حجم النص
بقلم:حميد مهدي النجار على امتداد تاريخ المرجعية لم تكن بهذا القرب من هموم وآمال وشؤون الناس وملامسة تطلّعاتهم،وهو أمر فرضه التغيير السياسي الذي اتاح لها أن تتحرك في فضاء الحرية بعد أن كانت منكفأة على نفسها تسير مع الانظمة على حد السكّين وبتوجس وخشية من اختراقها من قبل السلطة ولهذا كانت تتهم احيانا بانها بعيدة عن المقلدين وأنها تفضل الاجانب على اهل البلد وهو أمر فرضه نظام الحكم في العراق القائم على اساس عقائدي وعقلية مخابراتية تتوجس من الدور والتأثير الذي تتمكن من خلاله المؤسسة الشيعية من التحرك بدون أن يكون لها القدرة على استمالتها او تحييدها.. اليوم ومن خلال مرجعية السيد السيستاني تحولت النجف الى صانع قرار ذو أفق لم يستطع الشارع من استشراف اهميته بسب الروح السلبية التي هي نتيجة لترسبات عهود من انعدام الثقه بالنفس وبالذات كأمة لها شأنها وتاريخها.. نعم.. اﻻمة تقدس المرجعية ولهذا لّبت ندائها للجهاد ضد داعش وأذنابها واندفعت بكل قوة وعنفوان أذهل المراقبين للشأن العراقي ولكنها مازالت بعيدة عن اللحظة التاريخية التي ترسم فيها المرجعية أفقاً لدولة مدنية طالما كانت طموحاً وحلماً.. اليوم والمرجعية تدعوا الى الاصلاح ومحاربة الفساد وتدعم تظاهرات خرجت من اجل ذلك نرى تقاعس الناس وسلبيتهم رغم اقرارهم بذلك وشكواهم من تردي الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد! ترى هل نحن في صدد المطالبة بفتوى..الجهاد السياسي..ولو تحقق ذلك هل سيأتي غدا من سيلوم المرجعية ﻻنها تتدخل في التفاصيل وهي في الاساس ترفض ذلك باصرار ووعي.. المرجعية تعرف انها مُرشد ودَليل في هذا المقطع الزمني الحالك من تاريخنا ولكن علينا أن نعرف ايظاً أن حقوقنا علينا أن نأخذها عنوة وبأيدينا وبنزولنا للشارع للمطالبة بذلك فيما يظللنا تأييد ومباركة المرجعية
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً