حجم النص
بقلم: فالح حسون الدراجي لم أستغرب لما حصل لوجيه عباس خلال الأيام القليلة الماضية.. وكي اكون صريحاً، فقد كنت أتوقع الأكبر من ذلك.. لأن نشر مقطع فيديو، يظهر فيه (وجيه عباس) واقفاً الى جانب وطبان التكريتي، أو (جالداً) أحد المواطنين أمرٌ بسيط جداً، وهو برأيي عملٌ فيه الكثير من (المجاملة)، والتساهل مع سيد وجيه.. وثقوا بأني لا أمزح، ولا أسخر من ذلك أبداً. فوجيه عباس يستحق عقوبات رادعة وشديدة من قبل داعش والبعثيين، منها الذبح بسكين عمياء، وبعد الذبح يتوجب حرقه، ثم يوضع في قفص مع (چم أسد جوعان) على (چم ذيب هلكان جوع) لمدة يومين بلياليها، وما يبقى منه (يعني الشعر، والكرعان والـ...!!)، فإني أقترح وضعها في كيس وإرسالها هدية الى من أكتشف مقطع الفيديو!! يا إلهي..! (ذوله أشگد إزواج) لما وضعوا هذا المقطع السخيف على النت، وأعلنوا انهم اكتشفوا (گلاص أبو اليدَّه)، أو أنهم توصلوا الى علاج لحل مشكلة (البواسير) دون إجراء تداخل جراحي، فأنا أعتقد، أن توصّل عباقرة (الگرن) الواحد والعشرين الى إكتشاف هذا الكنز الثمين، وحل هذا اللغز المحير، هو واحدٌ من أهم الإنجازات العلمية التاريخية، وأخطر الإكتشافات الأسفنيكية في تاريخ الإكتشاف.. وحتماً فإن العبقري الذي إكتشف فجأة ان وجيه عباس هو (الجلاد)، الذي يظهر في مقطع الفيديو واقفاً كتفاً الى كتف مع (عمه) وطبان التكريتي وهوالذي يجلد المواطنين في ذلك المشهد الدرامي التعذيبي، هو بلا شك عبقري خارق في النباهة، وعلى الأكاديمية السويدية ان ترصد عبقريته هذه، وتكرمه بجائزة نوبل، بإعتباره مكتشف علاج الغازات المعوية المعمول من مزج مركبات (البطنج) بمركبات زنود الست (زنود الست الأيچة حصراً)!! وهنا دعوني أتخيل لحظة الإكتشاف العظيمة، فالرجل يقيناً لم يصرخ كما صرخ نيوتن حين اكتشف قانون الجاذبية، عندما كان جالساً تحت الشجرة، ووقعت تفاحة على الأرض، فراح يفكر لحظتها ويقول: لماذا لم تصعد التفاحة إلى فوق، وما سبب سقوطها على الأرض، ولماذا سقطت بشكل عامودي ولم تسقط يميناً أو يساراً. ثم يستنتج أن هناك شيئاً أثر على التفاحة وجعلها تسقط، ثم يبدأ البحث عن الأسباب، حتى عرف أن هناك جاذبية على الأرض، تجذب الأشياء نحوها. لذا فإني ومن باب التناظر أقول، أن لحظة إكتشاف نيوتن لقانون الجاذبية تساوي عندي قيمة اللحظة التاريخية التي اكتشف فيها (الأخ) العبقري أن الجلاد (الطويل) في مقطع الفيديو، هو نفسه وجيه عباس. مع فرق بسيط هوأن نيوتن كان قد فكر طويلاً بعد رؤية سقوط التفاحة على الأرض، بينما صاحبنا العبقري أكتشفها (رأسةً) وبدون أي تفكير وهذا يعني (جاجيكياً) ان عبقري الفيديو أعظم من عبقري الجاذبية!! عمي والله مشكلة هاي.. بل مشكلة خطيرة.. ولا أعرف كيف يفسرون الأمور، أو كيف يجرأون بعرضها على الناس بهذه الطريقة الفطيرة والكاذبة والساذجة..؟ نعم..! هناك حق لداعش والبعثيين والفاسدين بتسقيط سيد وجيه، فالرجل كان قد (سقطهم، وعرَّاهم، وطيح حظهم)! ولهم الحق أيضاً بإستخدام كل الوسائل من أجل التسقيط، فعندما يصعب إيقاف اللاعب (ميسي)، يضطر الفريق الخصم لإستخدام كل الوسائل القذرة معه.. ولكن يجب أن يتوفر (بعض) المصداقية في عملية التسقيط، لأنك هنا تحتاج لإقناع الجمهور، والرأي عام، والجمهور بطبيعة الحال لايقتنع بعمل ملفق من الألف الى الياء. لذا يجب عليك ان تكحلها (يعني نص ونص) مو كلها چذب بچذب.. فأحترم عقلية الجمهور، ولا تستهزئ به، او تضحك على (لحيته)، لأنه بالنتيجة سيضحك عليك، وعلى الخلفوك، وها هو اليوم يضحك عليك فعلاً في هذه القضية.. لقد إنقلب السحر على الساحر، وبات الجميع اليوم متعاطفاً مع سيد وجيه بعد ان أدرك ان الفيديو (لا يم السيد.. ولا إحذاليه)، كما يقال المثل في الجنوب العراقي الطاهر!! وهنا اود ان اسأل: كيف يريد العبقري المكتشف إقناع الناس بأن هذا الرجل (الطويل) هو وجيه عباس وليس غيره، ألم يضع في حسابه ان وجيه أقصر من هذا الشخص بأكثر من شبرين. وإن هناك عمليات فنية تقنية تحليلية يمكن إجراؤها لتكبير الصورة ومعرفة وجه وصورة الجلاد في مقطع الفيديو بشكل واضح.. ولماذا لم يفكر هذا العبقري أن وجيه عباس كان ضابط شرطة في مركز شرطة الثورة، وكان يعمل مع مئات المنتسبين من الضباط والأفراد، سواء في مركز الشرطة المذكور، أم في دوائر الشرطة الأخرى، وأن السيد معروف جداً، ومن الممكن ان يشهد له، أو ضده الكثير، حول تهمة العمل في حماية وطبان، أو غير وطبان.. وبما ان الذين قاموا بعملية الجلد والتعذيب في مقطع الفيديو هم أفراد من حماية المجرم وطبان التكريتي.. فقد كان على البعثي المكتشف أن يعرف ان جميع أفراد حماية وطبان وبرزان وسبعاوي، ليسوا من تكريت فحسب، إنما هم من أبناء عمومة وخؤولة صدام أيضاً. خاصة وإنهم يرافقون وطبان حينما يذهب الى البيت ويتطلعون لأفراد العائلة او أنهم يذهبون معه الى مخابئ صدام، او لبيت سبعاوي، او لمحل إستراحة قصي، او لغيرهم. لذا يجب ان يكون كل أفراد الحماية من العائلة الصدامية شرطاً، لكي يستطيعوا الدخول لهذه الأماكن الخاصة. ثم من يصدق أن وطبان إبن صبحة، إخت الطائفي خير الله طلفاح، ياتي بواحد (شيعي وشروگي وفوكاهه سيد)، ويضعه في حمايته الخاصة؟! أخيراً أقول لسيد وجيه: لقد أراد الله ان يفضحهم بفضيحة مجلجلة، وأن ينصرك بنصره العظيم.. فمبارك لك نصرك، (ومبارك) لهم فضيحتهم الوطبانية الجديدة، وطاح حظ مطايا الدواعش والبعث!!
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- الدبلوماسية العراقية بعد 2003: إعادة توجيه أم ضياع البوصلة ؟ - الجزء الثاني عشر
- الدبلوماسية العراقية بعد 2003: إعادة توجيه أم ضياع البوصلة ؟ - الجزء الحادي عشر