- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الإمام الحسيني السيستاني دام ظله مرجعية المسؤوليات التاريخية
حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ على هدي المعصومين (ع) فان المرجع يجب ان يكون امتدادا لهم ومن حجيتهم ومشروعيتهم الإلهية يستمد مشروعية أعلميته وعلميته وصدارته للطائفة الشيعية المنصورة ونيابته الرمزية للإمام الغائب المنتظر والحاضر ابدا (عج) الى ان يرث الله الأرض ومن عليها... ان أدبيات الشيعة ـ عموماـ والاثني عشرية الامامية خصوصا تنقل ما لايعد ولايحصى من الإشارات التي وردت عن المعصومين (ع) يجب ان تتوفر في المراجع الذين هم الامتداد الطبيعي عقائديا لهم (ع) اذ عندما يتطلب الموقف الحكمة والتروي فان المعصوم (ع) يكون حكيما وكل المعصومين (ع) حكماء، وعندما يتطلب الموقف الحلم وسعة الصدر فان المعصوم (ع)يكون حليما وكل المعصومين (ع) من ذوي الحلم وعندما يتطلب الموقف الجنوح نحو السلم والتقية فان المعصوم (ع)يكون مسالما وكل المعصومين (ع) مسالمون وعندما يتطلب الموقف الحزم والجهاد وإشهار السيف والتعرض للشهادة فان المعصوم (ع) يكون اول من يتقدم الصفوف ولايجلس في بيته ويرسل من يقاتل نيابة عنه وعندما يتطلب الموقف ان يكون المعصوم (ع) مقارعا بالحجة والدليل والمحاججة العلمية ضد المناوئين وأشباه المتعلمين ووعاظ السلاطين فان المعصوم يصول ويجول في ميادين العلم والمناظرة والمحاججة كما يفعل ذلك في سوح الوغى وميادين القتال والجهاد ابتداء بالنبي الاعظم (ص) وانتهاء بالحجة المنتظر (عج) الذي سيملؤها قسطا وعدلا كما ملاها الظالمون ظلما وجورا.. هذا وحملت الأدبيات الشيعية ـ الاثني عشريةـ آلاف الإشارات لمن تصدى المرجعية الشيعية وعلى ذات النسق والمنوال وان كان لايقاس بالمعصومين (ع) احد من الناس اطلاقا (قال امير المؤمنين (عليه السلام): "نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد، فينا نزل القرآن وفينا معدن الرسالة."8) ولكن المرجع المتصدي للمرجعية او العالم الحجة يجب ان يهتدي بهدى المعصومين(ع) ويستنَّ بسنتهم ويسير على سيرتهم ابتداء بالشيخ الطوسي والمفيد وانتهاء بالإمام ابي محمد رضا السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) الذي لم يُستثنَ من هذه القاعدة الإستراتيجية الواجب توفرها في المرجع المتصدي للمرجعية بالجدارة والاعلمية ومرورا بأستاذ المراجع (ومنهم الامام السيستاني)السيد ابي القاسم الخوئي (قدس). فالسكوت والتروي منه ـ دام ظله ـ كان لمصلحة وحكمة ورجاحة عقله واعلميته وكونه أدرى بظواهر الأمور وبواطنها ومصلحة البلاد والعباد وقد ظلمه وظلم التاريخ (تاريخ المعصومين "ع" انفسهم) من وصفه جهلا بالساكت والصامت ولم يعلم ـ وجهلا ايضاـ ان مرجعية السيد علي الحسيني السيستاني مرجعية العلم والحوزات العلمية الشريفة كأستاذه زعيم الحوزة العلمية السيد الخوئي (قدس) ومرجعية الجهاد والميادين والشهادة كسلفه الشيخ آية الله العظمى الآقا محمد تقي الشيرازي (قدس) الذي افتى بالجهاد العيني في الدفاع عن العراق ومقدساته في ثورة العشرين، انه دام ظله زعيم الحوزة العلمية الرشيدة وكذب من قال عنه انه صامت كصمت القبور وساكت كالحجر لاينطق وليس له رأي في مجريات الأحداث وليست له علاقة بالواقع وقد جاءت فتواه الاخيرة بالجهاد الكفائي بالدفاع عن العراق وارضه وعرضه ومقدساته التي أصدرها بعد ان استحلت العصابات التكفيرية ارض العراق وعاثت فيها فسادا وقتلا ونهبا وهنا جاء دور المرجعية الرشيدة الحكيمة المتمثلة بالسيد السيستاني بالإفتاء بالجهاد الكفائي في الدفاع عن العراق مسجلة الموقف التاريخي المسؤول أمام الله وأمام الإمام الغائب الحاضر (عج) ولتكون مرجعية السيد علي الحسيني السيستاني بحق مرجعية المسؤوليات التاريخية الجسام، والعراقيون باجمِعهم بكافة طوائفهم وأديانهم وقومياتهم وألوان طيفهم لبوا نداء المرجعية العليا لأنها مرجعية كل العراقيين وليست للطائفة الشيعية المنصورة فحسب ولم يكن السيد علي الحسيني السيستاني صمام الامان للعراق فقط كما يصفه المنصفون والعقلاء من الساسة العراقيين بل هي الحقيقة لكل من يدعي حب العراق وهو ـ دام ظله العالي ـ ابو لكل العراقيين وسيكون موقفه التاريخي المشرف دينا في رقاب جميع العراقيين من اية فئة كانوا ولكل الأجيال وللتاريخ الشيعي المشرف... إعلامي وكاتب مستقل [email protected]