- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كذبة الاستخبارات الامنية العراقية
حجم النص
بقلم :ناصر سعيد البهادلي
باديء ذي بديء كل الاحترام والتقدير لمنتسبي اجهزتنا الامنية والتي حملت وتحمل ارواحها على اكفها في سبيل حماية الشعب العراقي من استنزاف الدماء المجاني ، ونخص بهذا فقط الاجهزة ومنتسبيها دون قياداتها ، فمسؤولية نزف الدماء سواء للشعب او منتسبي الاجهزة الامنية يتحمل مسؤوليتها بعد الارهابيين القيادات الامنية من القائد العام نزولا للقيادات الميدانية.... هذه مقدمة كان لابد منها.
نطالع بين الحين والحين منشور للمخابرات العراقية تناشد الشعب بتزويده بمعلومات عن الارهاب والحركات المريبة ، وهذا لاضير فيه بحد ذاته لولا اقترانه بواقع فساد في العراق لايخلوا منه مفصلا من مفاصل الدولة وللأسف وصل حتى الى القضاء العراقي كما اشار الى ذلك النائب جعفر الموسوي في برنامج سحور سياسي ، وبالتالي ومن حال معايشتنا لواقعنا العراقي المزري نجزم بضرس قاطع ان الفساد مستشري بشكل دون الوصف بل وحتى المبالغة لاتدرك مستوى الفساد الرائج ، ومن يصرح بخلاف ذلك فهو اما ذو مصلحة في استشراء الفساد او احمق مضحوك عليه او بعيد عن واقع العراق وهمومه......
حاول بعض الارهابيين المعتقلين في احد سجوننا العراقي حفر نفق من داخل السجن الى خارجه للهروب ، وفعلا تم حفر نسبة كبيرة من النفق الى ان من الله علينا باكتشاف العملية ومن ثم احباطها ، وهنا خرج علينا تصريح للناطقين او بعض القيادات الامنية ليقول : ان معلومات استخبارية دقيقة كشفت عملية الهروب وبالتالي تم احباطها . وهنا يحق لنا لو كان التصريح صادقا وصحيحا ان نشعر بالفخر والاطمئنان بان اجهزتنا الامنية واستخباراتها تسير في عملية بناء صحيحة ستثمر عن تشكيل جهاز استخباري يدرأ عن الوطن والشعب المؤامرات والاختراقات الامنية ، ومالبثنا الا قليلا الا وخرج الناطق الرسمي لوزارة العدل المسؤولة عن السجن ليصرح : ان احد الحراس سمع صوتا في الليل مما اثار ريبته وتم اجراء تفتيش مفاجيء على ضوء ريبة الحارس لنكتشف النفق وعملية الهروب وبالتالي احباطها. وهنا نجد انفسنا دون حيرة لنصدق تصريح وزارة العدل دون تصريح القيادات الامنية وللأسباب التالية :
1- وزارة العدل هي المسؤولة عن السجن وعن حراسته الداخلية .
2- الاجهزة الامنية مسؤولة عن الامن الخارجي للسجن .
3- التصريحات الكثيرة للقيادات الامنية والتي دائما تبشرنا بالقضاء على الارهاب ليكذبها سريعا تفجيرات ومفخخات في اغلب مناطق العراق .
وهنا يحق لنا ان نتساءل هل معلومات الاجهزة الامنية الاستباقية الدقيقة هي سماع حارس صدفة لصوت في الليل مما اثار ريبته !!! ، اليس هذه مهزلة تستبطن خداع للشعب واستهانة مفرطة به ؟؟، الايستبطن هذا مدى قناعة السلطة والساسة والقادة بان الشعب على مستوى من الجهل والتخلف لكي يمارسوا معه هذا النوع من الاكاذيب التافهة ؟؟؟، بل الا يستلزم هذا النمط من الاداء ان نفقد ثقتنا باجهزتنا الامنية مما يعكس عدم تعاون حقيقي بين المواطن وهذه الاجهزة وبالتالي يفقدها اهم عنصر قوة في الفعل الاستباقي ؟؟؟ .
وكذلك نتسائل عن مصير الاموال الهائلة التي تصرف على مفصل استخبارات الاجهزة الامنية التي انتجت معلومات امنية استبافية دقيقة تمثلت يسماع صوت حارس امني مصادفة لصوت مريب ، الجميع يدرك ان اموال الميزانية لا يصرف منها الا جزء قليل على المفصل الذي خصص له والباقي الاعظم يذهب في خزائن الاحزاب والكتل التي تدير هذا المفصل وبالتالي فان عملية بناء اي مفصل يصبح قي خبر كان وهذا ما نلمسه على ارض الواقع من تردي وضعف وانهيار لاجهزة الدولة ، نعم الوطن يتضمن ثلاثة اطراف الدولة السلطة المواطن ، فاما السلطة فهاي تبنى وتتغول من خلال بناء احزابها ومسؤوليها بسرقة اموال الشعب ، واما الدولة فهاهي تأن وهي تتهاوى سقوطا وتدميرا وكذلك حال المواطن حال دولته ، وبالنتيجة فان المسؤول سنشهده هاربا من العراق حين يسقط العراق في وحل التقسيم والغزو الخارجي والصراعات الطائفية بعدما ضمن باموالنا المسروقة حياة رغيدة في بلاد الشرق والغرب .....
هكذا نحن في بلد اودع الينا من اسلافنا لنضيعه على محراب الطائفية والمصالح الحزبية والفئوية
اللهم احفظ العراق وشعبه
أقرأ ايضاً
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- حماية الاموال العراقية قبل الانهيار
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر