرزاني لي (والكلام مازال لالييف)، "ـ ارجو ابلاغ رئيس الوزراء والوزراء الصهاينة اننا اخوة وسوف لن ننسى افضالكم ولن ننسى للصهاينة ما قدموه لنا ". الجدير بالذكر أنه عندما كشف الييف هذه المعلومات في 1978م كان البرزاني مريضا و مسلوب القوى يعيش ايامه الاخيرة (سجينا) لدى وكالة المخابرات المركزية الامريكية متنقلا ما بين الفندق والمستشفى في واشنطن.... ويضيف الييف أن عضو الكونغرس الامريكي ستيفن سولارز اليهودي قد ابلغه بانه يتمنى أن لا تكون نهاية البرزاني انتهاء للعلاقة بين الاكراد وبين الصهاينة.(3)
ويفيد تقرير «الجزيرة» أن «حلقة الضغط من أجل علاقات طبيعية ومتميزة بين بغداد وتل أبيب تتكوّن من ست الشخصيات السرية مع إسرائيل. وتتردّد هذه الشخصيات على انفراد على تل أبيب عبر مطارات أوروبية ومن تركيا، ومنهم مسعود برزاني وجلال طالباني ورئيس ميليشيات البيشمركة، الذي اعتاد زيارة إسرائيل عندما أقام في مستشفياتها في آب 2004». ويضيف إنّ «إياد علاوي وافق، عندما كان رئيساً لوزراء العراق، على فتح سفارة لإسرائيل قرب السفارة الأميركية في منطقة القصر الجمهوري»، مشيراً إلى أن «طالباني دعا في مقابلة له مع قناة إسرائيل الثانية رجال أعمال إسرائيليّين إلى الاستثمار في العراق».(4)
ولعل أشمل التقارير الحديثة ما نشرته «يديعوت أحرونوت» في 1 و2 كانون الأول عام 2005، إذ قالت إن «الشركات الإسرائيلية بنت في منطقة صحراوية نائية في شمال العراق موقعاً سرياً يتخذ الرمز (Z)، يستخدم لأغراض تدريبية». وأضافت إنّ وحدات من قوات النخبة الإسرائيلية بدأت عملياً التدفق إلى شمال العراق عام 2004 عبر الحدود التركية، حيث كانوا يتظاهرون بأنهم مهندسو طرقات وخبراء زراعيون. بقي الأمر يجري على هذا النحو إلى أن أدرك الأكراد أنّ الاستخبارات الإيرانية كشفت الموقع Z، وخشوا من أن تختطف بعض الإسرائيليين، ويتحول الأمر إلى فضيحة، فأغلقوه. هناك أيضا التقرير الشهير لسيمور هيرش في «نيويوركر» في حزيران 2004، الذي أكد أنّ الإسرائيليين «يدرّبون وحدات الكوماندوس الكردية، ويقومون بعمليات سرية في المناطق الكردية في سوريا وإيران».
ومن المؤشرات على العلاقات الحميمة التي تربط الأكراد بالإسرائيليين صدور مجلة «ئيسرايل ـ كورد» (إسرائيل ـ كرد) في كردستان في تموز 2009.(5)
يقول وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، آفي ديختر، في محاضرة عن الدور الإسرائيلي في العراق بعد احتلاله عام 2003، «لقد حقّقنا في العراق أكثر مما خطّطنا وتوقعنا»، مشيراً إلى أنّ «ذروة أهداف إسرائيل هي دعم الأكراد بالسلاح والتدريب والشراكة الأمنية لتأسيس دولة كردية مستقلة في شمال العراق تسيطر على نفط كركوك وشمال العراق». ويضيف إنّ «هناك التزاماً من القيادة الكردية بإعادة تشغيل خط النفط من كركوك إلى خط IBC سابقاً عبر الأردن، وقد جرت مفاوضات أولية مع الأردن، وجرى التوصل إلى اتفاق مع القيادة الكردية، وإذا ما تراجع الأردن، فهناك البديل التركي، أي مدّ خط كركوك ومناطق الإنتاج الأخرى في شمال العراق إلى تركيا وإسرائيل، أجرينا دراسات لمخطط أنابيب للمياه والنفط مع تركيا، ومن تركيا إلى إسرائيل».(6)
وكشفت عنه صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية أول أمس، حين أكدت أن 75% من واردات الكيان الصهيوني من النفط تصل من كردستان العراق، وبحسب الصحيفة فالعلاقات بين "إسرائيل" والقيادات الكردية العراقية ذات جذور تاريخية عميقة تمتدّ لعقود..(7)
يجزم معلق الشؤون العسكرية ألون بن دافيد أن دولة كردية تضم أجزاء من العراق وإيران وسوريا وتركيا ستمثل "حليف الأحلام بالنسبة لإسرائيل".(8)
ويؤكد الجنرال عوزي ديان، رئيس مجلس الأمن القومي وقائد شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي الأسبق، أنه تحدث عن دور الدولة الكردية المهم في محاصرة أنقرة وطهران، على اعتبار أن مثل هذا الدور يقلص من قدرة هاتين الدولتين للتفرغ للاهتمام بالصراع مع إسرائيل مستقبلا. مع العلم أن إسرائيل استخدمت إقليم كردستان في العمل ضد إيران، حيث كشفت وسائل إعلام أجنبية أن جهاز الموساد اتخذ من "كردستان" منطلقا لتنفيذ عمليات سرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وكانت تقارير اوروبية قد ذكرت مؤخرا ان البرزاني حصل على ضمانات اسرائيلية اذا نفذ عملية السيطرة على محافظة كركوك واستولى على ابار النفط فيها، وان ” معهد يافي ” الاستراتيجي الاسرائيلي هو من قدم استشارات استراتيجية للبرزاني عبر مستشارين امنيين تقضي بدعوته الى عدم التفريط بأية فرصة متاحة لاحتلال كركوك والسيطرة على ابار النفط فيها، وتعهدت له بتكوين ” لوبي من شركات النفط العالمية ” للدفاع عن سيطرته على كركوك ونفطها ضد اي ضغوط او تهديدات عسكرية قد تلجا اليها الحكومة الاتحادية..(9)
الأصل اليهودي لعائلة البارزاني
ولو تناولنا مثال واحد من يهود كردستان البرزانيين لكانت المرشدة الدينية (أَسْنَاتُ البرزانية) التي وُلدت سنة (1590) م وعاشت في كردستان العراق حتى سنة (1670) م. كانت ابنة الحاخام (صموئيل بارزاني) في كردستان وتزوجت في وقت لاحق من الحاخام يعقوب مزراحي الذي كان رئيساً لمدرسة دينية يهودية في العمادية وكان أستاذاً فيها.
كانت أَسْنَاتُ البرزانية مشهورة لمعرفتها شرائع التوراة والتلمود وبعد وفاة زوجها في وقت مبكر أصبحت رئيسة المدرسة الدينية في العمادية وأستاذة كبيرة فيها لأنها كانت من أكبر العلماء العارفين بشرائع التوراة في كردستان. سأكتفي بهذا النص على قلته لأن فيه دلالات كثيرة للقارئ.(10) وهناك إشارات كثيرة عن ان عائلة البارزاني عائلة يهودية الأصل وهذا التناغم ما بين عائلة البارزاني وإسرائيل لم يأتي من فراغ بل توجد العديد من الدلائل التي تؤكد من ذلك ولكن نحن سوف نورد دليلين للمثال لا الحصر.
فمن المعاصرين فإن المؤرخ التركي أحمد أوجار فجر قنبلة كردية دفعت عائلة برزاني إلى محاولة اغتياله، فقد امتلك وثائق تؤكد أن (البرزاني يهودي) وذكر أن البروفيسور الكردي
يؤكد السيد البروفيسور الكردي اليهودي يونا سابار…….. الاستاذ بجامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس ………..هذه الادعاءات في كتابه الأخير, وكذلك فان المؤرخ احمد أوجار عندما بحث في الأرشيف العثماني أكد وجود وثيقة دامغة تظهر أن حاخاما يهوديا باسم سلوم برزاني نفي أولا إلى سلانيك, ومن ثم رحل إلى القدس, ولم يكتفي بذلك.
لكن كتاب البروفسور يونا صابار احتوى وثائق اخرى هامة وغريبة وصادمة, لكن اهمها وأغربها وأكثرها حساسية هي ما تتعلق بعائلة البرزاني, حيث ان معلومات البروفيسور سابار تؤكد ان عائلة البرزاني كانت من أشهر العائلات التي تعيش في المنطقة في القرنين السادس عشر والسابع عشر, ولاقت هذه العائلة اعتبارات هامة وجدا نظرا لدور الحاخامات من أبناء هذه العائلة في بناء وتطوير مؤسسات التعليم والتدريب اليهودية, التي وصلت لدرجة أن الطلاب اليهود كانوا يأتون من مصر وباقي الدول للتعلم في هذه المدارس, حتى أن الحاخام (ناتانيل برزاني) كان يمتلك مكتبة غنية نادرا ما يتواجد مثلها عند شخص آنذاك, وكانت الكتب عبارة عن مخطوطات كتبت بخط اليد.
وكذلك نشرها أيضا, اليهودي يونا سابار الاستاذ بجامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس أكد ذلك في كتابه الأخير. وتوجد وثائق دامغة حول هذا الموضوع تناولها الكتاب الذي صدر ونشر في العام 1982 من جامعة yale تحت عنوان (الأدب الشعبي ليهود كردستان – انطولوجيا) للكاتب البروفيسور يونا سابار اليهودي الكردي، عضو الهيئة التدريسية في جامعة كاليفورنيا فرع لوس انجلوس، يتناول بمجمله حياة اليهود الكرد في شمال العراق. احتوى هذا الكتاب على وثائق اخرى هامة وغريبة وصادمة اهمها وأغربها وأكثرها حساسية هي ما تتعلق بعائلة البرزاني.(11)
ومن هنا فان دعوة الاستفتاء والانفصال لكاكا مسعود لم تأتي من فراغ بل كانت وليدة عدة عقود من التحالفات مع الصهاينة والذين مهدوا لها الصهاينة ليزرعوا كيان لقيط جديد في العراق حاله حال إسرائيل وليكون قاعدة متقدمة لهم ولأمريكا ضد إيران وكسر الهلال الشيعي الذين يسمونه في تلك المنطقة وقد قدمت هذه الحقائق لأتركها بين القارئ ليعرف مقدار الخطر القادم على العراق وشعبه من تكوين هذا الكيان المشوه والذي يبدو ان رجالنا من الحكومة والسياسيين من مزدوجي الجنسية الذين لا يهمهم من العراق ومصالحه باي شيء من الأشياء ومعهم شعبنا العراقي الصابر الجريح والذي ومن خلال مقالنا ننبه بخطورة ما يجري من مخطط تأمري على البلد والشعب والذي حذرنا منه منذ عقود طويلة ولكن يبدو أننا لم نجد آذان صاغية لذلك ولا حياة لمن تنادي ونضع مقالنا البحثي المتواضع لتوضيح الخطر الداهم على العراق ونقول اللهم بأننا قلنا فاشهد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ أصل الأكراد ـ الجزء الثالث والأخير. الجزء الثالث والأخير. بقلم: د. حنان اخميس- علاقات دولية. وزارة الخارجية الفلسطينية –الدائرة السياسية/عمان. العلاقة الكردية الإسرائيلية.
2 ـ الكتاب: التغلغل الإسرائيلي في العراق المؤلف: محمد الحوراني عدد الصفحات: 256الناشر: مركز الراية للتنمية الفكرية، جدة الطبعة: الأولى 2006.من موقع الجزيرة > كتب.
3 ـ مقال تأريخ حزبي طالباني وبارزاني مـع الموسـاد...د. عماد محمد الحفيّظ. موضوع: تاريخ البرزاني و الموساد من ويكيلكس (. كردستان) الجمعة يناير 18, 2013.
4 ـ الكتاب: التغلغل الإسرائيلي في العراق المؤلف: محمد الحوراني عدد الصفحات: 256الناشر: مركز الراية للتنمية الفكرية، جدة الطبعة: الأولى 2006.من موقع الجزيرة > كتب.
5 ـ ومن مقال لإيلي شلهوب اسرائيليات العدد ١١٦٣ الجمعة ٩ تموز ٢٠١٠. جريدة الأخبار اللبنانية.
6 ـ نفس المصدر. وفي عدة مواقع منها موقع المنتدى العربي للدفاع والتسلح من مقال(الموساد في كرد الموساد في كردستان الموضوع في 'حرب الجواسيس والمخابرات Espionage and Intelligenc' بواسطة لواء طبيب, بتاريخ 9 يوليو 2010. منتدى الجيش العربي Arab Army Forum :: الأقســـام العسكريـــة :: مواضيع عسكرية عامة - General Topics. موضوع عن عمليات الأنفال.
7 ـ من خبر على موقع قناة العالم. من أين تستورد "اسرائيل" النفط؟ الأثنين 24 أغسطس 2015. العراق/ السياسة.
8 ـ صحيفة معاريف الصهيونية بتاريخ(30-6-2015).
9 ـ الكتاب: التغلغل الإسرائيلي في العراق المؤلف: محمد الحوراني عدد الصفحات: 256الناشر: مركز الراية للتنمية الفكرية، جدة الطبعة: الأولى 2006.من موقع الجزيرة > كتب.باب محاصرة تركيا وإيران.
10 ـ من مقال الكرد ودورهم في معركة الظهور. حرب المياه الجزء الثاني. ايزابيل بنامين ماما اشوري. نقلا عن موقع المجلس اليهودي الامريكي American Jewish Committee دراسة عن تاريخ يهود كردستان.
11 ـ هذا الكاتب الكردي اسمه (البروفيسور ارييل صابر)وهو صحفي ومؤلف وكاتب واخيه اسمه (شالوم صابر)باحث في الفلكلور اليهودي وكتابه حاز على جائزة النقاد للكتاب في الولايات المتحدة عام 2008 والذي كتبه ارييل صابر واسم الكتاب (جنة ابي) الابن الذي يبحث عن الماضي والذكريات في كردستان العراق.