مع حلول شهري محرم الحرام وصفر لابد لنا ان نعـّرف القارئ الكريم على اهم مايجري من ممارسات وطقوس خلال هذين الشهرين ففيهما تبرز مصطلحات ومسميات تكون مرتبطة ارتباطا مباشرا بالشهرين ومن بين تلك الاسماء هي (المواكب الحسينية) التي انتشرت في شوارع وساحات كربلاء المقدسة وهي تستذكر ملحمة الحسين(ع) وأحداثها المتفردة في تأريخ الانسانية، حيث لا يمكن للرائي ان يمر بتلك المواكب دون ان يتسائل عن خصوصيتها ومدى علاقتها بالشعائر والطقوس ولمعرفة تفاصيل آراء بعض العاملين في تلك المواكب الخدمية في محافظة كربلاء التقينا بعدد من خدمة الامام الحسين (عليه السلام) ليبينوا وجهة نظرهم في ذلك
ثلاثة محاور رئيسية في الموكب هي المأتم (المنبر)، والزيارة، والمواكب العزائية.
يقول احد اصحاب المواكب الحسينية في محافظة كربلاء وهو خادم الحسين (علي سالم ) صاحب موكب حسيني ان\"الموكب الحسيني هو عبارة عن التحرك الجماهيري للأمة بقيادة الإمام المعصوم أو نائبه في عصر الغيبة الكبرى من أجل تحقيق أهداف ثورة الإمام الحسين (ع). وللموكب الحسيني ثلاثة محاور رئيسية هي المأتم (المنبر)، والزيارة، والمواكب العزائية. وعادة ما تتنوع الشعائر الحسينية، حسب طبيعة المجتمع الشيعي وظروفه السياسية.
(ليث الجحيشي ) من احد المواكب الحسينية في كربلاء قال \"يمكن اعتبار الدافع الأول لحركة الموكب الحسيني، هو عاطفة الحب والولاء لأهل البيت (ع). ويمثل الجمهور الحاضر في الموكب القاعدة الشعبية التي تتجاوب مع المفاهيم الإسلامية الحركيّة التي تتناول أهداف النهضة الحسينية، كخط إسلامي وكتجربة إنسانية فريدة، بالإضافة إلى تناول القضايا المحلية والعالمية، وصياغة الوعي الاجتماعي وفق منظومة القيم والأخلاق الإسلامية. وقد يقفز أحياناً لطرح قضايا اجتماعية، واتخاذ مواقف سياسية لشحن وتعبئة الجمهور\"
الموكب الحسيني وسيلة لشحن عواطف الأمة
(يعقوب ابراهيم الصفار) صاحب موكب في كربلاء يقول ان\"الموكب الحسيني وسيلة لشحن عواطف الأمة وتغذيتها بإرادة المقاومة والتحديّ أمام الصعوبات، عبر خطاب تبليغي ذي تأثير معنوي على وجدان وعاطفة الأمة، من خلال إذكاء مشاعر الغضب ضد الظلم والطغيان والفساد، وإلهاب عواطف الجماهير وبث روح الوعي والحماس فيها.
الموكب الحسيني يعتبر مظهراً إعلامياً شعبياً لتكوين رأي عام
(حميد مهدي النجار) عضو في موكب حسيني في كربلاء يقول ان\" الموكب الحسيني يعتبر مظهراً إعلامياً شعبياً لتكوين رأي عام، ورسالة عالمية لنشر أهداف النهضة الحسينية الخالدة كالعدل والحرية والسلام، وهو أحد صور الخطاب الإعلامي الإسلامي، ولسان صادق للتعبير عن الحالة الاجتماعية والسياسية للأمةاضافة الى طرح المفاهيم الإسلامية وتوعية الأمة بحقوقها وحرياتها الأساسية، عن طريق الوسائل الإعلامية كالمنبر والرثاء الشعري واللطم بالإضافة إلى طبع الكتب والمجلات وغيرها\".
الرادود السيد (احمد الموسوي) يقول ان \"المادة التي يتناولها الرادود أو الخطيب الحسيني تنطلق حسب حرية الرأي وممارسة الشعائر الدينية التي يكفلها القانون. والرادود يعتبر محور حركة الموكب الحسيني، والقطب الرئيسي في تشكيل عواطف الجمهور، وشحنها بالحماس الممزوج بعاطفة الحزن والبكاء على مقتل الإمام الحسين (ع) وأهل بيته الأطهار. وعادةٍ ما يتفاوت الرواديد حسب أعمارهم وخبراتهم، ومن الضروري أن يكون الرادود الحسيني قدوة أخلاقية في المجتمع، وعنصراً اجتماعياً نشطاً في المجال الثقافي أو السياسي.
المواكب الحسينية رسالة إعلامية لجماهير متعطشة للحرية والعدل
الشيخ (محمود الصافي ) يقول ان المواكب الحسينية لعبت عبر مختلف عصور التاريخ، أدواراً بارزة في تشكيل العقل الجمعي، وتعبئة الجماهير بالحماس. وتترافق مع هذه الشعائر بعض الأعمال الإيجابية، كحملات التبرع بالدم أو فتح مراسم فنية أو عرض فنون تمثيلية ومسرحية، بالإضافة إلى النشاط الإعلامي (بالصوت والصورة) المرافق للمواكب الحسينية. وأصبحت هذه الشعائر ممارسة تتوارثها الأجيال، ورسالة إعلامية لجماهير متعطشة للحرية والعدل والتضحية من أجل الأهداف النبيلة التي وظفها الإمام الحسين (ع) في نهضته الخالدة.
واضاف( الصافي) ان بعض الروايات تذكر أن الرسول(ص) هو أول من زرع بذرة إحياء الشعائر الحسينية، من حزن وبكاء على ما يجري لأبنه الحسين بن علي عليهما السلام؛ فقد استقبله بعد ولادته مباشرة بدموعه المباركة، وكان يبكي عليه صباحاً ومساءً لمدة طويلة، ويشاركه في ذلك أهل بيته الأطهار(ع).
وقد مر الموكب الحسيني بمراحل تاريخية واجتماعية متعددة، حتى وصل للحالة التي نشاهدها اليوم. وهو بالطبع بحاجة للتطوير بما يناسب طبيعة الظروف الموضوعية، وبما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا وهويتنا الإسلامية، ومن الضروري أن يكون التغيير والإصلاح شعاراً للتحرك الإيجابي في صفوف المجتمع، على ضوء فهمنا لأهداف النهضة الحسينية ووعينا بطبيعة المتغيرات المحلية والعالمية.
تيسير سعيد الاسدي
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- بدعم كامل من العتبة الحسينية المقدسة اجراء (1701) عملية جراحية خاصة ضمن برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي