كربلاء مقصد ومهوى قلوب المحبين، هي تلك البقعة الطاهرة التي تشرفت باحتوائها لجسد سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأهله وأصحابه الطاهرين.
ففي كل عام من شهر محرم الحرام أعتاد أهالي هذه المدينة المقدسة على ممارسة شعائرهم الحسينية والتي أصبحت عادة سنوية طالما عانت الكبت والاستبداد من ألأنظمة الظالمة ومن هذه الشعائر التي تمثل الموالاة وتعد هوية انتماء لمن يشارك في تأديتها لذا نظم أهالي مدينة كربلاء تلك الشعائر فكانت مرتبة حسب مناطقها السبع حيث تؤدي كل منطقة - طرف أو محلة – دورها في تجسيدها لتلك الشعائر ومن هذه المحلات عزاء طرف باب الطاق والذي يعد احد أقدم العزاءات الحسينية الكربلائية حيث تأسس عام 1255هـ - 1834م على يد قدماء بني سعد وبني زناگه (الزناگية) واستمر الموكب بخدمة زائري الإمام الحسين (عليه السلام) حتى يومنا هذا.
ومن أشهر شخصيات هذا الموكب هم الحاج إبراهيم زنگي والحاج أبو قاسم عبد الشلاه والحاج هويدي جار الله ونعمة العبد وحميد زنگي وغيرهم كثيرون.
يحدثنا الحاج ياسين زنگي احد خدمة الامام الحسين بطرف باب الطاق عن نشاطات وأعمال هذا الموكب قائلاً:
يبدأ نصب هذا الموكب في مقره الكائن أمام باب السدرة منذ أول يوم من شهر محرم ويستمر بخدمة الزائرين من خلال تقديم الطعام يومياً على شكل 3 وجبات وكذلك يتم توفير أماكن لمبيت وإيواء الزائرين طوال أيام الزيارة.
وأشاد زنگي لوكالة نون الخبرية بالعمل الذي يقوم به قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العتبة المقدسة قائلاً: إن "الجهد الذي يبذلوه من اجل إنجاح هذه الزيارة العظيمة لهو غاية في التفاني وخدمة جليلة يقدمها القسم للمواكب والزائرين، مع ذلك نتمنى على المواكب الحسينية المشاركة في المراسيم أن يأخذوا بعين الاعتبار الاختناقات التي تحصل داخل حرم الإمام الحسين (عليه السلام) نتيجة لعدم التزام بعض المواكب بوقت ختم وإنهاء العزاء داخل الحرم مما يؤدي الى عدم تأدية المراسيم والشعائر بالشكل اللائق".
أما عن تاريخ المواكب الحسينية فقال شاعر الطرف رضا الخفاجي لوكالة نون الخبرية إن "معنى التكيات قديماً هو لغرض التجمع والتجمهر حيث كانت تنار التكيات لإعلام الناس بوجود مجلس عزاء في هذا المكان وبعد انتهاء هذا العزاء يتم توزيع الطعام والمأكولات وبعد ذلك يتم تجمع الناس والتوجه الى قبر أو مرقد الإمام العباس (عليه السلام) ومن ثم قبر المولى أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) لغرض أداء مراسيم العزاء وعاشوراء، أما عن تاريخ المحامل (الهودج) أشار الخفاجي: "كان الكربلائيون قديماً يشعلون (القناديل) لأجل إنارة طريق المواكب حيث لم يتوفر لديهم قديماً أي وسيلة أخرى للإنارة".
أما الحاج عبد زنگي – احد المتولين في الطرف- فقد أضاف إن "الشرف الذي يناله خدّام زوار الإمام (عليه السلام) لا يضاهيه شرف لا في الدنيا ولا في الآخرة".
تقرير/حسين النعمه
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- (122) شهيد وجريح في قصف واحد.. سيدة لبنانية تروي قصة استشهاد شقيقتها و(5) ومن افراد عائلتها