- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
د. سعدون الدليمي .. واثق الخطوة يمشي ملكاً
حجم النص
بقلم:عدنان الفضلي تحدث بعض المدونين غير المعتدلين من أولئك الذين يكتبون من أجل الكتابة فقط، عن أن وزير الدفاع الدكتور سعدون الدليمي تعرض الى ضغوط عشائرية وسياسية، جعلته يبتعد عن واجهة الإعلام ولا يشترك في التصريحات العسكرية، كونه صار يميل لصالح طائفته ومحافظته، وهذا الكلام خرج من أناس لا يعرفون من هو سعدون الدليمي، وماحجم الوطنية التي يمتلكها،ومدى إنتمائه الى الحقيقي لهذا الوطن، وحتماً ان شهادتي ستبقى مجروحه بحقه، رغم اني قريب جداً من الرجل وأعرف وأعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه. ربما سأبدأ بتوضيح الحقيقة منطلقاً من شهادة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بحق الدكتور سعدون الدليمي، فقد جمعتني ومعي نخبة من الأدباء والمثقفين، جلسة مع السيد المالكي لمناقشة الواقع الثقافي العراقي، وبادر أحد الأدباء بطرح مفاده ان الدكتور الدليمي يتعامل بطائفية خلال إدارته لوزارة الثقافة، فما كان من المالكي الا ان يرده بجملتين قصيرتين، حيث قال" الدكتور سعدون الدليمي من أنزه الوزراء والسياسيين، وهو أكبر من أن يكون طائفياً، فهو عابر تماماً لهذه الصفة المقيتة”. نعم هكذا تحدث المالكي عن الدليمي، وكذلك نحن الذين خبرناه وعرفناه وعملنا معه، نعرف جيداً من هو الدكتور سعدون الدليمي وأية عراقية حقّة يحملها هذا الرجل، وحتى أستطيع ان أحقق يقيناً ومصداقية لحديثي هذا، علي أن أخبركم بأية جمل وصف الدليمي العدو المشترك للعراقيين جميعاً، وأقصد (داعش) ومن يتبنى خطابه،فقد قال حين سئل عن المعارك التي يقودها الجيش ضد الإرهاب بالقول" نحن نخوض حربا شاملة شرسة مع أعتى عدو يريد التسلل لهذه الأمة بغية إسقاط إرادتها العربية والاسلامية اولاً واسقاط التجربة المدنية التي تعيشها أمتنا منذ أكثر من عشر سنوات وسنستمر في مقارعته حتى نهزمه ونطرده من بلادنا لأن العراقيين شعب يستحق الحياة وعلى هذه الارض مايستحق الحياة،وان الجيش العراقي يقاتل عدوا لا تحكمه سقوف او حدود او روادع او وازع من دين او ضمير ولم يأت المنطقة الغربية الا بقصد التخريب والعدوان وإعلان إمارته الوهمية في أجزاء من العراق وسوريا سعيا لبناء خريطة تقسيم جديدة للخارطة العربية الاسلامية يسود فيها القتل على الهوية والانتصار لقيم التكفير والتطرف". ولو تمعنا بهذا الخطاب الوطني للدليمي فسنجد بداخله كل ما يدحض ان الدكتور سعدون الدليمي يتعرض لضغوطات تجعله يساوم على وطنيته، بل العكس نجده وقد رفض المساومة وأعلن على الملأ انه مع قتال كل من يخرج على القانون، وكل من يدنّس الأرض العراقية المقدسة،فهو لم يكن من الذين يبيعون وطنهم وشعبهم لصالح مصطلحات مقيتة مثل الطائفة والعشيرة والمحافظة التي ينتمي لها، وهنا سأعطيكم مثالاً آخر على وطنية هذا الرجل عبر هذه الحادثة التي أوردها كثير من المعارف والمقربين من الدكتور الدليمي ومفادها ان أحد المحسوبين على الانبار العربية الصامدة قال..أوصلوا لفلان ويقصد (الوزير د.سعدون الدليمي) اننا سنأخذ الانبار ونطرد الجيش منها ونقيم ولايتنا المستقلة عليها وسنزحف الى بغداد لاحتلالها!. فرد عليه الدكتور قائلاً "أبلغوه مايلي على لساني..اذا لم يكن فيك خير لأهل الانبار وانت الذي إستدعيت (داعش) والقاعدة ووفرت الملاذات الآمنة للصوص والقتلة والمجرمين وأصبحت وكرا للقتلة وخلية للسيافين فكيف سيكون فيك خير لأهل بغداد؟!.". ثم أكمل الدليمي قوله او رسالته الى ذلك الذي يتحداه بالقول" أبلغوه ايضا.. سأبقى أطاردك أينما حللت وأرتحلت لكي يتخلص أهل الانبار وأهل العراق كافة وأهل بغداد من وجودك الآثم ودورك العميل وذيليتك للآخرين الذين يريدون بالعراق الشر مهما كانوا وسأبقى أتعقبك ولو دخلت جحر الأرانب!.". وهذه الحادثة رواها أحد المثقفين وسبق ان كتب عنها وهي موجودة في المواقع الألكترونية، لكني أريد أن أزيد عليها، ان وطنية هذا الرجل كانت موجودة أيضاً في وزارته الثانية (الثقافة)، فهو عمل كثيراً على إزالة مظاهر الطائفية التي كانت راسخة في زمن من سبقوه من وزراء في هذه الوزارة، كما سعى ومن خلال مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013، الى جعل بغداد منارة وقبلة أبدية للثقافة العربية والعالمية، وكان يأمل تحقيق إنتصار ثقافي حقيقي، لو لا إنه إصطدم بفوج الإنتهازيين والوصوليين الذين عملوا على إفشال هذا الطموح الوطني من أجل مكاسب رخيصة، وقد أخبرني بنفسه عن حجم ألمه وهو يرى كيف سعى بعض المحسوبين على الثقافة إفشال تحقيق حلمه، لكنه مع ذلك بقي صامداً وحقق كثير من النجاحات خلال المهرجان. نعم كان ومازال وسيبقى الدكتور سعدون الدليمي عراقياً أصيلاً منتمياً تماماً لوطنه وشعبه، ولن يساوم يوماً على وطنيته وصدقه وشفافيته، فهو رجل واثق الخطوة، وواثق الخطوة يمشي ملكاً.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً