حجم النص
بقلم :سامي جواد كاظم
عبارة اختصت بالإمام المهدي محمد ابن الامام الحسن العسكري عليهما السلام نرددها كثيرا في ادعيتنا وأول أمنياتنا ولكن المهم كيف نقولها وماذا سيكون عليه الحال بعد فرجه ؟
البعض قد يقولها من غير تصور معناها وانها تخرج من حنجرته دون قلبه ومثل هذا الصنف لو لم يقلها يكون أفضل له ، وصنف اخر يقولها لسانا ولا يتمناها قلبا بل انه يقول في قلبه اجل فرجه لانه يخشى ان يكون ضمن الذين يشملهم حديث الامام الباقر عليه السلام ونصه " لو قام قائمنا بدا بالذين ينتحلون حبنا فيضرب أعناقهم" الإفصاح في الإمامة للمفيد /209 ، ومنهم حقيقة لا تخلو الساحة الامامية ، وهم ممن يقولها دون معرفة تبعيتها أي انه يتمنى ظهوره ولا يعلم ما هي الواجبات المنوط بها قبل ظهوره .
وأفضل من يقولها هو من يرافق قوله فعله وفعله هو العمل على تثبيت مبادئ الإسلام ومحاربة المنكر وعدم اليأس من ذلك والاتكال على ظهور القائم، أقولها وللأسف ان البعض ممن يأملون ظهوره من غير استيعاب ابعاد العبارة ، مثلا كلما حلت مصيبة بأحد ركن إلى اليأس وجعل امله ظهور الامام الحجة لكي ينقذه مما هو فيه من غير مواجهة هذه المصيبة وإيجاد الحلول لها.
ان هذا التفكير هو الذي أتاح للآخرين المخالفين الطعن فينا اولا وبفكرة الإمام المهدي عليه السلام بل أتاح لهم الاستهزاء بمن يقول ان الإمام المهدي سيظهر لينتقم من أعداء الإسلام ثانيا، وبداوا بتلفيق قصص خرافية على علاقة الشيعة بالإمام المهدي .
اخطر شريحة هي من تقول ظاهرا عجل وفي قلبه اجل لان مثل هؤلاء يفسدون في الأرض باسم أتباع الإمام المهدي ويكونون الوجه الاخر الذي يتيح للمخالفين الطعن بفكرة الإمام المهدي
فالذي يقول وعجل فرجه يجب ان يكون على يقين بان الإمام معه ويرى ما يقوم به من أعمال عبادية وجهادية من اجل نصرة الإسلام
اما الحديث عن رؤية الامام المهدي فهو كما معلوم تكون بارادة الامام المهدي لا بإرادتنا وهنا امر غاية في الأهمية ان كل من يدعي انه راى الامام المهدي يكون محل اخذ ورد لدى الامامية فقط بحيث ان الصحة فيمن يدعي ذلك تنبع من مكانته لدى المسلمين فنحن على يقين عندما يقول ثقاتنا اننا راينا الامام المهدي ولكننا لا نستطيع ان نحاجج الاخرين بهذه الرؤية اطراف الحدث هم ثقات لدينا وفي نفس الوقت لا نستبعد بان هنالك من يطلق القصص الخرافية بخصوص الرؤيا ويدعي انه قابل الامام ودار الحديث الآتي بينهم وهكذا ممن يختلق الأكاذيب.
اعتقد ان تاليف الكتب بهذا الخصوص اي فيمن راى الامام المهدي عليه السلام تاتي من باب تاكيد وجود الامام وانه لا يمكن مقابلته الا اذا بلغنا درجة عالية من الايمان فعلا وقولا وغير ذلك من دواعي تاليف هكذا كتب اعتقد انه لا يكون له وجهة شرعية .
المخالفون للامامية يقولون ان المهدي يظهر في اخر الزمان ويملا الارض عدى واحسانا بعد ماملئت ظلما وجورا وطبعا يقصدون غير الامام الذي نحن نؤمن به وبالرغم من ذلك لا يقولون اللهم عجل فرجه حتى يعيشون دولته
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته "البيئية - المناخية" الخانقة ؟