حجم النص
غزت العاصمة العراقية بغداد أمطار غزيرة يوم أمس الثلاثاء كذبت مزاعم المسؤولين وتصريحاتهم التي طالما بشرت بخير بعد صرف مليارات الدولارات ، بعد ان اغرقت مدن العاصمة واقتحمت مياه الامطار الدور السكنية ، واجبرت آلاف العوائل على ترك منازلهم في ساعة متأخرة من الليل.
وهطلت امطار غزيرة منذ الساعة (12) ظهرا وحتى (11:30) ليلا دون توقف ، رافقها انقطاع تام للتيار الكهربائي ، مما جعل الناس في حيرة من أمرهم لاسيما بعد ان اغرقت مدنهم بالكامل ، ومن ثم اقتحمت المياه منازلهم ، ليرتفع عويل الاطفال وسط الظلام الدامس.
وكالة السلطة الرابعة للأنباء سلطت الضوء على هذا الحدث الذي يتكرر باستمرار ، وكانت وقفتنا الأولى مع (أم مصطفى) موظفة تسكن حي الشهداء ، وقالت : "انا موظفة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وزجي متزوج من زوجتين انا والأخرى في مدينة الصدر حيث عند هطول الأمطار كان يوم الزوجة الكبيرة في مدينة الصدر حيث يتواجد زوجي عندها ، وفي بداية الأمر توقعت ان المطر سوف يتوقف بعد ساعاتين او ثلاث او في اقصى تقدير اربعة ساعات ، كما كنت اتوقع ان تتخذ امانة بغداد والدوائر البلدية على عاتقها مسؤولية سحب مياه الامطار اذا لزم الامر ، ولكنني تفاجئت بعد عدت ساعات بمياه المجاري تتدفق من وسط الدار واغمرتها بالكامل وبقيت في حيرة من امري وسط صراخ اربعة اطفال ، مما اضطررت للاتصال بزوجي فهرع مسرعا ووصل لي بعد ساعات لان الشوارع انقطعت بالمياه لينقذنا ويصلنا الى بيت اهلي ، والذي وجدته هو الآخر قد غزته مياه الامطار ، وأجبرنا للذهاب الى احد اقاربنا لنقضي الليل عندهم انا واطفالي".
فيما ابتدأ (ابو ثائر) مكبرا :"الله أكبر على المتكبرين والمتجبرين ، الله أكبر على المسؤولين ، لقد اغرقت دورنا بالكامل ولم نجد مأوى نلوذ به مما اظطررنا للبقاء في المياه التي غمرت دارنا حتى الصباح ، مما تسبب في مرض العائلة بالكامل ، وتلف معظم اثاث البيت والاجهزة الكهربائية ، وحالتنا يوم امس كانت وكأننا نعيش في الاهوار وليس وسط العاصمة بغداد".
وأضاف متسائلا :"اين المسؤولون ؟ ، وأين تصريحاتهم التي جعلت من بغداد بصورة خاصة وكأنها جنة الخلد ؟! ، وأين مليارات الدولارات التي ذهبت ادراج الرياح؟!".
المواطن (...........) من منطقة العبيدي يقول :"انا وجيراني جميعهم اضطررنا لمغادرت دورنا بعد غرقت بمياه المجاري من الداخل وطوقتها مياه الامطار من الخارج ، فسلمنا ورفعنا الراية البيضاء للمياه لنغادر الى اقاربنا".
مئات لا بل آلاف المشاهد المؤلمة يرويها الناس لما وقع عليهم يوم وليلة امس ، وهم من الطبقة الوسطى ممن التقيناهم ، فكيف حال المناطق الغير مخدومة ؟، وكيف حال آلاف العوائل من الفقراء ؟!.
المجمع النفطي السكني التابع لوزارة النفط في الشهداء (يسكنه اكثر من 200 عائلة) اغرقت المياه دورهم بالكامل وتلفت اجهزتهم الكهربائية واثاثهم المنزلي وغادروا دورهم لائذين بالفرار.
ويبقى السؤال أين ذهبت مليارات الدولارات التي انفقت على المجاري والخدمات في العاصمة بغداد منذ العام 2003 وحتى الآن ، لاسيما وان العاصمة تغرق وسكانها في حيرت من امرهم وعشرات ملفات الفساد المالي والاداري تطوى وتركن طيا النسيان!!.
بغداد- محمد اللامي:
متابعات
أقرأ ايضاً
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)