حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم هنالك من يعاني من عدم فهمه لبعض الفتاوى التي يصدرها المرجع لاسيما الموجودة في منهاج الصالحين، والبعض حتى انه لم يطلع على بعض المسائل التي يجب ان يطلع عليها بغية تجنب الوقوع في الحرام، واضافة الى ذلك هنالك الفهم الخاطئ للحكم الشرعي وهذا ياتي اما عن جهل او اهمال او كما يقال تقصير وقصور. ومن هذه المسائل التي نالها نصيب من عدم الفهم والاستيعاب هي مسالة الجهاد الكفائي التي اعلنتها المرجعية ضمن خطبة الجمعة وعلى لسان وكيلها ومعتمدها في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي،وتداعيات هذا البيان اثر تاثيرا واضحا على الوضع العراقي. مما لاشك فيه ان البيان تاريخي وقد انقذ العراق والحكومة والشعب والمقدسات من هاوية لا يمكن لنا ان نحتويها لولا كلمات بيان المرجعية التي قلبت الموازين على اعداء العراق راسا على عقب، لاسيما الاستجابة الجماهيرية للالتزام ببيان المرجعية والتي اذهلت العالم، هذا من الناحية المعنوية. على ارض الواقع حتى يكون البيان لبى طموح العراق والعراقيين والمرجعية يحتاج الى وقفة، فلو تاملنا في بيان السيد وتعقيبه على بيانه طلب ان يكون التطوع عبر منافذ الدولة (الداخلية والدفاع) حصرا حتى تكون العملية سليمة وفعالة، ولكن ماذا حدث وكيف تطوع الشباب؟ ان الذين تطوعوا عبر منافذ الدولة التزاما بتعليمات المرجعية جاء تطوعهم مثمر وسليم وادى دور فاعل في مؤازرة القوى الامنية العراقية، ولكن هنالك جهات اخرى فتحت باب التطوع من غير دراسة وتخطيط وان كان الدافع لبعضها هو الحرص على الالتزام بامر المرجعية وتجنب الحرام وفي نفس الوقت هنالك من كان مستعدا للشهادة في سبيل الوطن والمقدسات، الا ان البعض منهم جاءت جهودهم التطوعية غير سليمة والبعض حتى بسبب اقدامه على اقحام المتطوعين في ساحات القتال عبء على القوات الامنية وفي نفس الوقت اوقعت الخسائر البشرية لان طبيعة المعركة لم تكن واضحة امامهم، نعم هنالك جهات ارادت ان تستغل التطوع استغلالا شخصيا لمصلحتهم او للجهة التي يتبعونها، ومثل هؤلاء عرضة لمخاطر الحرب على الارهاب هذا ناهيكم عن ان البعض ممن تطوع انسحب من ساحات القتال والتحق بالجهات التطوعية التابعة للدولة حيث ضمان التخطيط ومعرفة الواجبات. هنالك ظاهرة تستحق ان نقف عندها الا وهي ظاهرة ارتداء الزي العسكري حيث انه اصبح سهل التناول اما من الجهات التي ترعى التطوع فقامت بتوزيع البدلات او من المحلات الخاصة في الاسواق التي لديها كم هائل من هذه البدلات وتقوم بعرضها مثل الملابس المدنية اضافة الى محامل مخازن العتاد وبقية المستلزمات العسكرية، ولا اعلم من اين حصلوا عليها هل هنالك تجارة الملابس العسكرية للقطاع الخاص؟ كما وان اغلب الذين استلموا البدلات وانهوا التدريبات من غير الالتحاق بساحات القتال بقيت الملابس لديهم، ومعلوم لدينا كم من عملية ارهابية تعرض لها العراقيين نتيجة انتحال الارهابيين صفة الجهات الامنية الحكومية وقيامهم بعمليات قتل واختطاف. هذه الثغرات التي تخللت عملية التطوع جاءت نتيجة عدم الالتزام بتعليمات المرجعية العليا في النجف وتاكيدها ان يكون التطوع تحت اشراف الدولة فقط وحصرا، حتى لا تكون هنالك خروقات، او تعرض الشباب الى المخاطر وبالفعل فقد استشهد البعض نتيجة عدم جاهزيته للقتال مجرد الشعور بتلبية النداء وهذا غير صحيح.
أقرأ ايضاً
- تواضع العظماء...وفتوى الجهاد
- الظواهر بين الدلائل العرفية والرقابة المجتمعية ..جزء الثاني
- الظواهر بين الدلائل العرفية والرقابة المجتمعية