الرياضة العراقية وعلى مختلف الفعاليات حققت إنجازات كبيرة خلال الفترة القليلة الماضية رغم ضعف الامكانيات التي خصصت لها من قبل الدولة . وكانت باكورة تلك الانجازات هي قرار الفيفا برفع جزئي لحضر اللعب في أرض العراق حيث إستطاعت مدينة أربيل العراقية من إستضافة تصفيات أسيا للشباب بنجاح وبشهادة المعنيين في الفيفا الذين سارعوا الى مفاتحة العراق لاستضافة نهائيات أسيا .
غير ان قرار الحكومة العراقية بحل الاتحاد المركزي لكرة القدم أدى الى ضياع الكثير من تلك الانجازات كما يؤكد ذلك عضو الاتحاد هادي جواد الذي اجرى موقع نون لقاء خاصا معه للتعرف على أسباب لجوء الحكومة العراقية الى قرارها وطرحنا عليه السؤال التالي :
س ماهي الاسباب التي ادت الى حل الاتحاد العراقي ، وهل كان قرارا صائبا أم متسرعا ولماذا ؟
ج طبعا القرار لم يكن صائبا وكان مستعجلا بعض الشيء وكان على السيد رعد حمودي ان يتانى بهذا القرار لانه أثر بشكل كبير على العديد من الفرق العراقية منها حرمان منتخب الشباب وكذلك منتخب الناشئين من المشاركة في نهائيات أمم أسيا بالاضافة الى منتخب خماسي الكرة والمنتخب الاولمبي الذي لديه إستحقاق في الشهر الرابع من العام القادم الى جانب المنتخب الوطني العراقي بكرة القدم بطل أسيا الذي صعد بشكل اوتوماتيكي الى نهائيات أمم أسيا لحصوله على المركز الاول في البطولة السابقة كذلك الحرمان من المشاركة في بطولة قطر للاشبال التي تسمى ببطولة رؤيا بن همام .
كما أدى القرار الى منع مشاركة العراق في بطولة الاندية الاسيوية حيث لدينا إستحقاق لناديي أربيل والنجف .
س ما صحة الدعوى التي رفعها نادي أربيل ضد الاتحاد العراقي لكرة القدم ؟
ج نعم هناك دعوى مقامة ضد الاتحاد بسبب أن نادي أربيل يستعد لبطولة الاندية الاسيوية إستعدادا جيدا وصرف مبالغ طائلة وصلت الى أكثر من (ثلاثة مليارات دينار عراقي ) منها تقوية البنية التحتية للملاعب ، فما ذنب هذا النادي الذي يشقى ويتعب من اجل تحقيق نتائج طيبة قد تفرز عنها مواهب جديدة ربما سيكون لها الحظ الاوفر في اللعب بالدوري الاوربي مثلا من خلال المباريات الخارجية التي سيخوضها النادي .
وهناك نقطة مهمة جدا يجب الاشارة اليها وهي أن العراق إستطاع بعد جهد كبير من جلب بطولة مهمة وهي تصفيات أسيا التي جرت مؤخرا في إقليم كردستان في محافظة أربيل والتي كلفت مبلغا كبيرا من ميزانية الاقليم بلغ ( 800 ) الف دولار حيث تمكنا من رفع الجزء الاكبر من الحضر على الكرة العراقية ، ودليل نجاح أربيل في إستضافة هذه التصفيات هي العرض الذي قدمه الاتحاد الاسيوي وبشكل ترحيبي على العراق بإستضافة نهائيات أسيا ، فكيف يمكن بعد كل هذه الانجازات ان ناتي ونحل إتحاد كرة القدم بهذه السهولة ؟
ولمعلومة مهمة فأن هناك أربع إتحادات إعتبرت من أفضل الاتحادات الاسيوية وهي العراق وأيران واليابان والامارات ومن المحتمل ان يكون العراق الاول او الثاني من بين تلك الاتحادات لعام 2009 وهو مشروع مطروح حاليا في إجتماع يقام في ماليزيا .
س برأيك الان هل تستطيع الهيئة الادارية الجديدة ان تدير دفة الاتحاد العراقي وهل تستطيع ان تنجز ما انجزه الاتحاد السابق ؟
ج نحن نامل ان تتدبر الامور وتتمكن من إدارة الدوري العراقي ، ولكن العمل الاداري هو موهبة وكيفية تعامل الانسان مع الاحداث وليس عمل عادي كإدارة نادي معين أو فريق شعبي ، هذا الاتحاد يمثل ثلاثين مليون عراقي وعنده إستحقاقات، وإذا كان تفكير البعض ان التراجع يمكن أن يكون لسنة او سنتين حتى يمكن السيطرة على الامور ، أنا أعتبر ان هذا التفكير خاطىء لان دول الجوار سيتفوقون علينا كثيرا من ناحية الاعداد والعمل وهذا سيأخر البلد الى أكثر من ثلاثين سنة لاسيما ونحن دخلنا حديثا للمنافسة خلال السنتين أو الثلاث الماضية ، وعليك ان تعلم أننا حققنا إنجازات كبيرة فنحن في بطولة غرب أسيا الاول وفي أسياد أسيا الثاني وفي أمم أسيا الاول وفي بطولة أثنا الرابع على العالم ، كما شاركنا في بطولة القارات كأفضل ثمان فرق في العالم حيث أستطاع العراق ان يخسر بفارق بسيط امام أسبانيا التي تمتلك من الموارد واللاعبين قد تصل في بعض الاحيان ميزانية أحدهم بقدر ميزانية وزارة الشباب والرياضة العراقية وهذا بحد ذاته إنجاز عظيم للكرة العراقية .
س معظم الدوريات في المنطقة العربية وحتى الاوربية ربما بدأت المرحلة الثانية فيها ولكن العراق لم يحسم أمره حتى الان بخصوص إنطلاق الدوري ، الا ترى ان ذلك سيؤثر على نفسية اللاعبين والمدربين على حد سواء ؟
ج حقيقة عملنا إجتماع للهيئة العامة لفرق المجموعة 43 وأستدعينا اندية بغداد التي قررنا ان تكون مجموعة واحدة حتى لاتكلفهم مبالغ كبيرة يصعد منهم ثمانية ونصف وهناك مباريات من مجاميع أخرى حتى يتم رفع فريق واحد من تلك الانصاف ، بمعنى اخر أعطينا اندية بغداد فرصة أوسع وحددنا الموعد بأن يكون يوم 16 / 10 / 2009 لانطلاق الدوري العراقي وكذلك بالنسبة لفرق الفرات الاوسط والجنوب وفرق كردستان والمنطقة الغربية وأبلغناهم بالموعد بعد إجراء القرعة امام وسائل الاعلام ، ولكن بعض التدخلات من شخصيات لاأريد ان أذكرها هنا ادت الى تاجيل الموعد الى اجل مسمى .
س هذا يقودنا الى سؤال وهو هل هناك مزج بين السياسة والرياضة ، والى أي مدى تقبلون انتم في الاتحاد بهذا الامر ؟
ج نحن لانقبل بان تكون الرياضة منبرا سياسيا ، الرياضة للرياضيين وانا أذكر لك حادثة معينة تفاجئت عند أحدى البطولات في القاعات المغلقة قبل إنتخابات مجالس المحافظات حاولت بعض الشخصيات السياسية والعشائرية ان تتدخل من خلال بعض الهدايا التي أردوا تقديمها للرياضيين لكنني منعت هذا التصرف كي تبقى الرياضة بعيدة عن السياسة ، ونحن في إتحاد كرة القدم لن نسمح لاي حزب سياسي ان يتدخل أو يدخل كشريك في عمل إلاتحاد لان هذه الحصة هي للرياضيين الذين ناضلوا في هذا المجال سنوات طوال ورفعوا أسم العراق عاليا وليس لرفع أسم حزب معين على أخر \". إضافة الى ذلك السياسيون أنفسهم إكتشفوا أن الرياضيين ليسوا بالطعم السهل الذي يمكن أن يبتلع خاصة مع قرب الانتخابات حيث عرضت الكثير من الاحزاب السياسية على بعض الرياضيين الحضور الى حفلات خاصة لكنهم خسروا تلك المحاولات لان عزم الرياضيين العراقيين هو البقاء بعيدا عن هذ ا المضمار وان يكونوا حصة كل عراقي وليس لفئة او طائفة معينة .
س كابتن هادي ، هل انت مع بقاء 43 فريق في الدوري المقسم الى أربعة تقسيمات ؟
ج أولا : الغرض من توسيع الدوري الى هذا العدد هو تقوية البنية التحتية ، لناخذ مثال على ذلك محافظة كربلاء لو لم يكن هناك نادي الهندية ضمن فرق الدوري لم يخصص مجلس المحافظة مبلغ مئة مليون دينار له بالاضافة الى رواتب شهريا تبلغ سبعة ملايين دينار وهذا ما أدى الى ترميم ملعب نادي الهندية ، كذلك ما حصلوا عليه من منح من قبل شيوخ العشائر لتشجيعهم على تقديم الافضل \". وقد أبلغت إدارة نادي الهندية بإعتباري مسوؤل منطقة الفرات الاوسط أنه في حال لم يتم ترميم الملعب الخاص بهم بشكل لائق ستنقل مبارياتهم الى ملعب كربلاء ما دفعهم الى تحسين البنية التحتية للملعب الذي أصبح الان جاهزا لاقامة المباريات .
والثانية : توسيع القاعدة يعني في نادي كربلاء هناك مثلا ثلاثون لاعبا أغلبهم تعاقدوا مع فرق أخرى حيث خسر النادي أغلب لاعبيه وهنا يمكن الاعتماد ان المحافظة ستخلق جيل جديد يمكن الاستفادة منه مستقبلا ، أضف الى ذلك المردود الاقتصادي الذي يمكن ان تحصل عليه المنطقة بإقامة المباريات الكروية وقدوم المشجعين من مختلف المناطق الذي سيخلق نوعا من التجانس بين الفئات المختلفة للشعب العراقي وسيمنح المدينة المضيفة قوة إقتصادية من خلال عمليات البيع والشراء والنقل ، ولعل الاحصائية تشير الى 66% من العراقيين يعشقون كرة القدم لذلك كان لابد من الاهتمام بهذا المجال وتوسيعه لكي نخلق جيل ربما يوازي ما موجود في دول اوربا وأمريكا الجنوبية .
س منتخب الشباب حقق نتائج طيبة خلال بطولة تصفيات أسيا الاخيرة في أربيل ، بإعتبارك المشرف على الفريق ، ما هو سر تألق المنتخب العراقي الشبابي ؟
ج رغم أن المبالغ التي رصدت للمنتخب كانت قليلة والاعداد كان ضعيفا ، لكن طموحنا كان كبيرا من خلال الاهتمام بهذا الفريق منذ ان كان بمرحلة الناشئين قبل أربع سنوات والدليل على ذلك اننا إستطعنا من الفوز على السعودية في الغبر بالدمام 3ـــ0 ثم إستمر الاهتمام بالفريق حيث أقمنا بعد عشرين يوما فقط معسكرات تدريبية في الامارات وقطر وشاركنا في بطولة (ناكاتا )في اليابان وكذلك معسكر اخر في الاردن ، لكننا نفتقر الى البنية التحتية والملاعب التي يمكن ان يتمرن فيها اللاعبون .
مثال على ذلك مدرسة المرحوم عمو بابا لديها عشرة فرق بالاضافة الى منتخب الشباب والمنتخب الوطني والناشئين والبراعم إذا متى تحصل لك الفرصة حتى تتمرن هذا الى جانب أجور النقل البسيطة ما دفعتنا الى تخصيص رواتب للاعبين وهي ( 150 ) الف دينار لكل لاعب بالشهر .
س كنت لفترة مستشارا لوزير الشباب والرياضة ، هل تعتقد أن هناك نية لتطوير المنشآت الرياضية العراقية لتكون على الاقل سبيهة ببعض مثيلاتها في دول الجوار ؟
ج هناك إهتمام من قبل وزير الشباب والرياضة بالبنية التحتية ولكن العمل يحتاج الى المراقبة والاهتمام أكثر لان أفة الفساد الاداري والمالي لازالت موجودة في العراق ، ولكي نصل الى مستوى أبسط المنشآت الرياضية في منطقة الخليج علينا ان نخصص مبالغ مالية طائلة لايمكنني أن أصفها لك ، ولكن مع ذلك هناك إهتمام وربما السنوات القادمة ستشهد تحسن . ولكن لاتقل شبيهة بدول الجوار او الخليج على سبيل المثال لانهم بلغوا مرحلة من التطور في منشآتهم الرياضة . خذ مثلا قطر تمتلك ملاعب مكيفة لايمكن للمتفرج ان يحسن بالحر وحتى االلاعبين بالاضافة الى الارضية التي تكسو ملاعبهم فأنت لايمكنك أن
تصدق انها أرضية طبيعية الا أن تلمسها بيدك ناهيك عن الملاعب المغلقة والقاعات الرياضية الخاصة بالالعاب الاخرى والمسابح ، هذه البلدان خطت خطوات كبيرة في تحسين منشآتها الرياضية ورغم ذلك العراق يتفوق عليها بمختلف الالعاب .
ونحن لانريد ان نلقي باللائمة على أحد ولكن نأمل في المستقبل إنشاء الله أن يتم الالتفات الى منشآتنا الرياضية وتحسينها على أقل تقدير تقديمها كهدية للاعبين المبدعين الذين يحققون إنجازات عظيمة للبلد .
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر