- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
معركة صلاح الدين مزايا مختلفة ورؤى جديدة .
حجم النص
بقلم:حمزه الجناحي لم يتوقف القتال منذ التغيير في العام 2003 وليومنا هذا على اختلاف تلك المعارك ومع من من المسميات التي لا يروق لها تغيير الخريطة السياسية وأخراج العراق من وضعه قبل العام 2003 مع وجود قوات اجنبية على الارض العراقية واستلام مهامها القانونية والأخلاقية لاستتباب الامن وعودة الوضع الى طبيعته الاعتيادية.. لكن التدخلات الخارجية والأجندات المصدرة الى العراق مع ضحالة المستورد لتلك الاجندات باتت تلعب دورا مهما في رسم الخريطة الامنية في بلد عاش شعبه عقود يعاني من التدهور والاستقرار واصبحت تلك التغييرات ذات طبيعة عدوانية شرسة لعبت على حبال الطائفية التي باتت تهدد السلم العراقي وتحاول اشعال فتنة القتال الطائفي التي ربما كان من نتائجه تقسيم البلد الى اجزاء تبقى متناحرة الى اجل غير معلوم.. خاضت القوات الامنية العراقية عدة مواجهات مع تلك القوى المدعومة من الداير الاقليمي للعراق وحتى من دول بعيدة لها مصالح تريد ان تحققها على الارض العراقية ودست انفها في كل شيء بوجود من يبارك لتلك القوادم من الخارج واخذت تحاول تأصيلها في المجتمع العراقي ومن الواضح ان تلك المواجهات او المعارك اغلبها ان لم نقل جميعها لم تحقق الاهداف من صداماتها مع القوى اللاعبة على الارض فظهرت قوى ارهابية اضخم وأكثر شراسة جالبة الى صفوفها مقاتلين من كل الدول العربية والإسلامية والأجنبية ليخرج لنا تنظيم القاعدة الذي واجهته القوات الامنية العراقية لكن كل المقاييس العسكرية اثبتت ان هذا التنظيم اقوى من كل تلك التشكيلات المشتتة التي تقاتله ووصل الى نقاط تكاد تصيب مقتل في الجسد العراقي الفتي وذهبت بمفخخاتها وخطفها وقتلها وحرقها وتهجيرها الى ابعد من تحقيق اهداف محددة ليصل المراد لها الى محاولة التقسيم او بناء دولة هزيلة ضعيفة مسيطر عليه من قبل اشخاص يدينون لدولهم بالوطنية وليس للعراق بأي صلة سوى تنفيذ وصايا من ارسلهم ودعمهم بالمال والسلاح والفتاوى والرجال بالرغم من ان الذي يجري كان مع وجود قوات التحالف الدولي والقوات الامريكية ولغاية وجودها في العراق حتى العام 2011 وهي لا تستطيع من تغيير الواقع على الارض مع عدتها وعددها وقوتها الهائلة لكنها فشلت في تحديد البوصلة وباتت تعاني هي الاخرى من فشلها امام الرأي العام الامريكي والعالمي واصبحت مثار لغضب وسخرية الدول في بناء ديمقراطية كما كانت تعلن ديمقراطية الشرق الاوسط وأول نواتها العراق الذي سيقود المنطقة الى ذالك الحلم الذي انتظرته الشعوب العربية,,كل تلك المعارك مع القاعدة كانت لم تقدم للمتتبع اي امل في اعادة الاستقرار للعراق لتظهر وفي لحظة لم يتوقعها العراقيين مرسومة بدقة ان تلك القوى تستطيع احتلال ثلث العراق ومن جهاته المختلفة على يد قوات وعصابات تمتلك السلاح والرجال ومدعومة من الداخل العراقي لتسقط على يدها مدن عملاقة مثل الموصل وتكريت وديالى والرمادي واقضيتها وقصباتها لتعلن دولتها وحدود الدولة الاسلامية في العراق والشام وتعتبر تلك الدولة لها حدود مقدسة لا يستطيع احد العبث فيها والاقتراب لها او تغيير الخارطة محاولة ايضا نشر الروح وطمس الهوية وتغيير الديمغرافية وتهجير الناس ومصادرة الممتلكات واعلان فتاوى بالعلن اعتبروها فتاوى مقدسة نارية لايمكن الاعتراض عليها ,,وهيمنت تلك القوى على مدن اخرى واقتربت جدا من اماكن اعتبرت في يوم من الايام هي اماكن مقدسة لدى طائفة او مكون كالشيعة مثلا او الاكراد او الايزيدين وحتى السنة الذي يعتبرون هم الاقرب لتلك التنظيمات من غيرهم وهم يشاهدون العبث في مشاعرهم وحضارتهم وأصول مدنهم الغائرة في التاريخ.. التمدد لتلك القوى ليس له مكان او زمان كما هو واضح لكن وقف هذا الزحف يحتاج لوقفة مبدئية تتدخل فيها كل القوى السياسية والدينية والشعبية وفعلا تظهر الى العراقيين فتوى الجهاد الكفائي الذي اعلنته المرجعية الشيعية في النجف الاشرف والتي سارعت في بث الروح الجهادية والمعنوية لدى الشباب ليتطوع مئات الالاف لحمل السلاح ويذهبون بما يستطيع ان يقاتل به الى المعسكرات والملاعب للتدريب على حمل السلاح بقوة قل نظيرها سميت بعد ذالك بالحشد الشعبي والتي اوقفت الزحف في مناطق الوسط والجنوب والمناطق المحاذية للمناطق المحتلة من قبل داعش في غرب وجنوب بغداد وشمالها وغرب المدن الشيعية ايضا كما هو حال شمال بابل وديالى وتكريت تظهر معادلة التوازن للقوى بين الطرفين وفعلا حررت مدن كانت في يوم ما معاقل ومصانع لتصدير الارهاب لعصابات داعش كما هو حال جرف الصخر شمال بابل ومنطقة النباعي التي كانت تلك المساحات من الارض هي عبارة عن مراكز لتصدير وتصنيع الارهاب الى كل المدن العراقية,, التطهير والمعارك التي جرت كانت بوجود القوات النظامية مدعومة بقوات الحشد الشعبي العقائدية التي رفعت الروح المعنوية للجندي التي انكسرت تلك المعنويات بعد سقوط الموصل والمدن الاحرى... اليوم العراقيين وفي سابقة اذا صح تسميتها بالسابقة يتوحدون وبجدية قل مثيلها منذ التغيير لتحرير معقل من معاقل داعش كانت تعول عليه كثيرا وهي مدينة صلاح الدين مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والمكان المهم لتنظيمات البعث الذي يقوده نائبة عزة الدوري ليشاهد العراقيين لأول مرة تكاتف القوى العراقية وهي تضم مكونات متعددة من الجيش والاستخبارات والداخلية والحشد الوطني الذي يضم هو الاخر ليس الحشد الشيعي فقط بل الحشد الوطني السني ابناء العشائر تقاتل مع بعضها البعض وتصطف على الساتر ,,اكثر من ثلاثين الف مقاتل ينتظر ساعة البدأ كل هؤلاء تحت قيادة موحدة من كل المدن العراقية وتسير تلك القطعات مدعومة بالاسلحة الثقيلة من الدبابات والمدفعية والطائرات والمتوسطة والخفيفة وموزعة ولأول مرة حسب خطة مرسومة من قبل ضباط كبار محترفين مع وجود اسلحة متطورة لم يستخدمها الجيش العراقي والحشد الشعبي سابقا مثل الطائرات المسيرة والمدفعية الحرارية والراجمات الدقيقة الاصابة وبمساعدة اقمار اصطناعية واجهزة اتصالات واجهزة تقاطع لأتصالات العدو من بعض دول الجوار ,,المشاهد لتلك المعركة القادمة انها وحدت المشتت اولا وثانيا جعلت الجندي العراقي والمتطوع يعيد له الامل بوجود قوات نظامية تأتمر بأوامر عسكرية صارمة مهنية وليس تحركا فوضويا وهو ما يبعث بالاطمئنان للشعب العراقي ايضا الى وجود حالة من التفوق ولأول مرة منذ بدأ المعركة مع تلك التنظيمات مع مساندة ابناء العشائر لتلك المناطق المتهمة بعضها بدعم الارهاب ضد الحكومة والدولة العراقية كذالك هذا الوجود المكثف يرسل برسائل واضحة المعنى الى العصابات الداعشية ان هذا التوحد لايمكن الوقوف بوجهه والصمود ازاءه ,, ثلاثين الف مقاتل ومختلف الصنوف مشارك فيها قيادة على الواقع متمثلة بمحافظ صلاح الدين ورئيس وأعضاء مجلسها الذين لم يشاركوا بالمؤتمرات التي عقدت في اربيل وواشنطن وأبو الا البقاء على ارض صلاح الدين كذالك من الرسائل لذالك التحشد هو البدأ بتحرير مدن اخرى انطلاقا من تكريت القريبة على مدن محتلة اخرى كالموصل والرمادي وبعض مناطق كركوك ناهيك عن الرسالة الاهم الموجهة لتلك العصابات ان الذي اريد له ان يكون من اللعب على ورقة التشتت لم يجدي تفعا وبات الجميع موحدين ضد تنظيمات القتل تلك ,, الانتصار في معركة صلاح الدين وهذا ماهو متوقع وبنسب تكاد تكون مؤكدة يعني القضاء على تلك المعاقل المصدرة للأرهاب وسد الطريق على دخول المجندين الاجانب لمدن العراق الاخرى وكسر شوكة داعش والقضاء على معنوياتها التي طالما تبجحت بها بل وتميزت بها وهي تسقط المدن بدون قتال يذكر.. ان الانتصار في المعركة يجعل من داعش منظمة خائفة بالكاد تستطيع ان تستمر للحفاظ على ارواح مقاتليها وربما يسرع الانتصار هذا من تهاوي تلك القوة وأندحارها او تماتيكيا وبدون قتال في مدن أخرى وبالتأكيد ان ذالك سيسهل القضاء وفتح وتحرير مدينة الموصل والرمادي خاصة اذا ما علمنا ان تحرك القوات العراقية ليست كما كان فوضويا دون مسك الارض وعدم السماح بعودة تلك المنظمة المندحرة ثانية كما حصل في بعض المعارك بمجرد ان ينسحب المنتصر من المنطقة في مهمة اخرى ليعود التنظيم اشد قسوة واكثر فتكا على مجتمع تلك المناطق ويعتبرهم متخاذلين او متعاونين لتبدأ صور القتل والذبح والحرق ثانية واكثر حدة..اذن معركة تكريت هذه يعتبرها الجميع من المراقبين العسكريين والسياسيين هي بداية النصر نحو اعادة المدن الاخرى لسابق عهدها وكذالك بداية البناء لقوة عسكرية مدعومة بأسلحة حديثة مستوردة لم يستعملها الجيش العراقي سابقا ومنها الطائرات المسيرة ورصد الاهداف عن طريق التحرك الاستخباري والاقمار الصناعية التي تدخل المعركة لأول مرة في العراق منذ تأسيس الجيش العراقي
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً