حجم النص
د. رؤوف محمد علي الانصاري لابد من القول ان حزب البعث ونظامه القمعي والمتخلف عمل خلال فترة حكمه للعراق على إغلاق جميع منافذ الحياة الانسانية ليبقى العراقي يعيش تحت رحمته لأكثر من ثلاث عقود مضنية وقاسية، وبعيداً عن حركة التطورات الحاصلة في دول العالم، وقد كان لهذا الحزب، والأحزاب العراقية التي شاركت في السلطة بعد سقوطه عام 2003م من قبل قوات التحالف الدولي... ذات برامج وطروحات خاوية، تفتقد الى رؤية علمية واضحة المعالم لإدارة مؤسسات الدولة، وتفتقر الى عقلية قديرة وارادة حقيقية تنسجم مع الحاجة الملحة للبلاد والى حركة البناء والتنمية، فإتجهت سياساتها وتركزت على تهميش وإستبعاد الكوادر والنخب العلمية والثقافية العراقية الحقيقية والنزيهة على مدى أكثر من أربعين عاماً، مما تسبب في هجرتها رغماً عنها، لتساهم في خدمة بلدان أخرى، وأغنت تلك البلدان وإزدانت بإبداعاتها في مختلف الحقول والميادين. ان العراق اليوم بحاجة الى الكوادر والنخب (التكنوقراط) المجددين والمبدعين والأكثر علماً وتخصصاً في مجال المهام المنوطة بهم، وهم غالباً غير منتمين للأحزاب، الذين سيبقون دائماً أمل العراقيين والأداة الأساسية لبناء بلدهم وتطويره ليلتحق بركب المدنية والتقدم والازدهار الذي تشهده معظم دول العالم، وفق أسس علمية متوازنة، تحقق نمائه وتطوره، وإصلاح وتحديث هياكله وبنيته التحتية، وتوفير كافة المستلزمات الضرورية لإسعاد المجتمع.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟