- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
البقال والانتخابات وجهان لعملة واحدة . .
حجم النص
سامي جواد كاظم
بمناسبة الدعاية الانتخابية اعيد نشر مقالي هذا
خرجت من داري قاصدا المركز الانتخابي لكي انتخب محافظا لمحافظتي سرت في الطريق وانا التفت يمينا عن شمالي واذا الجدران امتلأت باليافطات والاوراق والبوسترات والصور ذات الوجوه المبتسمة الغارقة وسط الشعارات الرنانة فبدات اجول واصول بنظري لانتقي الاصلح لي فهذا يعدني بالامن والاخر بالرفاه الاقتصادي وثالث بحقوق المراة ورابع بالرعاية الاجتماعية وخامس بتطبيق القانون وسادس بالخدمات واكبر يافطة وعدتني بالقضاء على الفساد الاداري وهكذا انه سوق الشعارات وكلهم يبغون صوتي .
خرجت من داري الى سوق الخضارِ لاتبضع بعض الخضروات الضرورية لمنزلي فرايت هذا ينادي طماطة حمرة وقوية والاخر يقول خيار تازة ومال ولاية وثالث يبح صوته رقي على السجين والرابع يرغب بالاسود العراقي والخامس يصيح بتيته بس وجوه ظلت ، وكلهم يبغون نقودي .
بارادتي ذهبت الى الانتخابات .
بارادتي ذهبت الى السوق .
اخترت مرشح لانه الافضل والانجح ، واخترت الطماطة لانها الاصلح للزلاطة ، اعطيت صوتي فوضع في الصندوق ، وسلمت نقودي فوضع في صندوق دخل البقال .
ذهبت فرحا للبيت لاني انجزت وحصلت على ما بغيت ، فتحت كيس الطماطة فاذا بها الرديئة والمتردية في حين اراني البقال الحمرة والقوية كيف اعطاني خلاف ما اراني ،
واليكم نتائج الانتخابات فاز المحافظ الفلاني بعد حصوله على ثلاثة الاف صوت وخسر الذي رشحته لحصوله على ثلاثين الف صوت.
رجعت مسرعا الى البقال وقلت له ما الذي بعتني اياه قال طماطة قلت نعم ولكنها ليست مثل المعروضة فاخرجتها من الكيس واريتها له قال ماذا تريد قلت استرجاعها او استبدالها قال لي اذهب الى مفوضية الانتخابات وقل لهم يغيرون الذي لم تنتخبه وتعال ساستبدل لك الطماطة .
ذهبت الى المفوضية وسالتهم كيف يكون هذا اليس الحائز على اصوات اكثر هو الفائز قال لا ولكنه القانون نظام الكتل نظام الفشل قلت اذن كيف لي ان استرد صوتي قال اذهب الى البقال فان استرجع الطماطة ساسترجع لك صوتك .
ورايت المهزلة بعينها وقررت ان اشتري الطماطة من الفيترجي وانتخب المحافظ بعد فوزه .........
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً