- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ما أشبه الليلة بالبارحة :ملحمة كربلاء ونهجها أنموذجا
حجم النص
د. عبد الهادي الحكيم تمرعلينا هذه الأيام ذكرى ملحمة عاشوراء،حيثتقابل صفان من الأضداد على أرض العراق وجها لوجه، صف يجسد مباديء الإسلام وأحكامه وتعاليمه السامية، وصف يمثل نهج الجاهلية الجهلاء وعاداتها وتقاليدها البالية. صف يجسد قيم السماء العليا متمثلة بالإمام الحسين (ع) وهو يخطب في أرض المعركة فيقول " لم أخرج أشرا، ولا بطرا، ولا ظالما، ولا مفسدا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد... ألا ترون الى الحق لا يعمل به، والى الباطل لا يتناهى عنه... فإني لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما".وصف يقابلهيجسده قول يزيد، وهو يترنم من على منبر خلفية المسلمين، واضعا أمامه رأس الإمام الحسين الشهيد يضرب ثناياهبقضيب - في الموضع الذي كان رسول الله (ص) يقبّله فيه- وهو يتمثل بقول ابن الزبعرى: لعبت هاشم بالملك فلا × خبر جاء ولا وحي نزل صف يمثل أعلى مباديء الإنسانية، ومثلها العليا، وأخلاقها النبيلة، حيثيقف(حسينه)ليسقي الماء بيدهلعطاشىجيش عدوه الزاحف لقتاله، وصف يمنع(يزيده) الماء عن الحسين وعياله وأطفاله ليموتوا عطشا ظنوا بأن قتل الحسينَ يزيد’هم × لكنما قتل الحسين’ يزيدا فكان أن انتصر الحق على الباطل إن الباطل كان زهوقا ثم دار الزمان دورته بعد قرون وقرون ليعيد إنتاج الصراع نفسه، ووفق الخارطة نفسها،وعلى أرض العراق نفسه، وبيننهج الصفين نفسيهما، صف يجسد مباديء الإسلام الحق، متمثلا سيرة إمامه الحسين وأهل بيته (ع)،وصف يجسد قيم الجاهلية الجهلاء متمثلا سيرة خليفته الطاغية يزيد. صف يجسد (حشده الوطني ومتطوعوه) شعار الحسين (ع) هاتفين على لسان مرجعهم الأعلى في خطبة الجمعة الأخيرة: "ايها المقاتلون الابطال من رجال القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الغيارى: انكم في خندق الحق، وعدوكم في خندق الباطل، فكونوا حريصين على رعاية الحق والعدل في جميع خطواتكم..حافظوا على ما تقع تحت ايديكم من الاموال العامة او الاموال الخاصة للمواطنين، واحموا الشيوخ والنساء والاطفال، وكل بريء لا دور له في المعارك..عاملوا الجميع بالرأفة، والرحمة، والانسانية " وصفيهتف (دواعشه)بهتاف أتباع يزيد صارخين: لا تبقوا لأهل بيت رسول الله باقية، يذبحونويقتلون، ويحرقونويشعلون،ينحرون الأطفال الرضع، ويستحلونالدماء المحرمة، يقطعون الرؤوس ويمثلون بالجثث،يهتكون الأعراضويأسرون النساء ويقترفون من الجرائم البشعة ما تأباه الإنسانية وينفر منه الطبع السليم. وإذ أرانا الله جل وعلا وأرى الأجيال سالفة وغابرة من المنتصر حقا من الصفينيوم عاشوراء، ومن المخلّد منهما الى يوم الدين، سيرينا الله عز اسمه، ويري الأجيال اللاحقة من أحفادنا وغيرهممَن المنتصر منا، ومن المخلّد. (فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام)
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر