- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مسؤول يقول لمسؤول وجهك اسود مصخم !!
حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ وهي استعارة من المثل العراقي المشهور (غراب يكَول لغراب وجهك اسود) وللاسف يوجد اكثر من وجه للتشبيه في هذه الاستعارة مابين الغراب "بواكَـ" الصابونة ومابين المسؤول العراقي الذي لا يختلف كثيرا عن الغراب في مسالة "الصابونة" المسروقة في وضح النهار وحين يعير غراب غرابا آخر بانه اسود الوجه وهي حقيقة لاينكرها احد الا الاعمى الذى لايبصر فلا تفاضل او تمايز ما بين غراب وغراب الا بمستوى السرقة فلا داعي للتعيير اذن فالكل وجهه اسود و"مصخم"وواقع الغربان هذا لايختلف عن واقع العملية السياسية الخيبانة التي هي من المفترض ان تكون البديل عن حكومة صدام حسين الذاهبة الى المزبلة!! وهو ما كان يأمله فقراء العراق ومكاريده وايتامه ومعدموه والملايين التي تعيش على وشالة الزبالة والتي تقطن في مدن الصفيح ويعتاش "المرفهون" منهم على قارعة الطريق وعلى فلاسين البسطيات والجنابر ولكن وما ادراك ما ولكن، فلا يدري المواطن العراقي البسيط هل يندب حظه على عمره المهدور في زمان صدام وعذاباته ام على مصيبته او مصائبه على ما بعد صدام وكلا الامرين سيئ وكلاهما اسوأ من الاخر. ومن جملة ابتلاءات المواطن العراقي وهي كثيرة "بحمد الله" هو حرب الوثائق التي تستعر ما بين فترة واخرى ما بين كتلة سياسية واخرى ليست لغرض النزاهة او المصلحة العامة او الدين او "المذهب" كما يدعي البعض بل الغرض منها هو التشهير والتسقيط واظهار الطرف الاخر المناوئ بمظهر الحرامي والدجال واسقاطه في نظر الرأي العام خاصة من قبل "مسترجلات" البرلمان وشقاواته وطرزاناته ودجاليه وحتى وان كانت هذه الوثائق صحيحة مئة بالمائة وصاحبها او (صاحبتها) شريفا وعفيفا ونظيفا والطرف الاخر حرامي وكلب ابن سطعش كلب وزنديق فلماذا لاتخرج هذه الوثائق الا في اوقات معينة وما الذي يجنيه المواطن من هذه المهاترات والمناطحات وهي تبدو كصراع الديكة الهراتية في سوق الغزل اكثر مما تبدو كتنافس طبيعي ما بين سياسيين يفتخر"بعضهم" بان فلانة التي تصرخ وتصيح وتولول في الفضائيات البعثية والخشلوكية والوهابية بانها "الرجل" الوحيد بالبرلمان فهل عقمت العراقييات عن انجاب الرجالات والكفاءات حتى يكون المغمورون والمعتاشون على الوطنية الزائفة والمذهبية الصارخة والطفيليون كي يكونوا في واجهة المشهد العراقي بهذه الصورة الفجة في الوقت الذي يعيش المواطن العراقي تحت رحمة المفخخات والمليشيات ومؤمرات جيران السوء وتحت ضغط الفقر والبطالة وتخرج نائبة من الكتلة الفلانية لتقول ان النائب من الكتلة العلانية زور كذا وثيقة من اجل العلاج بمبلغ كذا وبدوره يخرج هذا النائب وغيره ليقول كذا عن ذلك النائب من الكتلة الاخرى وهلم جرا لجميع السياسيين والنواب من كافة الكتل السياسية والاحزاب التي تنهب العراق باسم الوطن والدين والمذهب وبكافة انواع الكلاوات. وهنا يبرز سؤال بسيط يدور في مخيلة اغلب العراقيين وهو اذا كان هذا السياسي من هذه الكتلة او تلك (والكلام موجه لجميع الكتل دون استثناء) نزيها وشريفا وعفيفا ونظيفا ويدافع عن الوطن والنزاهة والشرف والدين و"المذهب" فمن هو الحرامي اذن واين تذهب ثروات العراق ومن يتقاسم كعكته وكيف توزع المناصب والدرجات الوظيفية والوزارات والمناطق وحتى الشوارع هذا سؤال يوجه للذين يقولون لبعضهم بعضا وجهك اسود مصخم وكلهم وجهه اسود ومصخم ومنيل بستين نيلة . إعلامي وكاتب مستقل [email protected]