حجم النص
بقلم:نوار جابر الحجامي ما أن بدأت تتوافد طلائع النازحين، من الأنبار الى بغداد، حتى أرقني الموقف، وجعلني أترقب الأحداث عن كثب، وأقارن المواقف وأقاربها، وجعلني أترقب الأحداث عن كثب. مسألة النازحين، بكل تجرد، هي مسألة إنسانية، لا يمكن الا أن تكون فيها أنسانا، تساعد العوائل فيها، وتقيهم شر النوم، في الطرقات والحاجة للناس.. فنحن أنسانيون وهكذا علمتنا قيمنا ومبادئنا. لكن لنتساءل هنا؟! ماذا لو كان النازحون من الجنوب، الى المناطق الغربية ؟؟ لا نشك بوجود الغيرة والكرم عند أهل الأنبار، ولكن هل يأمن أهل الأنبار نفسهم، على ضيفهم ؟؟ لماذا ترفض بعض الأصوات، أن يتقدم الحشد الشعبي، لقتال الدواعش في الأنبار، بينما هم انفسهم جاؤوا نازحين، لبيوت الحشد الشعبي ؟؟! ما تزال في أذني ترن أصوات صرخاتهم، وهم ينادون، لا نريد عبد الزهرة، أن يدخل الأنبار، وكأن عبد الزهرة، كائن من الفضاء، وهم سكان الأرض الحقيقيون، مع العلم أن عبد الزهرة، لا يريد أن يذهب لأرض "صحراء قاحلة، واليوم بعد أن حصل ما حصل، يقولون نريد من عبد الزهرة التدخل! "عزيزي أبن الأنبار أذهب الى الجنوب، فهناك رجال لا يظلم عندهم أحد" هذا لسان حال كل من كان على الطريق، يرشد النازحين، لأماكن إيواء النازحين.. تعال يا أبن الأنبار وشاهد من كنت تصفهم بالمجوس، كيف سيستقبلونك بالورود.. شاهد كيف سيبتسمون بوجهك بينما كان بعض الأنباريون يقطعون طريق، عبد الزهرة بالسيوف!! قبل أيام كتب الناشط على الفيسبوك، زياد الدليمي، رأيه حول وجوب تدخل الحشد الشعبي، لحفظ وحدة البلاد، لأن الأنبارين منتصرين (اول والتالي) على الدواعش ولكنها مسألة وقت، وعندما ينتصرون لوحدهم، ينفصلون عن العراق، الذي لم يساعدهم في محنتهم.. توارد الى ذهني سؤال.. لماذا أبن الجنوب هو العراق فقط ؟؟ لماذا دائما يراد من الجنوب، أن يكون هو العراق، بينما الأخرين هم نازحين، في الوطن ؟؟ هذه أرضكم قبل أن تكون أرضنا معركتكم قبل معركتنا.. لماذا لا يكون أبن الأنبار هو العراق، الذي يتحمل ضريبة الموت، دفاعا عن العراق بينما نحن سنرضى بدور الكومبارس، مقابل حفظ دماء ابناءنا. ما نراه أو نسمعه اليوم، من مناشدات حول دخول الحشد الشعبي للأنبار، ونزوح أهل الأنبار الى بيوت الحشد الشعبي، هو اعتراف من أهل الأنبار، أن العراق هو الجنوب، بينما كل الأخرين يلتفون حول الجنوب، ليلتصقوا بالعراق.. لا نشمت بأحد، والعياذ بالله، ولكنها مجرد تساؤلات، وأفكار أردت أن أطرحها.
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- يرجى تصحيح المسار يا جماهير الكرة
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!