فتحت وفاة امير الرياض الامير سطام بن عبد العزيز الباب مجددا للمنافسات بين اعضاء الاسرة الحاكمة في السعودية على المناصب السيادية، وكثرت الاحاديث في اروقة صناعة القرار في المملكة عمن سيخلف الامير سطام في هذا المنصب خاصة وان الرياض هي العاصمة ومقر الحكم لال سعود.
وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز شارك امس الاربعاء في صلاة الجنازة التي اقيمت في الرياض على جثمان الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي توفي امس الاول، في احد مستشفيات العاصمة السعودية الذي كان يعالج فيه من مرض لم يكشف عنه.
وقالت مصادر مطلعة لـ'القدس العربي' ان خيارات العاهل السعودي منحصرة الان بين اثنين اولهما وهو المرجح الامير سلطان بن سلمان وهو النجل الثاني في الترتيب لولي العهد السعودي الحالي الامير سلمان بن عبد العزيز، ومتزوج من ابنة وزير الخارجية الحالي السعودي الاميرة هيفاء بنت سعود الفيصل بن عبد العزيز، والخيار الثاني هو الامير محمد بن فهد والذي اعفاه العاهل السعودي من منصبه بناء على طلبه كأمير للمنطقة الشرقية الشهر الماضي الا ان حظوظه قليلة، خاصة وانه لم يكن محبوبا في المنطقة الشرقية، حسب المصادر.
واضافت المصادر في مجمل حديثها لـ'القدس العربي' ان ما يرفع اسهم الامير سلطان بن سلمان هو حضوره الجماهيري وسمعته الحسنة نسبيا واهتمامه بالبيئة والتاريخ خاصة وانه يرأس الهيئة العامة للسياحة والاثار في المملكة. واضافت المصادر ان العاهل السعودي لم يقدمه في التعيينات الفائتة والتي شملت اعفاءات وتعيينات عدد من ابناء الجيل الثاني للاسرة الحاكمة لانه كان يعده لهذا المنصب.
وكان العاهل السعودي قد عين الامير مقرن بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء الشهر الجاري، كما عين الامير سعود بن نايف محل الامير محمد بن فهد بالمنطقة الشرقية، وعين الامير فيصل بن سلمان نجل ولي العهد الحالي والمشرف على المجموعة السعودية للابحاث والنشر اميرا لمنطقة المدينة المنورة بدلا من الامير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز، الشهر الماضي.
وكان العاهل السعودي قد سبق هذه التعيينات بتعيين الأمير محمد بن نايف وزيراً للداخلية، واعفى الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية من منصبه بناءً على طلبه، وعين الامير بندر بن سلطان وزيرا للاستخبارات، كما عين نجله الامير متعب بن عبدالله في منصب وزير دولة ورئيس للحرس الوطني.
وتأتي هذه التعيينات حسب مراقبين ضمن محاولة الملك عبدالله في ضخ دماء شابة من ابناء الجيل الثاني من اسرة ال سعود في المناصب السيادية في المملكة ووقف ترهل السلطة.
واضافت المصادر ان العاهل السعودي ربما يؤجل الاعلان عن تعيين اي احد في منصب امير الرياض حتى يتجنب اشتعال الصراعات داخل الاسرة على المنصب، وانه ربما يبقي نائب امير الرياض محمد بن سعد يدير شؤون الامارة حتى تهدأ هذه الصراعات ويقوم بتعيين مفاجىء كما حدث مع تعيين الامير مقرن بن عبد العزيز نائبا ثانيا.
وقالت الباحثة والكاتبة السعودية مضاوي الرشيد لـ'القدس العربي'ان هذه التعيينات تأتي ضمن تقاسم المناصب بين ال سعود، وضمن خطة نقل السلطة الى ابناء الجيل الثاني من الاسرة'، واضافت الدكتورة مضاوي الرشيد لـ'القدس العربي'، 'اعتقد ان هذه التغييرات لا تقدم ولا تؤخر، لقد كان الناس يأملون خيرا بوجود وزير داخلية جديد الا ان هذا لم يحدث'.
وحصرت الدكتورة الرشيد خيارات العاهل السعودي بين الاميرين احمد بن عبد العزيز وزير الداخلية السابق والذي اعفاه العاهل السعودي من منصبه، والامير محمد بن فهد، الا انها قالت انها هذا لا يعدو كونه تنبوءات خاصة وان العاهل السعودي خرج عن قاعدة السن التي كانت متبعة في السابق.
الجدير بالذكر ان الأمير سطام بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض الراحل، هو الابن الثلاثون من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، ووالدته الأميرة موضي. وهو أخ غير شقيق للملك عبدالله بن عبد العزيز، ودخل مؤخراً مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني للعلاج.
وبهذا يكون الأمير سلطام بن عبد العزيز، رابع أبناء الملك عبدالعزيز الذين وافتهم المنية خلال العام ونصف العام الماضي، بعد وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد وزير الدفاع في 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2011، والأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد وزير الداخلية في 16 حزيران (يونيو) 2012، والأمير هذلول بن عبد العزيز آل سعود في 20 تشرين الأول (أكتوبر) 2012 .
والأمير سلطام حاصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة سانتياغو الأمريكية، وفي 25 أيار (مايو) 1975 حصل على الدكتوراة الفخرية من الجامعة ذاتها.
وفي 6 شباط (فبراير) 1968 عُيّن وكيلا لإمارة منطقة الرياض، وظل في منصبه حتى 27 ايار (مايو) 1979 عندما عُيّن نائباً لأمير منطقة الرياض، وفي 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 عُيّن أميراً لمنطقة الرياض.
أقرأ ايضاً
- امين بغداد يعلن قرب افتتاح متحف الشيخ الوائلي امام المواطنين
- وفاة عضو نقابة الصحفيين العراقيين {بان القبطان}
- وفاة وكيل وزير الخارجية العراقي الأسبق محمد الحاج حمود عن 88 عاما