حجم النص
بقلم :سامي جواد كاظم
قال عز من قال " لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ " مثل هكذا ايات وبعيدا عن سبب النزول او الحدث التاريخي فانها تعطينا معلومة رائعة الا وهي ان الاسئلة لبعض الامور قد تكون اجوبتها مؤلمة او تفتح افاقا من الاستفهامات وحتى الاستغراب واستخدام هذه المعلومة يكون عند الطرفين أي الذين امنوا والذين اكفروا والذين تمذهبوا ، ويعنينا من هذا الذين تمذهبوا حتى يدافعون عن معتقداتهم وابقاء اتباعهم على عماهم يستدلون بهذه الاية مثلما يستدلون باية " تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " ويمنعون السؤال عن ما قام به السلف ، بل ان كثير من المتحولين من مذهبهم الى مذهب اهل البيت هو السؤال عن التاريخ والامتناع عن الاجابة بل وحتى التحذير من هكذا اسئلة .
اكثر شخصية اثارت الجدل في ماهيتها هل هي من الصحابة ام من الفسقة هي شخصية معاوية بن ابي سفيان ، الان بدات موجة من التحقيق لهذه الشخصية وقد ظهرت شخصيات اعربت عن موقفها الرافض لشخصية معاوية بل ان هنالك الكثير من القدماء ممن يرفضون شخصية معاوية الا ان التسلط والقهر مع انعدام وسائل الاتصال كما هي عليه الان اصبحت ارائهم وكتبهم مطمورة وقد ظهر البعض منها الان واصبحت الشغل الشاغل للمنصفين في دراسة شخصية معاوية دراسة موضوعية عقلانية .
يقولون لمعاوية موبقات كل واحدة منها تخلده في جهنم ومنها سبه علي عليه السلام وقتله عمار وتنصيبه يزيد على رقاب المسلمين ، والموبقة الاخيرة لاشفاعة له بها وهي التي ستكون مدخل للكتابة عن معاوية ، وحتى لا يكون معاوية موبقة لمن سلطه على رقاب الناس جاء التحذير من النيل من معاوية .
أن أحد السلف وهو أبو توبة الحلبي قال قولة مشهورة وهي قوله: (( إن معاوية بن أبي سفيان ستر لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن كشف الستر اجترأ على ما وراءه )). البداية والنهاية (8/139)، ابو توبة عاصر الدولة العباسية حيث ولادته 150 هجرية ويكون حديثه عن الامويين حديث بسند لشخص واحد او اثنين .
مقولته هذه ينطوي عليها ابعاد واثار كبيرة للمتامل بها يصل الى نتيجة ماذا تعني عبارة انه ستر لاصحاب رسول الله ، واصحاب رسول الله هم شريحة معينة وليس الكل .
هنا نناقش هذه المقولة والتي اعتبرها رائعة بدلالتها ، اقول : ان الحديث عن مساوئ معاوية اما ان تكون حق او باطل ، فلو كانت باطل يمكن الدفاع عنه باظهار مواقفه وتاريخه في الاسلام لا ان يمنع الحديث عنه بحجة التجاوز على بقية الصحابة ، وان كان يستحق الانتقاد وفضح مواقفه وتعريته امام المسلمين فما علاقته ببقية الصحابة ؟
لهذا الامر تفسير واحد فقط ، لان لهذا الرجل موبقات اكدتها كل كتب التاريخ بل حتى الصحابة الذين لهم مكانة مقدسة عند السلف وكتّاب التاريخ المعتمدين والموثقين لديهم اشاروا وبوضوح الى ضلالة هذه الشخصية ، ومثلما ادين معاوية بتنصيبه ابنه يزيد على رقاب المسلمين فالامر ذاته ينطبق على معاوية فانه سيدان من مهد له لكي يتمرد على خليفة المسلمين علي عليه السلام ويتسلط على رقاب المسلمين، هنا ياتي السؤال من مهد له التسلط على رقاب المسلمين ؟ قبل تسلطه خضعت الامة الاسلامية لخمس خلفاء هم على التوالي ابو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن ، من من هؤلاء مهد لمعاوية التسلط؟ ، الامام علي والحسن تكفيهما صفين واما البقية فما هي مواقفهم مع معاوية ؟.
لربما قائل يقول ان سبب التسلط هو صلح الامام الحسن عليه السلام ؟ ونقول ان هذا الصلح يعني ان هنالك طرفين متحاربين الاول هو الخليفة الشرعي فمن المؤكد الثاني هو المتمرد ، وهذا المتمرد له عدة وعدد ودولة وهذا لاياتي بسنة او حتى خمس سنوات بل اكثر من ذلك فمن هو الذي مهد له لان يكون دولته دولة الشياطين والطلقاء ؟
هنا صدق ابو توبة ان معاوية ستر ـ لبعض ـ صحابة رسول الله (ص)، هنالك شريحة من المفكرين حاليا بدات تنتقد معاوية وبشدة ولكنهم في الوقت ذاته يترضون على الخلفاء الراشدين ويدافعون عنهم ، عثمان الخميس والعريفي وبقية المشايخ الوهابية يقولون عنهم انهم رافضة مع اعترافهم الصريح أي هؤلاء الكتاب ومنهم الكبيسي وعدنان ابراهيم انهم ليسوا رافضة فلانهم فضحوا معاوية اصبحوا رافضة وسبب ذلك كما قال ابو توبة لو فضح معاوية فضح بعض الصحابة .
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر