- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحالم العثماني وسهام الطائفية
حجم النص
شهاب آل جنيّح اردوغان في حديث متلفز، يصف الحشد الشعبي بانه عبارة "مجموعات إرهابية"، وهذا التعدي الجديد لم يكن الأول، فقد سبق بعدة تصريحات تستهدف العراق ووحدته الوطنية، والغريب في الأمر، أن في كل مرة يتجاوز فيها هذا العثماني المغرور على العراق، نرى الرد الباهت للحكومة العراقية عليه، والذي لا يرقى لحجم وطبيعة الإساءة. اردوغان ووزير الخارجية الإماراتي، وكذلك وزير الخارجية السعودي، كل هؤلاء لهم خطاب واحد تجاه الحشد الشعبي، ويصفونه بـ"الإرهابي" وهم يعلمون أن هذه التشكيلات العسكرية، هي جزء من القوات المسلحة العراقية، وقد تم التصويت على قانونها في البرلمان العراقي، وهي منذ تأسيسها وإلى الآن مازالت تقاتل الإرهاب، المتمثل بـ"داعش" فلماذا هذا الخطاب المتعدي، من قبل اردوغان وغيره على مؤسسات عراقية رسمية؟ الحقيقة أن الرئيس التركي يعاني من أزمات متعددة، داخلية وخارجية، منها بداية تراجع لمشاريعه الداخلية، وتزايد المعارضين له ولحزبه داخل تركيا، ويتضح ذلك في محاولة الانقلاب الأخير، التي قادها مجموعة من الضباط الترك، وما تبعه من اعتقالات ومداهمات وتفجيرات؛ هددت تركيا وأمنها. إضافة إلى نتائج الاستفاء الأخير على التعديلات الدستورية، الذي بين حجم المعارضة الكبير لاردوغان، وحزبه فقد كان الفارق بينه وبين معارضيه، أقل من 2% من حجم المصوتين. العلاقات التركية الخارجية، تشهد تراجعا كبيراً بداً من العداء المعلن من قبل اردوغان، تجاه النظام المصري وكم التصريحات المسيئة له، وليس انتهاءً بالعداء لسورية والعراق، وبعض دول الاتحاد الأوربي، خاصة هولندا التي تأزمت علاقتها مع نظام اردوغان، بعد منعها لتجمعات المؤيدين للتعديلات الدستورية. اردوغان الحالم العثماني، لايتوانى في الإساءة للعراق مراراً وتكراراً، والغريب أن هذه الإساءات، تمر على الحكومة العراقية مرور الكرام، فهذا التعامل الحكومي العراقي مع اردوغان، لا يرقى لحجم التجاوزات، التي تستهدف العراق ووحدته الوطنية وقواته الرسمية، وفي قبال ذلك نجد المواقف الصارمة من قبل مصر وهولندا، وحتى سورية تجاه أي تجاوزات تركية تستهدفهم. التصريحات التي تستهدف الحشد والجيش العراقي، غالباً ماكانت تهدف لزرع الفتنة، بين العراقيين الذي يواجهون خطر "داعش" ويقاتلونها سوية، وهذه التصريحات لاتقل خطراً عن الإرهاب، إن لم تكن أكثر خطرا؛ لأنها تحدد السلم الأهلي ووحدة الشعب والأرض، فهي ليست سوى سهام طائفية، ترمى من خارج الحدود، تستهدف وحدة العراق وتعايش أهله. الحشد الشعبي تشكّل للدفاع عن العراق، وهو جزء من منظومة القوات المسلحة العراقية، وقد تم التصويت على قانونه في مجلس النواب، وهذا يعني أن الإساءة إلى هذه القوات، هي إساءة للعراق والعراقيين، وعلى الحكومة أن تواجه تجاوزات اردوغان أو غيره، بكل الطرق الدبلوماسية، سواء بمجلس الأمن أو الجامعة العربية لتضع حداً لتجاوزاته، كي لايكون العراق صيداً سهلاً، لهذا الحالم العثماني أو غيره.
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- من هو المسؤول عن اثارة النعرات الطائفية في مرقد أبو حنيفة النعمان
- الطائفية في الوثائق العثمانية