حجم النص
الدكتور يوسف السعيدي
لقد ظل العديد من كتابنا وصحفيينا منبهرين ازاء اعصار التغيير العراقي الصاعق الذي قدم عليهم فجأة ...وبعجاله...وفي غفلة منهم..حيث السقوط الصدامي السريع بعد ان كانت الشعارات المفروضه عليهم في ظل استلاب كامل للاراده والتعبير ..حيث كانت كل الاشياء الخاطئه تكتب وتقال وكل الاشياء الصحيحه قيلت بشكل خاطيء...اما من بقي منهم بعيداً عن ماكنة الابواق المجلله لنظام العفالقه المجرمين ...فقد مضوا وقد استباحتهم وطحنتهم لاحقا رحى زخم الاحزاب التي كانوا هم وقودها بعد ان استلب نظام الصداميين الدمويين كل امالهم ..واحلامهم ..وطموحاتهم ...انهم جيل كامل ...تائه ...ضيعته حماقات نظام جرذ العوجه المقبور ومغامراته اللامحسوبه ..هؤلاء الصحافيون ..جيل مضى باحثا عن ارضية يستند عليها ومجالا ينفذ منه...فظهرت بعض نتاجاتهم وكتاباتهم هي تعبر بحق عن مدى استلابهم الفاضح من قبل البعث العفلقي يعتري بعضها حزن غامر وخيبه وحيث سيق بعضهم عنوة الى اتون حروب صدام المجانيه رغما عن ارادته ..وهناك في جبهات القتال وسرايا الجيش اللاشعبي وجيش القادسيه الصداميه وجيش القدس المهزوم ...استلب منهم كل شيء بدءاً من اخلاقهم وامانيهم وشبابهم ومرحهم ..وانتهاء بادميتهم...وبرغم ان الكثير منهم نفض عنه غبار السنين وانضم الى صفوف الشعب العراقي المظلوم وافلحوا في ذلك الا ان هنالك من امتهنوا مهنة الصحافه وبقي شيء من الحنين يسحبه الى ذلك النظام الفاشي ...الذي كان يضربهم بالاحذية على رؤوسهم لكتابة المديح للبعث والبعثيين ..حيث تبنتهم لاحقاً عصابات البعث المقنعه وتخرجوا من مدارسها بدرجة امتياز....
أقرأ ايضاً
- هكذا اصبحت السياسة بالعراق مهنة من لامهنة له ؟!!
- هكذا اصبحت السياسة بالعراق مهنة من لامهنة له ؟!!
- الصحافة...المهنة...والضياع