- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحسينُ( عليه السلام) مستقبل الإسلام
حجم النص
بقلم: عباس عبد الرزاق الصباغ ان من يتأمل هذه الآية(ان الدين عند الله الاسلام) ال عمران /19 ويسبر أغوارها وأعماقها ويتفحص مصاديقها المستقبلية سيجد ان الإسلام هو الدين المستقبلي للبشرية ويستنتج ان الحسين (عليه السلام) هو مستقبل هذا الدين الذي هو مستقبل البشرية جمعاء ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {التوبة/33) وليس هناك دين آخر بقرينة (ان) التوكيدية التي قطعت الطريق على أي تأويل او تفسير او تخمين يتنافى مع المستقبلية الحتمية للدين الإسلامي مع وجود قرينة لغوية اخرى وهي تعريف كلمة الدين ليكون المصداق الأكبر لهذه الآية الكريمة هو انه توجد الكثير من الأديان التي يدين بها الكثير من البشر الا إن الدين الإسلامي هو الدين الوحيد المقبول عند الله الى ان تقوم الساعة بالتثبت ب(ان) التوكيدية التي لايرتقي الشك اليها وبتعريف كلمة الدين وبهذا التعريف انتفى جنس أي دين آخرغير الإسلام فكان التعريف تخصيصا له عن سائر الأديان الوضعية او السماوية وقاطعا الطريق أمام جنس أي دين آخر غير الإسلام (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ال عمران//85 . وهذه قرينة اخرى تؤكد القرائن سالفة الذكر بالاشتراط المقرون بالخسارة في حالة طلب دين آخر غير الإسلام بالتأكيد القاطع بجواب الشرط (فلن يُتقبل منه) والضمير في (منه) يعود الى الشخص الذي يبتغي دينا آخر غير الإسلام. ونستشف من هذا المصداق القرآني الإستراتيجي المهم مصداقا خارجيا ضمنيا مستوحى من نظرية ثابتة هي أشبه بالبديهية المسلّمة بل هي حقيقة ثابتة وهو ان الإسلام محمدي المنشأ وحسيني البقاء فمحمد(صلى الله عليه وآله) كان منه الإيجاد والمصدر والحسين (عليه السلام) كان منه الديمومة والاستمرار للمستقبل فالاستنتاج المنطقي والإنصاف العقائدي يحتَّم علينا القبول بحقيقىتي ان الدين عند الله هو الاسلام وليس هنالك دين آخر والحقيقة الثانية هي ان الاسلام ذو منشأ محمدي وباستمرار حسيني فالمستقبل هو للإسلام (للحسين) بحسب منطوق الآيات أنفة الذكر وهذا المستقبل كان مرهونا بالحسين ومنوطا وهو الذي رسم ملامح هذا المستقبل به فكانت عاشوراء الطف ولم يزل مرهونا به كون المهدي المنتظر(عج) امتدادا لخطه الشريف ومكملا لمشروعه المقدس ويعني هذا ان الحسين بشهادته وعاشورائه وبالمهدي الذي من صلبه يتمثل مستقبل الاسلام الذي هو الدين عند الله (ان الدين عند الله الاسلام)ال عمران /19 فيتحقق التأكيد في الآية الشريفة تحققا عمليا ابتداء من الدعوة المحمدية وعصر الرسالة بشقيها الزمنيين (المكي والمدني (وانتهاء بعصر الظهور الشريف للامام المهدي المنتظر ومرورا بعاشوراء التي لولا بطلها الامام الحسين (عليه السلام) لاستحال الاسلام الى مجرد تاريخ منسي وغابر وذكريات تروى عبر الاجيال ولاستحال صاحب الرسالة (صلى الله عليه وآله) الى مجرد نبي من الأنبياء السالفين لكن الحسين جعل بتضحياته الجسام الرسالة المحمدية الاصيلة الى واقع مستمر ومعاش وليس مجرد تاريخ يروى ويستذكر وهكذا تتعدد المصاديق الخارجية الداعمة لمفهوم الاية القرآنة (ان الدين عند الله الاسلام) وبما ان الاسلام هو مستقبل البشرية فيكون الحسين (ع) هو مستقبل الاسلام والبشرية معا. ومن جملة هذه المصاديق التي تدعم فكرة ان الحسين هو مستقبل الاسلام والبشرية: بنا فتح الله وبنا يختم / وهذا المعنى ورد عن اكثر من معصوم (ع) ماورد عن النبي(ص) مامعناه: ان لقتل ولدي الحسين حرارة لن تبرد الى ان تقوم الساعة. وماورد عن النبي (ص) وبقية المعصومين ما معناه: ... "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي يملؤهاعدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما وهذه المصاديق وغيرها تناولها الشارع المقدس وقد تواترت عنه (ص) وعن بقية المعصومين فتكون مستمرة ودائمية في بعدها الزماني والمكاني والتاريخي والعقائدي المستقبلي والوعد الالهي المنتظر والمرتقب المتجدد باستمرار في الحجة القائم (عج) كونه من ذرية الحسين وبه يتحقق مستقبلية الحسين الذي هو مصداق لمستقبلية الاسلام والذي هو بدوره مصداق لمستقبلية الدين الذي هو الدين الوحيد المقبول عند الله وهو الوحيد الباقي الى ان تقوم الساعة ويتحقق هذا البقاء وهذا الاستمرار بالقائم الحجة (عج) وبقاؤه مستمد من نهضة وثورة الحسين والممتدة للرسالة المحمدية /العلوية ومستمرة حتى الظهور المقدس للحجة (عج) وهو الظهور المتمم لنهضة عاشوراء الحسين فالظهور المقدس هو المتمم الطبيعي لعاشوراء التي هي المتمم الطبيعي للرسالة المحمدية فلولا الرسالة المحمدية لم تكن عاشوراء ولولا عاشوراء لم يكن هنالك ظهور مقدس فعاشوراء هي الحلقة الوسطى ما بين مرحلتي الرسالة التي بُدئت بمحمد (ص) وستنتهي بمحمد(عج) اولنا محمد وآخرنا محمد واوسطنا محمدكما ورد عن المعصومين (ع) وهكذا تستمر السلسلة الذهبية وتستمر مصاديقها لتدعم المفهوم الباطني لـ (ان الدين عند الله الاسلام) لتثبت ان الحسين (ع) هو المستقبل الحقيقي والوحيد للاسلام والامتداد الطبيعي للرسالة المحمدية / العلوية بالمعنى العقائدي الرسالي وليس البايلوجي المادي. سواء بثورته العاشورائية المظفرة او من خلال الظهور المقدس كونه استمرارا حقيقيا للحسين ومحققا لثورته ضد الظلم والطغيان ومجسدا لها بل هو (عج) عصارة وخلاصة عاشوراء ونتيجة حتمية من نتائجها وباعتبار ان الحسين(ع) تجسيدا وامتدادا لرسالة جده المصطفى (ص) ولنهج ابيه امير م المحمدي ـ العلوي المؤمنين(ع) أي انه (ع) بالتالي كتحصيل حاصل ونتيجة منطقية لابد من استقرائها يكون مجسدا حقيقيا للاسلام المحمدي ـ العلوي ويكون ايضا متمما ومحققا لهذا الالا. فيكون هنالك اسلامان احدهما اسلام محمدي ـ علوي ويستمر مع بقية المعصومين (ع)وانتهاء بالخلاصة المستحصلة من هذا الاسلام الاصيل على يد بقيه الله المنتظر (عج). واسلام ثان شُوه على يد المندسين واصحاب المطامع وسارقي حقوق اهل البيت ومغتصبي حقوقهم التي وضعها الله لهم ووعاظ السلاطين وبائعي دينهم بدنيا غيرهم من ملوك الجور. فالحسين هو حلقة الوصل والمرتكز ما بين هدفين الهيين إستراتيجيين وهما خلاصة الرسالات والنبوات .. الهدف الاول تحقق على يد محمد (ص) واستمر تحقيقه على يد امير المؤمنين (ع) وتاكد تحقيقه بدماء وتضحية الحسين (ع) والهدف الثاني هدف مرتقب سيتحقق عمليا مرة اخرى على يد محمد المهدي المنتظر (عج) ليتحقق الاسلام المحمدي ـ العلوي الاصيل.
أقرأ ايضاً
- مستقبل البترول في ظل الظروف الراهنة
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2