حجم النص
يبادر الأخوة في دولة الكويت بخطوات إيجابية للغاية فاجئت أوساط سياسية, ومنظومة العمل الخليجي ,وحتى نخب سياسية في العراق,وتعمق ذلك بعد زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى الجارة الجنوبية ,ولقائه بأميرها, ورئيس وزرائها بعد نجاح تجربتها الإنتخابية الفاعلة,وماتمخض عن ذلك من إتفاق على بلورة خطة عمل مشتركة لتطبيع سريع للعلاقات تكلل بالحضور اللافت للشيخ صباح الأحمد أمير الدولة الى بغداد لحضور أعمال قمة العرب في العاصمة الأثيرة التي شهدت قبل عقدين من الزمن إصدار قرار غير مسبوق ,ومتطرف جدا إتخذه صدام حسين بغزوالكويت, وتهجير شعبها, وحينها كان الصباح, وزيرا للخارجية ,وكان يدرك أن قرار صدام لم يكن قرار العراقيين أبدا ,ولم يخيروا فيه, بل وجدوا أنفسهم مثل جيرانهم تحت ظل الشمس الملتهبة في أغسطس من عام 1990 ,ثم ليدفعوا الثمن غاليا, ومازلوا يدفعون حتى اللحظة, والى أن يصدر قرار شجاع ينهي كل تلك المأساة, وماترتب عنها ,والذي نراه الآن إن العراقيين والكويتيين ينهجون نهج التقارب في خطوة ذكية سينتفع منها الجميع, وستنعكس إيجابا على المنطقة برمتها فتجربة الكويت في العمل الديمقراطي, والتمثيل البرلماني هي تجربة مقاربة لتجربة العراق الذي يعمل عليها منذ العام 2003 ولحد الآن مع إن تجربة الكويت تطورت كثيرا بإعتبار إنها سبقت المنظومة الخليجية, وأجزاء من المنظومة العربية, وحققت تقدما كبيرا تحسد عليها رغم أنها وفرت مساحة لسياسيين كثر ليخرجوا عن النص في مشاهد تكررت داخل مبنى مجلس الأمة.
,وفي الأيام الماضية بادرت دولة الكويت بإرسال وفد كبير جدا الى بغداد, ومن مختلف الوزارات إلتقى برئيس الوزراء نوري المالكي ,ووزير خارجيته, ووزراء في الحكومة, وتم تفعيل عمل لجان مشتركة ,وأعلن عن تسهيلات عراقية حقيقية لشركات كويتية للإستثمار في الداخل العراقي الواعد...لكن الخطوات الكويتية المتعاقبة سبقتها خطوات عراقية مهمة في هذا السياق تكللت برضا كويتي متميز إنفردت به عن كل منظومة مجلس التعاون الخليجي الذي تباطئت حركته تجاه العراق منذ الغزو الأمريكي والى الآن, ولم يكن مبررا أبدا لجهة العمل العربي المشترك, وروح الأخوة العربية, وحاجة العراق الذي عانى كثيرا من تبعات الوجود الأجنبي, وأعمال العنف,وهو الأمر الذي يسجل فيه العراق للكويت إنها برغم الجراح تقدم العقل على العاطفة بعد أن ظن الجميع إن الكويت قررت الإنزياح جهة العواطف فقط,وهو الأمر الذي يحسب لها كونها نتاج ممارسة ديمقراطية فعلية ساهمت في صناعة دولة لم تؤثر فيها أنظمة الإستبداد المجاورة التي لاترغب كثيرا في نجاح تجربتها, وتنظر إليها بمضض,
المستقبل كفيل بإذابة الجليد, وهو واعد بالفعل على مستوى العلاقات الإقتصادية التي يمكن أن تحل الكثير من الأزمات, وتعمل على حلحلة المشاكل ,وتتيح فرصا حقيقية لطبقات العمال, والصناعيين ليستثمروا في ظروف أفضل خلال السنوات القادمة.
وإذن فالكلمة الأكثر رواجا الآن في السياسة الكويتية هي التي تقول,,الكويت إلى الشمال سر.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً